Site icon هاشتاغ

اختصاصية توضح لـ”هاشتاغ” مخاطر استخدام مسكنات “الديكلوفيناك” دون استشارة طبية  

هاشتاغ _ يارا صقر

يعتبرالديكلوفيناك من الأدوية شائعة الاستخدام في سوريا باستطبابها الصحيح وخارج عن استطبابها الصحيح أيضا، فهي تعتبر شعبيا من مسكنات الألم القوية.

 

 

طبيعة عمل الديكلوفيناك

تقول الدكتورة سوزان سمرة دكتوراه في البيولوجيا الجزيئية والتقانة الحيوية للأحياء الدقيقة إن “الديكلوفيناك” هو مضاد التهاب غير استيروئيدي يعاكس الحالة الالتهابية.

 

 

وتوضح سمرة في حديث ل”هاشتاغ” أن الالتهاب، هو رد فعل الجسم الطبيعية الدفاعي عن العوامل الخارجية أو العوامل التي تحرض والغريبة عن الجسم.

 

 

ويتظاهر سريريا بأعراض رئيسية: الألم، الحرارة، الاحمرار والوزمة وفي حالات متقدمة قد نصل إلى فقدان الوظيفة في العضو المصاب بالالتهاب.

 

 

استيروئيدي ولا استيروئيدي

توضح سمرة أنه “عادة يتم إيقاف الحدثية الالتهابية تكون بنمطين من الأدوية؛ الأدوية الاستيروئيدية أو المعروفة بالكورتيزونات وهي من الهرمونات التي تعمل على تثبيط جهاز المناعة، فتعطي علامات راحة للمريض بعد تناولها وطبعا لها الكثير من المحاذير ويفضل أن تؤخذ بعد استشارة طبية”.

 

 

وتتابع “أما النمط الثاني فهو مضادات التهاب غير استيروئيدي وليست هرمونية وليس لها أي تأثير على جهاز المناعة وانما تعمل على إيقاف ومعاكسة الأعراض الرئيسية السابقة.

 

 

مضادات الالتهاب الغير استريوئيدية

تقول سمرة: إن أهم الأدوية المضادة للالتهاب الغير استيروئيدية هي الأسبرين، الديكلوفيناك، الإيبوبرفين، النوبروكسين، الايندوماتيسين، وآلية عملها هي إيقاف وتثبيط انزيمات محددة تدعى “COX-1″و “COX-2″،

 

وهذه الأنزيمات تتوضع بشكل رئيسي في الأوعية الدموية بالمعدة، والكلية، وهي مطلوبة لاصطناع مركبات تدعى “بروستاغلاندين” وهي مركبات عضوية لها وظائف شبيهة بالهرمونات تملك تأثيرات عديدة منها:

 

نقل إشارة الألم للدماغ، المساهمة في الحدثية الالتهابية، موسع للأوعية الدموية وتزيد التروية الدموية أو تزيد تدفق الدم إلى العضو المصاب وذلك لزيادة جلب العناصر المناعية إلى الأنسجة المصابة

 

 

كما تلعب دورا برفع درجة حرارة الجسم عند التعرض لعومل غريبة أو حالة وجود صيغة التهابية.

 

فالبروستاغلاندينات هي مجموعة كبيرة من المركبات ذات البنى الكيميائية المحددة وكل نوع منها يوجد بنسيج محدد.

 

 

الديكلوفيناك

تقول سمرة إن “الديكلوفيناك” هو نوع من مضادات الالتهاب الغير استيروئيدية ويؤثر على نوع من البروستاغلاندين يسمى “PGA2”. وهوالمسؤول عن تعديل حموضة المعدة، وعن زيادة إنتاج المخاط، لتكوين الطبقة المخاطية المغلفة للمعدةو كذلك مسؤول عن تقلص عضلات الرحم أثناء الحمل.

 

 

وتشير سمرة إلى أن آلية عمل الديكلوفيناك، هي تثبيط هذا النوع من البروستاغلاندين ومن هنا تظهر الآثار الجانبية لتصنيف هذا الدواء كغيره من الأدوية.

 

 

وتوضح سمرة أنه عندما نقول إن البروستاغلاندين مسؤول عن الطبقة المخاطية للمعدة، إضافة لآلية أخرى كإنتاج البيكاربونات، وزيادة الدوران الدموي لتغطية خلايا المعدة، فيعتبر المخاط العامل الرئيسي في حماية الجدار الداخلي للمعدةمن حموضتها التي تنتجها، أي عند تثبيط ومنع صناعة البروستاغلاندين، سيبطئ هذا من تشكيل الطبقة المخاطية وبالتالي يحرض تعرض طبقات جدار المعدة للحموضة المرتفعة وما إلى ذلك من تأثير مخرش وتأثير تآكلي على أنسجة المعدة، والتي قد تخترق وتصل للطبقات الأدنى والأعمق لنصل للأوعية الدموية وهنا نصل لمرحلة القرحة النازفة عند المرضى وهذا يعتبر من الآثار الجانبية الأهم لجميع مضادات الالتهاب الغير استيروئيدية، حسب الإختصاصية.

 

 

وتلفت سمرة إلى أن هذه الآثار الجانبية تننتج بطبيعة الحال من الاستخدام المطول وبجرعات عالية وليس من الاستخدام مرة أو مرتين، إلّا في حالات الاشخاص المصابين سابقا بقرحة.

 

 

اما الأثر الجانبي الثاني – تشرح سمرة– فهو تثبيط “COX-2″، التي تتواجد بشكل أساسي في جدران الأوعية الدموية، فعملية تثبيط هذه الأنزيمات ستؤدي بشكل أساسي، إلى خلل في الوظائف الفيزيولوجية للأوعية الدموية ومن هنا يأتي الأثر الثاني للديكلوفيناك، وهي الحدثيات القلبية الوعائية، أو الأزمات القلبية الوعائية، أو فشل القلب عند الاستخدام المطول له.

 

 

مضادات الاستطباب

تقول سمرة إن هناك مرضى يمنع إعطاء الديكلوفيناك لهم وهم:

1_ مرضى لديهم فرط حساسية تجاه الديكلوفيناك.

2_ مرضى القرحة المعدية أو القرحة المعوية.

3_ مرضى القلب والضغط بشكل عام.

4_ المرضى الذين يعانون من أمراض كبدية.

5_ مرضى الاضطرابات والقصور الكلوي.

إضافة إلى مرضى الثلث الأخير من الحمل (الحياة الجنينية) يمنع منعا باتا استخدام الديكلوفيناك، لما له من آثار جانبية تحريضية على الولادة المبكرة وتأثيرات ضارة على المشيمة وعلى الجنين.

 

 

تتابع سمرة أن من أهم الأشكال المتوفرة في الصيدليات لهذا الدواء الأشكال الموضعية موجودة على شكل مراهم، جيل، بخاخ ولصاقات، والأشكال الفموية كالمضغوطات والكبسولات.

 

 

أيضا هناك التحاميل والحقن العضلي وهذه الأشكال تتواجد بجرعات مختلفة.

 

 

أما ما يجب أخذ الحذر منه – توضح سمرة– عند استخدام الديكلوفيناك، ولاسيما الاستخدام المطول، هو مراقبة الحالة الهضمية، والحالة القلبية الوعائية، وهناك حالات سريرية مسجلة بشكل واسع بالنسبة للمرضى الذين يتناولون الديكلوفيناك بشكل مطول.

 

 

وعن تواجد الديكلوفيناك بجرعات وأشكال مختلفة تقول سمرة: هناك ديكلوفيناك الصوديوم وديكلوفيناك البوتاسيوم والفرق بينهما الآلية في سرعة التأثير، ففي حالات الالتهاب الشديدة والحادة تتطلب الحالة تخفيف سريع للألم فيلجأ الطبيب لوصف ديكلوفيناك البوتاسيوم أما للعلاج طويل الأمد فيستخدم ديكلوفيناك الصوديوم.

 

 

متى يوصف الديكلوفيناك

تلفت الاختصاصية سوزان سمرة إلى أن “الديكلوفيناك”يوصف بشكل رئيسي لحالات الالتهابات المزمنة، حالات الروماتيزم، أمراض المفاصل والتهاب المفاصل بشكل عام، أمراض العمود الفقري، ويوصف لآلام الأسنان، من قبل أطباء الأسنان في حالات قبل أو بعد قلع الأسنان، وبعد الجراحة فهو من الأدوية الهامة جدا بسبب فعاليتها المسكنة للألم الجيدة.

 

 

وتحذر سمرة “من هنا تأتي المخاطر لأن المريض يرتاح بعد تناوله فيلجأ لتناوله دون استشارة طبيب، ودون مراعاة ما لديه من أعراض جانبية وهنا ندخل بدوامة الآثار الجانبية التي ذكرناها فنصل إلى الكوارث الصحية التي نشهدها على نطاق استخدام الديكلوفيناك الخاطئ.

 

 

وتوضح سمرة نقطة هامة جدا عند استعماله للأطفال، فإنه بالنسبة للمراهم والمضغوطات لا تستخدم قبل الست سنوات والجيل قبل سن الرابعة عشر وحقن الديكلوفيناك العضلية (الإبر) لا تستخدم قبل سن الحادية عشر.

 

 

أما التحاميل فيمكن استخدامها في حالات الألم الشديد جدا، التي لاتستجيب للمسكنات الأخرى، وهذه الحالات تقتصر على حالات العمل الجراحي لتسكين الألم قبل أو بعد العمل الجراحي عند الأطفال. على حد تعبيرها.

 

 

وتؤكد سمرة أنه من المهم أن نعلم أن الديكلوفيناك لا يستخدم في أوروبا، والكثير من الدول بدون وصفة طبية وخاصة عند الأطفال يستخدم بحذر شديد لذلك يجب استخدامه محليا بحذر لما يحمله من آثار جانبية.

 

 

أما ما يشاع عن حالات الوفاة التي تترافق مع استخدام الديكلوفيناك، تبيّن سمرة أنه في الحقيقة تعود إلى الاضطرابات القلبية الوعائية، والتي تنتج عن حالات قصور أو فشل القلب، إذ أثبتت الدراسات ارتباطا وثيقا مابين استخدام الديكلوفيناك المطول أو بجرعات عالية مع المشاكل القلبية والتي قد تنتهي عند المرضى بالوفاة.

 

 

الّا أن السبب المباشر، وفقاً لسمرة، لا يعود للديكلوفيناك وحده إنما لوجود خلل ما في الوظائف عند المريض، أو استخدام أدوية أخرى سببت تأثيرا تآذريا بالآثار الجانبية، لذلك ينصح بعدم استخدام الديكلوفيناك للمرضى الذين يعانون أي شكل من أشكال الأمراض الوعائية القلبية.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version