Site icon هاشتاغ

“شو في ورانا ليقدموا الساعة ساعة؟”.. الخلافات اللبنانية تدخل “ميدان الوقت”

الخلافات

الخلافات اللبنانية تدخل "ميدان الوقت"

هاشتاغ _ خاص

بالرغم من انشغال اللبنانيين أساساً بسيل من الأزمات والخلافات، لا يزال هناك متسع كافٍ لأزمات جديدة.

ووسط انهيار العملة، وانقطاع الكهرباء، وفقدان الدواء من الصيدليات، وتبخّر المدخرات، وتراكم قضايا الفساد، وغلاء المعيشة، تأخذ بعض السجالات المفتعلة طريقها إلى المستوى التالي.

قرار استثنائي أشعل سجالا طائفيا في لبنان، اتخذ من مواقع التواصل الاجتماعي ساحة له، تمثّل بإعلان الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي، محمود مكية، “تأجيل تطبيق قرار مجلس الوزراء رقم “5” المتعلق بتقديم التوقيت المحلي، بحيث يتمّ تقديم الساعة ساعة واحدة اعتباراً من منتصف ليل 20 – 21 نيسان/أبريل 2023، تاريخ بدء العمل بالتوقيت الصيفي لهذا العام استثنائياً”.

رغبة برّي

واتُخِذ القرار بناء على رغبة بري خلال لقاء جمعه مع ميقاتي في عين التينة، حيث أظهر مقطع فيديو مسرب طلب رئيس مجلس النواب من رئيس حكومة تصريف الأعمال تأجيل بدء العمل بالتوقيت الصيفي إلى ما بعد شهر رمضان، بالقول “من الآن حتى نهاية رمضان يا خيّي مشّولهم ياها”، ليرد عليه ميقاتي قائلًا إنه سبق أن تقدّم بهذا الاقتراح لكنه جوبه بالرفض كونه يؤثر على حركة الطيران.

عالمياً، يبدأ العمل بالتوقيت الصيفي هذا العام يوم الأحد 26 آذار/مارس، ولكن مجلس الوزراء اللبناني قرر تمديد العمل بالتوقيت الشتوي حتى 20 نيسان/أبريل.

وهذه المرة، وجدت التيارات السياسية المتخاصمة حجة جديدة لخلافات وسجال طائفي حول حقوق المسيحيين والمسلمين ومكانة كلّ فئة في السلطة، في تعاقب الفصول، وتغيير التوقيت.

من جهته، رأى ميقاتي أنّ “الحملة التي شُنّت مستغربة بكلّ المستويات، وكان الأحرى، بدل اللجوء إلى الشحن الطائفي ضدّ قرار إداري بحت، أن تتوحّد جهود الجميع لانتخاب رئيس الجمهورية، وتفعيل اجتماعات الطوارئ الاقتصادية والاجتماعية، والاهتمام بمناقشة كيفية الخروج من المخاطر التي عبّر عنها صندوق النقد الدولي في ختام زيارته للبنان”، وفقاً لوسائل إعلام لبنانية

“قصة الساعة ما بتنقبل”

وكان من أبرز المعترضين رئيس التيار الوطني الحرّ، النائب جبران باسيل، الذي كتب في تغريدة على تويتر: “قصة الساعة ما بتنقبل ومعبّرة كتير بمعانيها… ما بيجوز السكوت عنها لحدّ التفكير بالطعن فيها أو بعصيانها”.

ووصف النائب عن التيار، سيزار أبي خليل في تغريدة القرار بأنه “فضيحة”، وقال إنه قد “يتسبب بإسقاط حكومات”، معتبراً أنه لم يكن يحق لرئيسي مجلس النواب والوزراء الانفراد بالقرار.

في السياق العام، لا جديد في اعتراض باسيل وكتلته على قرارات ميقاتي، ونصائح بري، والعكس صحيح. فهناك خصومة سياسية بين تيار باسيل، وحركة أمل التي يرأسها بري.

أما النائب، نديم الجميّل، فوصف القرار بالعشوائي وغير المقبول، حيث كتب عبر تويتر، “قرار أمين عام مجلس الوزراء بتأجيل تقديم الساعة بهذه الطريقة العشوائية دون الأخذ بعين الاعتبار أي من التأثيرات السلبية، غير مقبول، خاصة نظراً لما قد يسببه من تداعيات على أبسط الأمور مثل الهواتف والكمبيوتر، وصولاً لدوامات العمل، والطيران”.

من جهته، غرّد رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط أنّ “أزمة البلد أكبر من تقديم أو تأخير الساعة، ولا داعي لاتخاذ قرارات تصبّ في الأتون الطائفي البغيض”.

“شو في ورانا ليقدموا الساعة ساعة؟”

لم يسبق أن شهد الرأي العام سجالاً مماثلاً على موضوع التوقيت الصيفي، خصوصاً أن العادات الاجتماعية السائدة، والخطاب العام، يراعي جميع الطوائف، من حيث العطل الرسمية والأعياد التي تتقارب تواريخها من بعضها البعض هذه السنة، فمع حلول صوم رمضان لدى المسلمين هناك الصوم الكبير لدى المسيحيين.

ولكن، بعض المعلقين على تويتر أعلنوا رفضهم التأجيل بعبارات غاضبة، لأنهم رأوا فيه دليلاً على محاولة فرض عادات بعض الفئات على فئات أخرى.

ووصل الأمر ببعضهم حدّ التعبير عن قلقه من أن تصير عطلة الأسبوع في لبنان يوم “الجمعة بدل الأحد”، علماً أن المدارس الرسمية والدوائر الحكومية في لبنان تعطّل يومي الجمعة والأحد في الأساس.

والبعض من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، اعتبر أن القرار لن يخدم الصائمين بشيء، لأنهم سيصومون نفس عدد الساعات من الفجر إلى الغروب، بغض النظر عن التوقيت.

وقال آخرون إن مبدأ التوقيت الصيفي بأكمله ليس له أي فائدة تذكر في الحالة اللبنانية فلا تأثير له على حركة الإنتاج ولا على الاقتصاد مع ركود الاقتصاد بسبب الأزمة المالية.

وكالمعتاد كلّ سنة وعند تغيير التوقيت، يستعيد اللبنانيين تعليقاً ساخراً شهيراً لزياد الرحباني من أحد برامجه الإذاعية، حين يقول “شو في ورانا ليقدموا الساعة ساعة؟ ويلخبطوا هالعباد؟ شو هالساعة لي من العمر؟”.

توقيتين في لبنان

أعلنت بكركي وبتوجيه من البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أنّ “القرار المفاجئ بتأجيل العمل بالتوقيت الصيفي لمدّة شهر الصادر عن رئيس حكومة تصريف الأعمال السيّد نجيب ميقاتي ارتجاليّاً ومن دون التشاور مع سائر المكوّنات اللبنانيّة، ومن دون أيّ اعتبار للمعايير الدوليّة، وللبلبلة والأضرار في الداخل والخارج، يحول دون إمكانيّة البطريركيّة المارونيّة والأبرشيّات والمؤسسات التابعة لها، الالتزام به. وبالتالي، تلتزم بتقديم الساعة ساعة واحدة منتصف هذه الليلة، ليلة السبت – الأحد 25-26 آذار 2023″.

وأعلنت مطرانية زحلة للروم الكاثوليك التزامها بالتوقيت العالمي فيما يتعلّق بمواعيد الصلوات والقداديس والاحتفالات الدينية.

بدورها، أعلنت مطرانية بيروت التزامها أحكام الدستور اللبناني وقرار مجلس النواب رقم 5 تاريخ 20/8/1998 المتعلّق بتقديم التوقيت المحلّي ساعة واحدة خلال فصل الصيف.

واعتبرت أنّه “قرار نافذ وملزم وواجب التطبيق”، ومشيرة إلى أنّها ستُقدّم الساعة ساعة واحدة منتصف ليل السبت – الأحد.

كما طالبت من المؤسّسات التابعة لها التزام هذا التوقيت.

في حين شدّدت على أنّها “لم تنطلق يوماً من منطلقات طائفية بل وطنيّة”.

كما أعلنت أبرشية بيروت وجبيل للروم الملكيين الكاثوليك التزامها العمل بالتوقيت الصيفي ابتداء من منتصف ليل 25 – 26 آذار.

وأعلنت مجموعة من وسائل الإعلام اللبنانية عدم التزامها بقرار الحكومة وتأكيد تعديل التوقيت منتصف هذه الليلة، بما في ذلك، قناة “الجديد والـ LBCI و الـ MTV.

المصرف لن يطبّق

وفي ذات السياق، وصلت إلى المصارف رسالة مفادها أن مصرف لبنان المركزي، لن يطبّق تغيير التوقيت على أنظمته بسبب المخاطر العالية الناتجة عن التعديلات في اللحظة الأخيرة. ولكنه سيلتزم بقرار الحكومة المتعلّق بالحضور وساعات العمل.

وأضافت الرسالة أنّه “في جميع الحالات، سيقوم مصرف لبنان بإبلاغ كل واحد منكم بذلك شفهياً ولن يصدر أي توجيهات مكتوبة في هذا الصدد”.

من جهته، أوضح المدير العام للطيران المدني اللبناني، فادي الحسن لـ”النهار” أن القرار لم يكن متوقعاً، لكن شركات الطيران ستعمل على تعديل الحجوزات وفق التوقيت الجديد.

وعملت شركات الاتصالات على معالجة مسألة تعديل فَرق الوقت، وضبطه بحسب التاريخ الجديد المعدّل أي في ليل 20 – 21 نيسان/أبريل المقبل، إذ إن الساعة تتغير تلقائياً لدى المستخدم عند منتصف الليل في كلا التوقيتين الصيفي والشتوي.

http://لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version