Site icon هاشتاغ

الذهب…والتراب!!

هاشتاغ سورية – رأي عصام داري

منذ آلاف السنين حاول الإنسان تحويل التراب إلى ذهب،وبذل علماء وكيميائيون جهوداً جبارة، لم ينجحوا في ذلك، حتى جاءت سورية،أو بعض السوريين ليحققوا هذا الحلم المستحيل!.
فشل جميع محاولات تحويل التراب إلى ذهب ومعادن ثمينة سببه الأول أنهم لم يفيدوا من الخبرات السورية و”شطارةوفهلوية”السوريين،
وكي نكون أكثر دقة نقول:إنهم لم يستفيدوا من “عبقرية!”بعض السوريين،الذين احتلوا في غفلة من الزمن مناصب ووظائف رفيعة تؤهلهم للتحكم بالبلاد والعباد والاقتصاد!
هؤلاء العباقرة أثبتوا بالدليل القاطع أنهم قادرون على تحويل التراب إلى ذهب،والإنسان الطاهر والشريف إلى فاسد ومفسد في بعض الأحيان،مع أننا مع الحكمة القائلة (إذا خليت خربت).
هكذا حولوا الموظف النظيف إلى شخص شرير يبحث عن أقصر طريق للإثراء غير المشروع بعد أن صار راتبه لا يكفي أجار منزله أو لشراء احتياجاته لأكثر من ثلاثة أيام،ولاحظوا أن هناك من انتقل من الموالاة إلى المعارضة..وهكذا!.

فجأة يقفز شخص ما من عالم المجهول ليتبوأ منصباً حكومياً هاماً،فيظن أنه حمو رابي:يصدر القوانين والتشريعات الفضفاضة التي تسهل عمليات الغش والرشوة وسرقة المال العام والفساد بحيث لا يترك ثغرة يمر منها قانون المحاسبة والرقابة!.
هذه النماذج موجودة في كل الوزارات والمديريات والهيئات والمؤسسات بلا استثناء،ومن يخالفني الرأي عليه أن يأتيني بالبينة أو بالدليل أو ما يشبه الدليل على أني اتجنى .
ويا سيدي أثبتنا بما لا يدع مجالاً للشك بأن هذه الفئة من أشباه البشر استطاعت تحويل التراب إلى ذهب،
واذهبوا إلى قصورهم لتجدوا أن بعض أثاثهم ومفروشاتهم مصنوعة من الذهب وأن الذهب الموجود في صناديق مجوهرات زوجاتهم وبناتهم يمكنه الإسهام الكبير في تخفيف آثار الضغوط والعقوبات المفروضة على سورية،
وأن ذهبهم المنهوب من جيوب السوريين سيحسن من الأوضاع المعيشية البائسة التي يعيشها السوريون فيما لو استغل في مكانه الصحيح.
هذا عن تحويل التراب إلى ذهب،أما عن تحويل الذهب إلى تراب فيتمثل في تخريب المثل والمفاهيم المبنية على الأخلاق والقيم إلى قيم بآلية أكل الزمان عليها وشرب،
وأن الشرف والفضيلة كلام فارغ يجب استئصالها كورم خبيث في هذا الزمن الخبيث والأغبر،وهو آخر الزمان..وعجب

Exit mobile version