Site icon هاشتاغ

التهديد السيبراني.. اختراق مايكروسوفت وتداعياته على الأمن القومي

مايكروسوفت تلون شاشة الموت الزرقاء بالأسود

تواجه حكومات العالم تحدياً جديداً يهدد أسرارها وأعمالها في ظل الحرب الرقمية المتصاعدة، إثر اختراق قراصنة روس لحسابات البريد الإلكتروني لكبار المسؤولين التنفيذيين في شركة مايكروسوفت، مما أدى إلى وصولهم إلى معلومات حساسة ومهمة.

هذا الاختراق الذي يُعد الأحدث في سلسلة من الهجمات الإلكترونية، يُلقي بظلاله على الأمن القومي للدول، خاصة تلك التي تعتمد بشكل كبير على تقنيات مايكروسوفت.

خبراء الأمن السيبراني وتكنولوجيا المعلومات يقيمون حجم الخطر الذي خلَّفه هذا الاختراق، مشيرين إلى تداعياته المحتملة على الأمن القومي للدول.

ويُشدد الخبراء على أن الهجوم لم يقتصر على الوصول إلى البيانات فحسب، بل تعداه إلى محاولة اختراق شبكات العملاء باستخدام بيانات وصول مسروقة، مما يُنذر بمخاطر جسيمة قد تطال العديد من القطاعات.

ووفقاً لبيان صادر عن مايكروسوفت ونشرته وكالة “أسوشيتد برس”، فإن الشركة تحاول منذ تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي طرد القراصنة الروس الذين تمكنوا من اقتحام حسابات البريد الإلكتروني لكبار المسؤولين التنفيذيين.

وقد استخدم القراصنة، الذين يُعتقد أنهم ينتمون إلى جهاز المخابرات الخارجية الروسي SVR، البيانات المسروقة في عمليات اختراق لبعض الأنظمة الداخلية للشركة، وهو ما كُشف عنه في منتصف كانون الثاني/ يناير 2024.

تامر محمد، خبير الأمن السيبراني وتكنولوجيا المعلومات، يُعلق على الهجوم قائلاً: “مع تقدم التكنولوجيا، أصبح القراصنة يمتلكون القدرة على الوصول إلى البيانات والأسرار بكل سهولة”، وفقاً لموقع “سكاي نيوز عربية”.

ويُضيف محمد أن “المخاطر التي ستواجهها مايكروسوفت ستكون كبيرة جداً، وقد نشهد وقوع بعض الشركات بسبب وصول القراصنة إلى معلومات حساسة”.

زتم رصد الهجوم لأول مرة في 12 كانون الثاني/ يناير الماضي، حيث نُسب إلى مجموعة قرصنة معروفة باسم “ميدنايت بليزارد” أو “نوبليوم”.

ويُشير محمد إلى أن هذا الاختراق يُشكل خطراً على الأمن القومي، نظراً لانتشار مايكروسوفت عالمياً واستخدام إصداراتها من قبل معظم حكومات العالم.

من جانبه، يُقلل أحمد الدموهي، خبير الأمن السيبراني وتكنولوجيا المعلومات، من شأن المخاطر المترتبة على اختراق مايكروسوفت، مستنداً إلى أن القراصنة لم يتمكنوا من الوصول إلى أنظمة الإنتاج أو المصادر البرمجية أو أنظمة الذكاء الاصطناعي في الشركة، ولم يتم الوصول إلى حسابات العملاء.

ويُؤكد الدموهي أن مايكروسوفت ستتخذ تدابير لتفادي الخطر، بدءاً من التحقيق في الهجوم واحتوائه، وصولاً إلى تحسين أمان أنظمتها¹.

وفي سياق متصل، تعددت شكاوى مايكروسوفت من اختراقات لقراصنة روس وصينيين وإيرانيين، ولكن الاختراق الأبرز كان في تموز/ يونيو 2022، حين أشارت الشركة إلى أن قراصنة روس مدعومين من موسكو قاموا بـ “تجسس استراتيجي” على حكومات ومراكز فكر وشركات ومجموعات إغاثة في 42 دولة تدعم أوكرانيا.

وأكد براد سميث، رئيس مايكروسوفت، أن الاستهداف الروسي لحلفاء أوكرانيا كان ناجحاً بنسبة 29% من الوقت، مما أدى إلى سرقة البيانات في ربع عمليات الاختراق الناجحة على الأقل.

وفي ملاحظة مثيرة للاهتمام، أشارت مايكروسوفت إلى أنها لم تكتشف أي اختراق روسي عبر الإنترنت لإستونيا منذ بدء الحرب، وذلك بفضل اعتماد الأخيرة على الحوسبة السحابية، مما يُسهل اكتشاف المتسللين ويُعزز الأمن السيبراني.

 

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version