Site icon هاشتاغ

الرئيس الأسد: يريدون أن يفرقوا بين العروبة والإسلام.. بين القرآن ولغته.. بين المسلم والمسيحي

وقال الرئيس الأسد.. هناك موضوع خطير يثار وأيضاً يرتبط بالجانب الآخر أو بشكل أو بآخر بموضوع الليبرالية الحديثة ولكنه يمس صلب المجتمع وهو يأتينا على شكل ثلاثة مواضيع منفصلة الأول يمس أو يشكك بعروبة سورية وبلاد الشام والعالم العربي بشكل عام والثاني يشكك بعروبة القرآن من خلال القول بأن القرآن كتاب سرياني والثالث يشك بعروبة الرسول من خلال القول بأن الرسول مستعرب وليس عربياً.. طبعاً الهدف من هذه الطروحات الوصول لعدة أهداف الأول هو ضرب العروبة والإسلام بالرغم من أنها ضربت منذ أكثر من مئة عام وساهم الإخونجيون في التفكيك بينهما ونحن نعيش كمجتمعات أزمة هوية منذ عقود ومنذ قرن من الزمن أو أكثر بقليل أو ربما منذ بدأ التتريك في العهد العثماني.. بدأنا نعيش أزمة هوية.. وبدأ البعض يسأل نفسه أنا مسلم أكثر أم عربي أكثر… هل أنا أنتمي لدمشق أو حلب أو دير الزور أو اللاذقية أكثر أم أنتمي لسورية أكثر… ما هو التعارض؟ أنت تنتمي  لعائلتك ولحيك ولقبيلتك ولطائفتك ولمدينتك وتنتمي للوطن وتنتمي للدين.. ولكل هذه الأشياء.. هذه أشياء لا تتعارض.. ولكن خلق التناقض بينها.. هذه النقاشات تهدف لخلق التناقض نفسه وهي متداولة الآن بشكل واسع وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي ومع كل أسف نرى أن هناك من يتقبلها ويسوقها عن قناعة السذج وفي بعض الحالات بسوء النية.. وانا أفترض أن السذاجة هي العامل الأكبر في هذه الحالة.. يريدون أن يفرقوا بين العروبة والإسلام ويفرقوا بين القرآن ولغته ويفرقوا بين المسلم والمسيحي ويضربوا جوهر انتماء هذا المجتمع وهو الانتماء العربي الذي تكرس عبر السياق التاريخي.

وأضاف الرئيس الأسد.. النقطة الأولى حول سورية أن سورية هي بلد كان قبل الإسلام مسيحياً يتحدث السريانية ويكتب بالسريانية وأتت الغزوات من الجنوب غزوات إسلامية عربية وأتت اللغة العربية لتلغي اللغة السريانية.. الحقيقة الرد على هذا الكلام بسيط وسهل جداً لأن الحقائق التاريخية تنسفه هم خلطوا بين ثلاثة أشياء ليست مرتبطة بالزمن مع بعضها البعض.. العرب كعرق واللغة العربية والإسلام كدين.. فالعرب متواجدون في هذه المنطقة في بلاد الشام عشرة قرون قبل الميلاد طبعاً أقول عشرة قرون لأنه أول مرة ذكر العربي بالوثائق أو بالمخطوطات الآشورية كان في القرن العاشر قبل الميلاد أعتقد في عام 950 ق.م حسب ما هو مؤرخ.. متى وجدوا قبل لا نعرف.. ولكن أول ذكر لهم في عام 950 ق.م.. القبائل العربية أتت إلى تدمر في الألف الأول قبل الميلاد وبالمناسبة العرب في ذلك الوقت عشرة قرون قبل الميلاد كانوا عرباً ولكنهم كانوا يتحدثون اللغة الآرامية لأنها كانت اللغة السائدة.. اللغة العالمية في تلك المنطقة.. الشيء نفسه في تدمر كانت لديهم لغة قريبة من الآرامية ولديهم كتابة قريبة من الآرامية ولكنهم كانوا عرباً.. الأنباط أتوا في بضع مئات.. بضعة قرون.. قبل الميلاد وهم قبائل عربية وسكنوا في جنوب بلاد الشام وكانوا يتحدثون العربية وعرقهم عربي ولكنهم يكتبون بالآرامية.. وبعدهم أتى الغساسنة.. كانوا مسيحيين عرباً سكنوا في جنوب بلاد الشام. وأيضا كانوا يكتبون بالآرامية ويتحدثون اللغة العربية.. فاللغة شيء والعرق شيء كما نلاحظ والكتابة شيء آخر مختلف لا يمكن الربط بينهما.. وطبعاً كان هناك تفاعل بين اللغات أما عندما وصلت قريش إلى سورية فلا يمكن لقريش أن تقوم بغزو كل هذه المنطقة وتبني لأفرادها دولة من المحيط الأطلسي إلى مناطق في أواسط آسيا.. غير ممكن بحكم الحسابات البسيطة.. بنيت هذه الدولة بأبناء هذه المنطقة هذا شيء محسوم أما بالنسبة للغة فلن تأتي اللغة لكي تلغي لغة أخرى.. أولاً اللغة السريانية كانت اللغة المحكية ولم تكن لغة الكتابة.. لغة الكتابة.. لغة الدواوين.. اللغة الرسمية.. لغة السياسة.. لغة التجارة.. كانت هي اللغة الإغريقية أي اليونانية وبقيت متداولة لسبعة قرون وبعد إنشاء الدولة الأموية استمرت هذه اللغة رسمية حتى العام الخامس والستين للهجرة.. أما اللغة السريانية فقد بقيت هي اللغة المحكية حتى القرن الثاني عشر أو الثالث عشر يعني تقريباً سبعة قرون بعد مجيء الإسلام فلم يأت أحد ليلغي أحداً.. لا أتت قبيلة لكي تلغي أقواماً أصليين يعيشون في هذه المنطقة.. ولم تأت لغة لتلغي لغات.. لو منعت لألغيت بأقل من قرن من الزمان واستمرت كما تعرفون في مناطق في القلمون ومعلولا وغيرها يتحدثون هذه اللغة حتى هذا العصر.
يتبع..

Exit mobile version