Site icon هاشتاغ

من يراقب تطبيق قرار تنظيم اختصاص “التجميل”: “الصحة” لا تمتلك كوادر للمتابعة والنقابة تشكو غياب “ثقافة الشكوى”

البوتوكس

هاشتاغ _ نور قاسم

أصدرت وزارة الصحة السورية قبل نهاية عام 2022 قراراً يقضي بضرورة متابعة كل من يمارس حقن البوتوكس والفيلر والإجراءات التجميلية وحَصرها بالمتخصص.

وجاء في التعميم حينها تأكيد على ضرورة الجولات الرقابية على المنشآت الصحية لملاحقة المخالفين ، والتأكيد على أن الاختصاصات التي يحق لها ممارسة إجراءات ( فيلر، بوتوكس، خيوط الشد ) للجراحة التجميلية، الأمراض الجلدية، أمراض الأذن والأنف والحنجرة وجراحتها في منطقة الرأس، أمراض العين وجراحتها (حصراً على ملحقات العين وهي الأجفان والحاجب )، جراحة الفم والوجه والفكين في منطقة الرأس، أما اختصاص طبيب الأسنان فينحصر عمله داخل الفم فقط ولا يحق له ممارسة الإجراءات الأُخرى .

تشكيك في التطبيق

رئيس مجلس البورد السوري لاختصاص الجلدية، الدكتور ابراهيم أبو زخم قال ل”هاشتاغ” إن سَن مثل هذا القرار جيد كخطوة أولى ولكن في الطرف المقابل يوجد تشكيك من قِبل عدد من الأطباء المختصين بآلية تطبيق هذا القرار، فكثر يتساءَلون عن الجهة المخولة تطبيقه، وكيف سيُطبَّق، وهذا ما لم يوضحه القرار ، مشيراً إلى ضرورة أن يكون أي مركز تجميلي مرخَّص بناء على اسم الطبيب المختص، والإجراءات داخل المركز يجب أن يقوم بها الطبيب نفسه الذي سُجّل الترخيص باسمه .

بهدف التنظيم

رئيس دائرة تصنيف المنشآت الصحية في وزارة الصحة، الدكتور بشار الكناني، بيّن في تصريح ل”هاشتاغ” إن القرار الذي صدر مؤخراً حول حصر إجراءات التجميل بالمتخصصين ما هو إلا لتنظيم هذا الأمر ، وكل مخالف يتعرض للمحاسبة سواء من قِبل الجهة المعنية في الوزارة أو نقابة الأطباء السورية.

وأضاف بأن المحاسَبة تحصل بالتدريج، حيث تبدأ من قِبل دائرة المشافي في مديرية الصحة لكل محافظة بالتنبيه على المخالفين، و في حال عدم الالتزام بتنبيه مديرية الصحة يحوَّل التقرير بهذا الخصوص إلى مديرية المنشآت الصحية في الوزارة لتوجيه الإنذار للمخالِف، وفي حال عدم الالتزام يتم تنفيذ عقوبة الإغلاق الإداري لفترة محددة ما بين أسبوع إلى أسبوعين حسب طبيعة المخالفة، ومن ثم يتم تطبيق الإغلاق بالشمع الأحمر بعد التدرج بهذه العقوبات.

و أوضح الكناني أنه في حال كانت المخالفة من قِبل طبيب يمارِس اختصاص آخر لا علاقة له باختصاصه ترسل المخالفة إلى نقابة الأطباء لمتابعتها، وأما عقوبة غير الطبيب الممارس للمهنة فمصادرة التجهيزات الطبية وإحالته إلى القضاء، بالإضافة إلى عدة عقوبات ويمكن أن تصل إلى السجن يحددها القاضي.

نقابة الأطباء معنية

نقيب أطباء دمشق الدكتور عماد سعادة لفت إلى أن تعليمات الممارسة الطبية تصدر عن وزارة الصحة ، والمخالفات بهذا الإجراء تتم بالتعاون مع وزارة الصحة.

وأوضح سعادة في تصريح ل”هاشتاغ” أن القرار الذي صدَر مؤخراً من وزارة الصحة حول تنظيم وحصر الإجراءات التجميلية بالمتخصصين، معنية فيه نقابة الأطباء أيضاً من ناحية التزام الطبيب بممارسة الاختصاص الذي درسه، مبيناً أن أي مخالفة طبية ذات شقين: شق له علاقة بالمهنة والممارسة تتابعه النقابة، أما الشق الآخر فيخص المبالغ والتكاليف التي يتقاضاها الطبيب ومتابعتها من قِبل وزارة الصحة .

ولفت سعادة إلى أن النقابة لا إمكانية لديها لمعاينة كل المراكز والعيادات بدمشق، ولكن فور ورود أي شكوى يتم متابعتها، وإذا تأكدَّت المخالفة لأي طبيب يعمل بإجراء ليس ضمن اختصاصه فيعاقب عقوبة شديدة، وأن الأمر يحتاج إلى شكوى إما للنقابة أو لوزارة الصحة والوزارة بدورها تحول الشكوى إلى النقابة للمتابَعة.

لا مخالفين حتى الآن

ولدى توجيه سؤالنا إلى رئيس دائرة تصنيف المنشآت الصحية في وزارة الصحة الدكتور بشار الكناني عن الضبوط التي نُظِّمت بحق المخالفين إلى الآن بعد إصدار القرار الرسمي بهذا الخصوص، وخاصةً أن المتعدّين على مهنة التجميل كُثُر، قال الكناني إنه إلى الآن لم يُرسَل إلى الوزارة أي شيء بخصوص المخالفين من مديريات الصحة في كافة المحافظات.

وعزا الكناني السبب إلى النقص في الكوادر الذي تعاني منه المديريات للمتابَعة، وطرح مثالاً على ذلك بأن دائرة المشافي في مديرية صحة دمشق

المكلّفة للمتابَعة تحتوي على موظفَين اثنين فقط، وأن وزارة الصحة في طور توزيع الكوادر الفنية في مديريات الصحة بسبب قلة العدد لردم النقص ، موضحاً أن تطبيق هذا القرار يحتاج إلى وقت ربما يمتد لأشهر حسب برنامج الإصلاح الاداري .

وأشار الكناني إلى أزمة الوقود وتخفيض المخصصات، وهو ما أدى إلى محدودية الحركة، فالجولة من قِبل المتابعين للمراكز الصحية والتجميلية والعيادات تحتاج إلى توفر وسائط النقل لهم ، وبالنسبة للشكاوى فكافة مديريات الصحة ملزمة كل ست أشهر بإرسال تقارير عن كافة المحافظات إلى الوزارة، لافتا إلى أن الشكاوي قليلة إلى الآن بسبب انعدام ثقافة الشكوى .

ضرورة التثقيف الصحي

رئيس مجلس البورد السوري لاختصاص الجلدية، الدكتور ابراهيم أبو زخم قال ل”هاشتاغ” إن على وزارة الصحة تثقيف الناس صحياً سواء عبر الندوات التلفزيونية أو مواقع التواصل الاجتماعي حول الإجراءات التجميلية، وتوعيتهم بضرورة معرفتهم لحقهم بالسؤال عن المادة التي سيتم حقنهم بها فيما إذا كانت صالحة للاستخدام أو فعّالة، وأيضاً السؤال عن الشخص الذي سيطبق هذا الإجراء التجميلي، وهل مصرح له بالعمل ؟

واذا لم يكن مصرحاً له فيجب إقامة دعوى بحقه، بدلاً من انتظار حدوث الاختلاط أو الخطأ لمحاسبته .

وأشار إلى أن الإجراء التجميلي الخاطئ يمكن أن يؤدي إلى العمى أو التموّت بسبب حقن الفيلر بأسلوب خاطئ، لافتاً إلى أنه من الحالات التي حصلت سابقاً لشابة تم إسعافها إلى مشفى المجتهد إثر حقن البوتوكس وكانت بوضع خـطر جداً حينها بسبب هبوط الضغط الشديد و إصابتها بالتسمم من المادة المحقونة نتيجة الكميات الكبيرة التي حُقنت بها بإيدي أشخاص غير متخصصين.

معرفة بلد المنشأ لا يكفي

رئيس قسم التجميل في مشفى المجتهد الدكتور وائل برازي قال ل”هاشتاغ”، إن البوتوكس غير المسجّل في وزارة الصحة لن يكون جيداً بسبب وجود مشاكل في فعالية ونقاوة المادة، إضافة إلى السواغ المستخدَم فيها الَّذَين يتم كشفهما من خلال الفحوصات المخبرية بالوزارة، مشيراً إلى أن الأنواع غير الجيدة تسبب الحساسية للمريض.

وبالنسبة للإعلانات التي تعتمدها بعض المراكز لترغيب الزبون بالبوتوكس الموجود في المركز عن غيره من المراكز من خلال ذكر بلد المنشأ كألمانيا مثلاً وغيرها من البلدان، لفت البرازي إلى أن معرفة بلد المنَشَأ للبوتوكس غير كافٍ لتكوين صورة عنه بأنه جيد أو غير جيد، فالذي يؤكد جودة المادة من عدمه، أن تكون مسجلة في الوزارة فقط وليس غير ذلك.

استخدامات علاجية للبوتوكس

وكانت وزارة الاقتصاد السورية أصدرت سابقاً قراراً بالسماح لاستيراد البوتوكس وشهد هذا القرار حينها الكثير من الانتقادات حول أهمية وضرورة استيراد هذه المادة فعلياً .

رئيس قسم التجميل في مشفى المجتهد الدكتور وائل برازي أوضح أنه يوجد الكثير من الأمراض العلاجية التي يستخدَم فيها البوتوكس، فمثلاً أطباء العينية يستعملونه في العين حول الحَجاج لمعالجة بعض حالات الحَوَل، ومعالجة الأذيات العصبية حول العين، وأما أطباء جراحة الفكين وأطباء الأسنان فيستخدمونه للعلاج حول الفم من التشنج في العضلة النابضة التي تؤدي بالمريض إلى التحركات الرمعية أي الحركات التشنجية في مراكز الوجه بالفكين، ولا حل بديل لعلاجهم إلا من خلال استخدام مادة البوتوكس.

وأضاف البرازي أنه يتم استخدام البوتوكس كعلاج أيضاً من قِبل أطباء العصبية في حالات الصداع التوتري والشقيقة، فالشقيقة تحدث أحياناً إثر التشنج في شرايين الفروة، وتشنج العضلات المجاورة للشرايين، وتكمن مهمة البوتوكس هنا بالشلل المؤقت للعضلات مما يؤدي إلى التحسن، وأيضاً يستخدم في حالات فرط التعرق في اليدين والقدمين وحتى التعرق الإبطي، ويتم حقنه لإيقاف إفرازات التعرق الزائد التي ينجم عنها رائحة كريهة، لافتاً إلى الكثير من الأمراض مثل التشنجات الرقبية، والتشنجات في العضلات بين الرقبة والكتف لا تعالَج إلا بالبوتوكس.

http://لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version