Site icon هاشتاغ

رغم أزمة التجنيد.. الجيش الأمريكي يخفّض قواته بنحو 24 ألف جندي

أعلن الجيش الأمريكي، الثلاثاء، أنه سيقلص عدد قواته بنحو 24000 جندي، في إطار إعادة هيكلة تهدف إلى تحسين قدراته في الحروب المستقبلية.

 

ويأتي هذا القرار في وقت يعاني فيه الجيش من مشكلة في التجنيد، ويواجه تحديات أمنية متزايدة في الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا.

 

إلغاء وظائف مكافحة التمرد

وأوضح الجيش في بيانه أن ما يقرب من 5% من مهام الجنود المسرحة ستؤثر في الغالب على المواقع التي ظلت فارغة، ولن تؤثر على الجنود الحاليين.

 

وقال الجيش: “الجيش لا يطلب من الجنود الحاليين المغادرة”.

 

وبينما يبني الجيش قوته الخلفية على مدى السنوات القليلة المقبلة، فمن المرجح أن تشهد معظم المنشآت زيادة في عدد الجنود المتمركزين بالفعل هناك”.

 

وأشار الجيش في بيانه إلى أن معظم الوظائف التي تم إلغاؤها ترتبط بمناصب مكافحة التمرد التي نمت خلال الحربين في العراق وأفغانستان، ولكن الطلب عليها ليس مرتفعاً اليوم.

 

وقال الجيش إنه يريد التركيز على القدرات العالية والمتعددة المجالات، مثل الدفاع الجوي ومكافحة الطائرات دون طيار والإنترنت والاستخبارات والضربات بعيدة المدى.

 

الإفراط في الهيكلة

وأكد الجيش في بيانه أنه “يعاني حالياً من الإفراط في الهيكلة”، ولا يوجد عدد كافٍ من الجنود لملء الوحدات الموجودة.

 

وتم تصميم الخدمة العسكرية حالياً لتضم ما يصل إلى 494000 جندي، لكن العدد الإجمالي للجنود في الخدمة الفعلية يبلغ نحو 445000.

 

وتجعل الخطة الجديدة قادة الجيش يتطلعون إلى تجنيد عدد كافٍ من القوات خلال السنة المالية 2029 للوصول إلى هدف 470 ألف جندي في الخدمة الفعلية.

 

وعلى الرغم من التخفيضات، قال الجيش إنه يتطلع إلى إضافة 7500 جندي آخرين لمهام حاسمة أخرى، بما في ذلك وحدات الدفاع الجوي ومكافحة الطائرات دون طيار وخمس فرق عمل جديدة حول العالم تتمتع بقدرات معززة في مجال الإنترنت والاستخبارات والضربات بعيدة المدى.

 

وأفاد الجيش بأن هذه الخطوات ستساعده على مواجهة التهديدات الحالية والمحتملة من الدول المنافسة، مثل الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية.

 

أزمة التجنيد

ويأتي قرار الجيش في وقت يعاني فيه من أزمة في التجنيد، حيث أخفق في تحقيق أهدافه في عام 2023 بمقدار 41 ألف جندي، ليواجه العام الجديد بنقص في القوى البشرية.

 

وذكر مسؤول في البنتاغون في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أن الجيش يواجه صعوبات في جذب الشباب الأمريكيين، الذين يفضلون الدراسة أو العمل في القطاع الخاص على الالتحاق بالخدمة العسكرية.

 

وأضاف المسؤول أن الجيش يحاول تحسين عروضه وحملاته الإعلانية لزيادة الاهتمام بالتجنيد.

 

وفي سياق متصل، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، في وقت سابق، أن واشنطن لا تريد أن يتوسع الصراع في الشرق الأوسط.

 

وقال بايدن، في تصريحات للصحفيين: “لا أعتقد أننا بحاجة إلى حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط، ليس هذا ما أبحث عنه”.

 

وحمّل الرئيس الأمريكي، إيران المسؤولية عن الهجوم الذي أسفر عن مقتل 3 جنود أمريكيين في الأردن، قائلاً إن “طهران زودت منفذي الهجوم بالأسلحة”.

 

توترات في الشرق الأوسط

ويأتي هذا الهجوم في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، حيث تتهم واشنطن طهران بدعم الجماعات المسلحة في العراق وسوريا واليمن ولبنان، وتهديد المصالح الأمريكية وحلفائها في المنطقة.

 

وقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية وسياسية على إيران، وانسحبت من الاتفاق النووي الذي أبرمته معها ومع القوى العالمية في عام 2015.

 

وردت إيران بتخفيض التزاماتها النووية، وتوسيع نفوذها الإقليمي، وتطوير قدراتها الصاروخية والعسكرية.

 

وشهدت المنطقة عدة حوادث عنيفة، مثل استهداف ناقلات نفط في مضيق هرمز، وضرب منشآت نفطية في السعودية، واغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في بغداد.

 

وحاولت بعض الدول الأوروبية والآسيوية والعربية التوسط بين الطرفين، والحفاظ على الاتفاق النووي، وخفض حدة التصعيد، في حين أبدى الرئيس الأمريكي جو بايدن استعداده للعودة إلى الاتفاق النووي، شرط أن تلتزم إيران بالالتزامات التي وقعت عليها.

 

تحديات مستقبلية

وفي ظل هذه الظروف، يواجه الجيش الأمريكي تحديات مستقبلية في الحفاظ على قوته وجاهزيته وتنوعه.

 

وقال الجيش إنه يسعى إلى تحسين قدراته في مواجهة الحروب الهجينة والحرب الإلكترونية والحرب الفضائية والحرب البيولوجية والكيميائية، مبيناً أنه يحتاج إلى جنود مؤهلين ومدربين.

Exit mobile version