Site icon هاشتاغ

الرئيس الأسد: عندما نقول بأن هناك مجتمعاً أخلاقياً لا يعني أن نلغي القانون لأن الأخلاق لا يعني أنها تنظم..

وقال الرئيس الأسد.. طرحت أيضاً وكانت جزءاً من الجدل هذا الموضوع طرح معي في إطار ضيق جداً هو إمكانية فصل أو ليس فصل بل استبدال الديانة في المدارس بمادة التربية الأخلاقية وكان هناك رأيان الرأي الأول بأنه يمكن أن يكون هناك أخلاق فلا داعي للدين والرأي المقابل أنه لا يمكن أن يكون هناك أخلاق من دون دين.. فأين أقف.. أنا أقول لكم بأن كلا الطرفين في نقاشه يسير عكس الدين وستستغربون هذا الكلام.. تقول هذا الكلام غير منطقي إما مع الأول أو مع الثاني.. ما هو الرأي الثالث.. أقول ليست قضية رأي ثالث لا بد أن نأخذ الأمور بشكل منطقي.. الطرف الأول يقول يوجد أخلاق بلا دين والثاني يقول لا ويجيبه الطرف الأول يقول.. ولكن الرسول عندما كان نبياً كان معروفاً بأخلاقه قبل الإسلام وأزواجه ومن حوله والصحابة والأنبياء الآخرين.. فإذاً هناك أخلاق.. بنفس الوقت الفطرة التي يفطر عليها الإنسان والتي وردت في القرآن هي فطرة الخير وبالتالي هذه فطرة الخير لا بد أن تلتقي مع الأخلاق في مكان ما والأهم منها هو الكلام الواضح هو كلام الرسول /إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق/ هو قال أتمم ولم يقل أؤسس فالرسول يقول لنا بأن هناك أخلاقاً ولكن بحاجة لإتمام.. وهنا أقول بأن كلا الرأيين عندما يتحدثان بالشكل المطلق يخطئان بأن الرسول تحدث بشكل نسبي.. لم يتحدث بشكل مطلق.. قال هناك أخلاق ولكنها لا تكتمل.. فإذاً ما هو دور الدين في إكمال هذه الاخلاق.. أي شيء فردي هو شيء قاصر لذلك أمر المسلمون بالشورى.. وأي شيء جماعي هو المكتمل .. الأخلاق الفردية تتواجد ولكن وجود الأخلاق الفردية لا يعني أن المجتمع سيكون أخلاقياً.. هنا يأتي دور الدين الذي يقوم أولاً بضبط العلاقات الأخلاقية بين الناس ويحول الأخلاقيات الفردية إلى أخلاقيات جماعية.. هذا جانب والجانب الآخر إذا كان الإنسان أخلاقياً لا يعني بأنه لن ينحرف.. ممكن للإنسان الأخلاقي أن ينحرف بفعل المؤثرات وبالتالي الدين يشكل رادعاً عن الانحراف والجانب الآخر وهو يرتبط بالجانب الأول.. عندما نقول بأن هناك مجتمعاً أخلاقياً لا يعني أن نلغي القانون لأن الأخلاق لا يعني أنها تنظم.. الدين هو من ينظم العلاقات الأخلاقية.. فإذا كان الأول والثاني والثالث والعاشر وكل الموجود في هذه القاعة هم أخلاقيون بالمعنى الفردي فهم بحاجة لدين لكي يضبط هذه العلاقة الأخلاقية بينهم فالدين ضروري للأخلاق ولكن بهذا المعنى.. وأنا أوضح أن هذا الموضوع ضروري في المدارس بشرط أن نعود لنص المصدر أن يكون الدين هو الدين الصحيح والدين المرتبط بجوهره وبمقاصده.. إذا كان هناك مجتمع أخلاقي كل الناس جيدون فلا أحد يعتدي على الآخر ولكن إذا كانوا كلهم أخلاقيين فلا يعني أنهم لا يختلفون.. عندما يكون هناك خلاف وخلاف وخلاف.. الخلاف ماذا سيفعل؟ سيخلق فوضى من جانب وسيظهر السلبيات والمساوئ الموجودة.. كل إنسان فيه جانب خير ولكن فيه جانب شر.. مع الوقت.. عدم وجود ضوابط سيكون هناك ظهور للمساوئ التي ستطغى في هذه الحالة.. سيصبح وضعنا مثل وضع العالم الآن يوجد قانون دولي ولكن لا يوجد من يطبقه.. فالعلاقة هي علاقة فوضى.. وما يدير السياسة الدولية هو عدم وجود الأخلاق بالرغم من وجود قانون دولي.. فإذا أنا شبهت الدين هنا بالقانون لكن أتيت به كمثال.. ولكن الدين هو القانون الذي يضبط المجتمع.. القانون يضبط العلاقات بين الناس بالمعنى المؤسساتي أما الدين فهو يضبطها بالمعنى الذاتي والعقائدي هذا هو الربط بين الأولى والثانية.. فإذاً الجواب واضح.
يتبع..

Exit mobile version