Site icon هاشتاغ

“الترند” السوري يتغير كل يوم.. والمشاعر تتوزع بين الغضب والحزن والفرح والتهكم للحدث ذاته

مشاعر السوريين

هاشتاغ_باسم المحمد

لا يكاد يمر يوم إلا ونصحو على قضية “تازة” تشغل الرأي العام السوري على وسائل التواصل الإجتماعي، ولا تلبث أن تصبح طي النسيان مع ظهور قصة جديدة. خلال شهر رمضان لوحده ظهرت وبشكل يومي قضايا خلقت مناخا من الغضب والحزن والفرح والتهكم بين السوريين.
ففي بداية رمضان غلبت القفزات الكبيرة على أسعار جميع المواد الغذائية لاسيما التمور واللحوم والبيض والألبان والخضروات والفواكه والحبوب على الاهتمامات “الفيسبوكية” وتنوعت التفاعلات بين مشاعر الغضب والتشكيك بجدوى الرقابة الحكومية ونوايا التجار الاحتكارية، وبين مشاعر التهكم على تصريحات المعنيين في الأيام اللاحقة مثل تصريح رئيس لجنة سوق الهال باللاذقية الذي قسم المجتمع طبقيا باستخدام مقياس البندورة.

والمسؤول التمويني الذي قال إن والدته لم تجد ارتفاعا في أسعار المواد الغذائية أثناء تسوقها، ومعاون وزير الصناعة الذي طلب من الناس ترك سياراتهم الخاصة التي تكلف الدولة “كثيرا” والتوجه إلى النقل العام المفقود أصلاً!!

ثم اتجهت الاهتمامات إلى الدراما والفن حيث شغلت أخبار انفصال العائلات الفنية المتابعين وعلى رأسها طلاق الفنانة سلاف فواخرجي من الفنان وائل رمضان وبيان الانفصال الذي أعجب الأكثرية وأثار التساؤلات لدى الآخرين، وكذلك آراء الشارع السوري بالمسلسلات وتقييمها والتعليق على ألبسة الفنانات وجمالهن ووسامة الفنانين، ليأخذ خبر انتحار ريان في مسلسل كسر عضم الحيز الأكبر على وسائل التواصل وتذرف دموع الصبايا مع تمنياتهن بأن يكون مشهد الانتحار مجرد حلم، إلا أن ذلك لم يتحقق..!

آخر الاهتمامات

قساوة الظروف المعيشية، وفداحة الأحداث الدولية لم تنجح في جذب اهتمامات رواد وسائل التواصل، حيث كانت التفاعلات مع القرارات الحكومية في آخر الاهتمامات باستثناء قرار تفعيل توطين الخبز في دمشق وريفها.

الأزمة العالمية في أوكرانيا وتفاعلاتها السياسية والعسكرية والاقتصادية الخطيرة لم تحظ باهتمام السوريين الذين خبروا فداحة الحروب لأكثر من عقد رغم أن الغالبية السورية (وحتى العربية) تتمنى هزيمة المحور الغربي و”كسر عظمه” لدوره الكبير في زيادة المأساة السورية والأزمات العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

ليتوقف الترند أمس الأول عند الخطأ الفني لقناة سورية دراما أثناء مباراة لكرة القدم والذي أدى إلى إظهار صوت أحد الفنيين بدلاً من التعليق خلال مكالمة هاتفية تتحدث عن التبغ العربي وجماليات “الصلعة” لفترة طويلة من دون انتباه أحد من كوادر القناة أو إدارتها.

“بيكفينا اللي فينا”

وفي قراءتها لاتجاهات “السوشال ميديا” في سورية بينت الدكتورة رشا شعبان من كلية الآداب في جامعة دمشق – قسم الفلسفة أنه من الطبيعي أن تتجه اهتمامات الشعب السوري الذي يعيش ظروفا قاسية إلى أمور لا تعتبر أساسية وأن تتقلب اهتماماته بشكل كبير خلال وقت قصير لأنه يعتبر نفسه شعبا مقاوما ومناضلا يدافع عن وطنه ويمارس أقصى حالات الصمود وبالتالي يتطلع إلى تقديم الحلول من قبل المسؤولين لكنه يتعرض لصدمات يومية خاصة مع التصريحات المنفصلة عن الواقع الصادرة عن المعنيين التي تزيد من حالة التوتر والقلق والخوف واليأس.

وكأنهم أي المسؤولين ليسوا من هذا الشعب فينقلون المواطن من صدمة إلى أخرى.

ودعت شعبان المسؤولين إلى التفكير قبل إطلاق تصريحاتهم وأن يقوموا بدورهم الذي تتمناه الأغلبية لأننا ننتظر منهم الحلول في الوقت الذي يظهرون فيه وكأنهم ينتظرون الحل منا والجميع يرمي الكرة في ملعب الآخرين، وهذا ما جعل المواطن الذي يبحث عن أبسط مقومات الحياة بعيدا عن القضايا الكبرى والخارجية، وما لدينا من هموم يمكن توزيعه على دول وتكفينا همومنا الخاصة.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version