Site icon هاشتاغ

أحزاب المعارضة الداخلية “لن تستسلم” للتهميش: قد نشكّل حكومة ظل لمراقبة أداء الحكومة

الحكومة
هاشتاغ – زينا صقر
توالت أصداء تشكيل الحكومة السورية الجديدة”القديمة” في الشارع السوري، فمنهم من رأى بأنها ستفشل بالتأكيد على قولة ” اللي بيجرب المجرب عقلو مخرب”، و منهم من اعتبر أن من واجب الشعب تجاه المرحلة القادمة أن يعطي فرصة للتشكيلة الجديدة.
أما على صعيد الطبقة السياسية في سورية، كان لبعض الأحزاب السياسية المعارضة رأي آخر، عبرت عنه من خلال إصدار بيان أعلنت فيه رفضها الحكومة الجديدة. حيث أصدر حزبا “التضامن” و”الشباب للبناء والتغيير”عقب الإعلان عن التشكيلة الحكومية الجديدة، بيانا جاء فيه: “إن الحكومة بحلتها المكررة أنهت كل آمال التغيير لدى أغلب الشعب”.
وأضاف الحزبان المرخصان في سورية، أن المشاورات الحكومية مرت “مرور الكرام، ولم نشهد أو يشهد الشارع، لقاءً واحداً بالأحزاب الوطنية المرخصة والقوى البشرية من خريجي الشهادات العليا وأصحاب الاختصاص بالتعامل مع الأزمات”.
وتساءل البيان: “لماذا المشاورات إن كان الفريق القادم هو ذاته الفائت؟”، مضيفاً: “أغلبه من أسس لتكريس الأزمة والتأزيم”.
وأعرب البيان عن القناعة بأن “سبل الحل متوفرة و بالإمكانات الذاتية، إنما هي بحاجة إلى حكومة تشاركية مختصرة، تكون حكومة أزمة لا تأزيم”.
وقال إن الأزمة في البلاد مركّبة، الغالب منها بفعل الحرب والعقوبات المفروضة على سورية، لكن جزءاً كبيراً منها سببه انتشار الفساد، والتسليم لصعوبات التغيير، وعدم الرغبة أو الإمكانية الحكومية بالتغيير”.
وختم البيان بإعلان الحزبين رفض “تدوير” ذات الوجوه في الحكومة الجديدة، ودعا إلى “إعادة النظر بالسياسات التي لم تكرس خلال المرحلة السابقة سوى المزيد من التأزيم، فيما بوصلة الحل تشير إلى الفساد وضوحاً ، ليبقى الشعب بين مطرقة الجوع و سندان فقدان الأمل، ما ينذر بنتائج خطيرة باتت واضحة المعالم في كل المناطق السورية، سيصبح من الصعب تطويقها”.
أمين عام حزب التضامن، محمد أبو قاسم قال “إن دوافعنا لإصدار البيان هو التكلم نيابة عن الشعب، لأن الأحزاب السياسية وجدت من أجل رفعة كلمة الحق و التعبير عن إرادة الشعب، و الذي كما أعتقد أن نسبة كبيرة منه لو أراد التكلم لعبر عما يعانيه بحرية.”
واعتبر أبو قاسم في تصريح خاص لـ “هاشتاغ”، أن السوريون في مرحلة جديدة، يتمتع فيها الرئيس بشار الأسد بولاية جديدة، هذه الولاية كان المفروض أن تتضمن _ على الأقل لتحقيق شعار حملة الأمل بالعمل _ و كتعبير عنها بداية كما كنا نأمل، أن يكلف رئيس حكومة جديد، ليس بعثيا، و هذا من صلاحياته لأنه رئيس السلطة التنفيذية، و الدستور لا يُلزمه تكليف رئيس حكومة من حزب البعث، هذا السبب الأول؛ و السبب الثاني هو أن عين الغرب تراقبنا، ونحن نخوض حرباً اقتصادية دولية، هذه الحرب قائمة بحجة أن الطبقة السياسية الحاكمة أو” الحزب الحاكم، أو النظام ، باختلاف تسمياتها …”يعيش مشكلة سياسية بينه و بين الشعب، وبالتالي وصلنا لهذه المرحلة من الأزمة و تعرضنا للعقوبات.
وأكد أبو قاسم أن أحزاب المعارضة الوطنية كانت تنتظر انتهاء مرحلة الانتخابات الرئاسية، و لكننا تفاجأنا بإحباط الأمل لدى الشعب، و أول إحباط هو اسم رئيس الحكومة _ مع احترامي لشخصه_ متسائلا ” ألم يعد في سورية الولّادة أشخاص أكْفاء ليرتقوا و يلبوا متطلبات المرحلة القادمة؟
ألم يكن من الأجدى أن تكون هذه الحكومة متنوعة؛ أي ان تضم شخصيات من المعارضة الوطنية أو من الشخصيات المستقلة، على أن تتألف الحكومة من ثلث بعثي، ثلث معارضين، و ثلث مستقلين. معتبرا أنها لو تشكلت على هذا الأساس، كانت ستكون بمثابة رسالة للغرب و للمتربصين بأن سورية الجديدة المتغيرة طرحت أسماء جديدة لبداية جديدة مع الشعب وحتى على الصعيد الدولي.
ولفت أبو قاسم، إلى أن إصدار بيانات مثل بيان رفض تشكيلة الحكومة الجديدة، دائما ما تلقى صدى لدى المواطن السوري، لأنها من واقعه و حياته اليومية، ولكن القيادة لا تريد أن ترى هذه البيانات، لأنها ما زالت تحتفظ بعقلية اللاتغيير، و لو كانوا حقيقة يريدون التغيير لبدأ التغيير منذ عام 2011.
مشيرا إلى أنه لم يحصل أي تغيير في العقلية منذ ذلك الوقت، مع ذات أسلوب التعامل بنفس الشمولية بالنسبة للملف السوري.
وفي سؤاله إن كان من المفترض إعطاء الحكومة الجديدة فرصة لإثبات نفسها على الأرض ، قال أمين حزب التضامن” عن أي فرصة تتحدثون، إذا كان أكثر من ثلثي الحكومة أخذت فرصتها لسنوات عديدة، فالأسماء هي هي، ونحن امتحنا عملها على الأرض و فشلت. مُطلِقا على الوزارة الحالية لقب (وزارة تكريس الأزمة)، معتبرا أنها لن تعود على الشعب السوري إلا بالوباء، بمعنى تدهور الاقتصاد؛ العقوبات ستزيد، و الموارد ستقل، و أن عمليات الاستيراد لاحتياجات سورية من أي دولة في العالم ستبدأ بالتلاشي، “هذا ما أتوقعه بحسب دراستي الجامعية و هي ماجستير بالإقتصاد” كما يوضح.
و اعتبر أبو القاسم، بأنه لو قامت الحكومة الجديدة على أساس تقسيمها إلى ثلث من كل جانب، لتحقق جزء من شعار الأمل بالعمل, و هو الأمل، لنبدأ معاً بالعمل، و لكنا طبقنا الحل السياسي بالطريقة السورية السورية.
بدورها، أعربت أمين عام حزب الشباب للبناء و التغيير، بروين ابراهيم، عن خيبتها بتشكيلة الحكومة الجديدة، و أكدت أنها ” خيّبت آمال الشعب السوري بالتغيير، و بغض النظر عن الأشخاص الموجودين في الحكومة، نحن وُعِدنا من خلال كلمة الرئيس أثناء تأديته القسم، بأن يحصل تغيير، و بالإبقاء على نفس الوجوه ماتت بارقة الأمل لدينا”. مشيرةً إلى أنه إذا كان لابد من تأليف الحكومة برئاسة شخص بعثي، ، فهناك وجوه بعثية شابة، لديها خبرة و قادرة على خلق تغييرات جذرية على الأرض.
و أشارت ابراهيم في حديثها مع”هاشتاغ”، بأنهم كأحزاب معارضة داخلية “لم نوعد بأي شراكة، و هم لم يتواصلوا معنا ( كأحزاب معارضة وطنية) لا من قِبل الحكومة و لا من قِبل البرلمان، على العكس، نحن نعاني من الإقصاء، التهميش، وعدم التشاركية، لا في المؤسسات و لا في النقابات، و كأنهم يعيشون في سورية لوحدهم و لا يروننا”.
و صرّحت ابراهيم، بأن البيان هو الخطوة الأولى و لكنها ليست الوحيدة” نحن بصدد التحضير لمؤتمر في 28 الشهر الجاري، إضافة الى أننا سنبدأ خطوة مراقبة للوزارات و أدائها، و بشكل علني سوف يتم فضح أي تقاعس و أي خلل أو فساد، سوف نفرض أنفسنا بكل موقع و كل مؤسسة لأن سورية ليست حكرا عليهم بل هي لكل السوريين” .
و حول سكوت الأحزاب المعارضة الوطنية لفترة ليست بقليلة على نقاط الخلل في الأداء الحكومي، فسرت ابراهيم سكوتهم، بأنه من أجل محاربة الإرهاب ” كنا بانتظار أن يأتي حل سياسي يجعل من سورية متعافية كالسابق، و لكن هناك شخصيات تأبى إلا أن تسيء للمرحلة”.
ولفتت ابراهيم الى أن مرحلة السكوت “لم تكن سكوتا مطبقا، و إنما كان هناك محاولات بإرسال كتب لبعض الوزارات، كنا نلقى أحيانا تجاوبا من بعضهم فيما يخص الناحية الخدمية، و البعض الآخر لم يرد على أي من كتبنا و اعتراضاتنا على أداء مؤسساته، منوهة الى أن تعاطي رئيس الحكومة معهم كان سلبيا”.
لكننا الآن – والحديث لبروين ابراهيم – “وصلنا لمرحلة اللاتراجع، نحن مصرون على محاسبتهم و مراقبتهم، و لن نستسلم حتى لو اضطررنا لتشكيل حكومة ظل لمتابعة أداء هذه الحكومة”.
لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام  https://t.me/hashtagsy
Exit mobile version