Site icon هاشتاغ

ما هو تأثير الركود الاقتصادي على طول العمر.. تحليل معمق

ما هو تأثير الركود الاقتصادي على طول العمر.. تحليل معمق

في الوقت الذي تسعى فيه الحكومات جاهدة لتحفيز اقتصاداتها وإنعاشها من الركود، تبرز مجموعة من الأبحاث الجديدة تقدم نظرة مختلفة حول تأثيرات الركود الاقتصادي.
وبينما يُنظر إلى الركود عادةً على أنه يحمل تداعيات سلبية على حياة الأفراد والمجتمعات، تشير الدراسات الحديثة إلى أن للركود فائدة غير متوقعة، وهي تحسين طول العمر.
وتُظهر الأبحاث أن هناك جوانب إيجابية غير متوقعة للركود الاقتصادي، مثل تحسين الصحة العامة وزيادة متوسط العمر المتوقع.
ومع ذلك، يرى الباحثون أنه يجب التفكير في النتائج السلبية للركود، مثل البطالة وتأثيرها على الحياة المهنية والرفاهية الاقتصادية.
وتُعد النتائج هذه الأبحاث دعوة لإعادة النظر في كيفية تقييمنا للنمو الاقتصادي وتأثيره على الصحة والرفاهية العامة، بحسب الباحثين.

الركود والصحة العامة

وفقًا لبحث بعنوان “الحياة مقابل سبل العيش”، الذي أجراه فريق من الباحثين بقيادة الخبيرة الاقتصادية الصحية إيمي فينكلستين، تبين أن فترة الركود الكبير بين عامي 2007 و2009 شهدت انخفاضاً في معدلات الوفيات المعدلة حسب العمر بنسبة 0.5% لكل نقطة مئوية زيادة في معدل البطالة.
وقد لوحظ أن البالغين فوق سن الـ 64 والأشخاص الذين لم يتلقوا تعليماً جامعياً كانوا الأكثر استفادة من هذا التأثير، بحسب موقع “سكاي نيوز عربية”.

التلوث والركود

يُعتقد أن أحد الأسباب الرئيسية وراء هذه الظاهرة هو انخفاض مستويات التلوث خلال فترات الركود.
مع تقليل النشاط الصناعي وانخفاض حركة المرور، تنخفض مستويات تلوث الهواء، مما يؤدي إلى تحسين الصحة العامة.
وقد وجد الباحثون أن المقاطعات التي شهدت أكبر فقدان للوظائف خلال الركود الكبير، شهدت أيضاً أكبر انخفاض في تلوث الهواء، مقاساً بمستويات الجسيمات الدقيقة PM2.5.

النمو الاقتصادي والرفاهية

تُعيد هذه النتائج تقييم مفهوم النمو الاقتصادي كمقياس وحيد للرفاهية، فبينما يُعتبر النمو الاقتصادي مؤشراً على الازدهار وخلق فرص العمل، فإنه لا يأخذ في الاعتبار الآثار الجانبية غير المرئية والضارة، مثل تلوث الهواء والتأثيرات الصحية المرتبطة به.
ويؤدي هذا الأمر إلى ظهور حركات مثل حركة تراجع النمو، التي تدعو إلى إعادة التفكير في كيفية قياس التقدم البشري والرفاهية.

البطالة والتأثيرات طويلة الأمد

يشير الباحثون إلى أن فترات الركود الاقتصادي تؤثر على معدلات البطالة، مما يؤدي إلى تغييرات في نمط الحياة قد تكون لها تأثيرات إيجابية غير متوقعة على الصحة.
ومع ذلك، يجب الأخذ في الاعتبار أن البطالة يمكن أن تؤثر سلباً على مسارات الحياة المهنية وإمكانات الكسب، خاصة بين الشباب والعمال الأقل تعليماً.
Exit mobile version