Site icon هاشتاغ

الحكومة “تقتّر” والفساد يهدر: الخبز على قارعة الطريق والطحين يتسرب إلى المسامك

هاشتاغ_ خاص

في الوقت الذي يكابد فيه السوريون لتأمين رغيف خبز إضافي، بعد القرارات الارتجالية وآليات التوزيع المتخبطة، هناك من يرمي مئات ربطات الخبز على قارعة الطريق دون أن يرف له جفن.

هذا ما يحصل في حماة، ومخابزها، وهي ليست المرة الأولى، التي “يعاني فيها الخبز ما يعانيه” من هدر وسرقة أو سوء إنتاج في أحسن الأحوال.

البداية، من كميات الخبز التي وجدت مرمية على قارعة الطريق الواصل بين بلدة شطحة وقرية الرصيف في منطقة الغاب، والتي أثارت ضجّة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذه الكمية من الخبز تُقدّر بأكثر من طن خبز، مع العلم أنّ كثير من المواطنين في المنطقة لا تكفي مخصصاتهم من الخبز لإطعام أسرهم، لـ”يزيد الطين بلّة” وجود مخالفات كبيرة بمخابز حماة ومنها مخبز شطحة الذي يعمل من دون قيود، وعماله يعانون من صعوبة تحصيل رواتبهم.

هذه الكمية “تغافل” عنها المسؤولون في المحافظة، ولم يتمّ إصدار أيّ بيان أو إجراء حولها، بمن فيهم مديرية المخابز في حماة والتي حاولت التهرب من الموضوع وإلقاء المسؤولية على مديرية التموين.

لجنة تفتيش وتغريم!
بعيداً عن واقعة رمي الخبز، وصلت إلى “هاشتاغ” معلومات من مصادر خاصة في مخبز شطحة، تتحدث عن لجنة تفتيشية اطلعت على آلية عمل المخبز، واكتشفت العديد من التجاوزات، وتمّ تغريم المسؤولين على عمل المخبز بمبلغ 39 مليون ليرة، مع العلم أنّ معظم مخابز حماة من دون قيود “أي لا يتمّ معرفة كميات الدقيق الواردة والإنتاج النهائي من مادة الخبز”، وفقاً للمصادر.

وبحسب المعلومات، فقد تمّ ضبط مدير مخبز السقيلبية وقد حمّل بسيارته كميات كبيرة من الخبز، وهو ما أكّده مدير شعبة السقيلبية، وارد حمود، ضمن تصريحات خاصة لـ”هاشتاغ”، مضيفاً، بأنّه تمّ تحويله للقضاء هو وابنه الذي كان يقود السيارة وبداخلها 60 ربطة خبز، كان من المفترض إيصالها إلى أحد المعتمدين، يدعى نبيل أبو كرشة.

وأشار حمود، إلى أنّ مديرية المنطقة كشفت الموضوع، وتواصلت مع شعبة التموين في السقيلبية، ليتمّ تحويله للقضاء مع مدير المخبز وابنه.

لا تقف حدود التجاوزات التي تحصل في مخابز حماة، عند حدود تصرف أحد مدراء المخابز، وإنّما تصل إلى وجود مخالفات عديدة تجاه التصرّف بالطحين، عبر هدر ما يقارب أكثر من 11طن من الطيحن، ووجود عقود غير مشروعة في أكثر من مخبز بالمحافظة، وتمّ مخالفة أكثر من مدير مخبز ورؤساء الورديات وأمناء المستودعات.

ولفت حمود إلى أنّ مديرية التموين في المحافظة تنبّهت إلى عدم وجود قيود عمل في العديد من أفران المحافظة، لهذا، تمّ وضع نقاط مراقبة لمتابعة عملها، والتأكّد من كميات الدقيق الداخلة للأفران، والإنتاج النهائي من الخبز؛ إذ من المفترض عبر نقاط المراقبة الجديدة أن يتمّ تخريج 147 ألف ربطة خبز من كل 1طن من الطحين، بالوزن والجودة المطلوبين.

وكان وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عمرو سالم، كشف عن آلية جديدة تمّ تطبيقها من أجل ضبط حالات تهريب الدقيق والقمح تتمثل في تفعيل ميزة إدخال كميات الدقيق المستلمة من المطاحن إلى المخابز وصولاً لعدد ربطات الخبز، مبينا في تصريحات صحفية أنّه سيتم لاحقاً إدخال كميات القمح المستلمة للمطاحن وكميات الدقيق والنخالة والشوائب الناتجة بشكل مؤتمت ومراقب من نقاط مراقبة متعددة.

ليست المرة الأولى في حماة!
عمليات التلاعب التي حصلت في مخابز حماة ليست الأولى؛ إذ قال مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك السابق، في حماة، زياد كوسا، منتصف شهر آب من عام 2020 إنه تم توقيف 4 من العاملين في مخبز شطحة الآلي، بينهم مدير المخبز، بتهمة التلاعب بالرغيف وتحويل الخبز إلى علف.

وأكّد كوسا في تصريحات نقلتها “تشرين” ، أن عناصر المديرية ضبطوا عملية تهريب عجين تقدر قيمته بـ250 كغ في المخبز المذكور، ضمن سيارة سوزوكي إلى إحدى المسامك الخاصة ليتم استخدام العجين كطعام للأسماك.

كذلك ضبط عناصر المديرية، نحو 350 كغ من الخبز العلفي غير مسجّلة بقيود المخبز، حيث تمّ توقيف سائق السوزوكي وهو ناقل العجين المهرب، ويعمل في “السورية للمخابز” وقد أحيل إلى فرع الأمن الجنائي، ليعترف بالتحقيق معه على شركائه وبينهم مدير المخبز، ليتم تنظيم الضبط التمويني بحق المخالفين وإحالتهم إلى الجهات المختصة لاستكمال التحقيقات و الإجراءات القانونية.

للمقايضة حكاية كاملة!
خلال الأسابيع القليلة الماضية، فتح قرار رفض فرع حماة للحبوب كميات كبيرة من طحين حلب الخاص السيء، الباب، أمام احتمالية إعادة “إنعاش” مخابز المحافظة، لتأتي عمليات المتاجرة والهدر وتهدم تلك الآمال.

Exit mobile version