Site icon هاشتاغ

السيناريست السوري سعيد الحناوي لهاشتاغ: نصوص الأعمال الرمضانية هذا العام رديئة أنقذها المخرجين

سعيد الحناوي

السيناريست السوري سعيد الحناوي لهاشتاغ: نصوص الأعمال الرمضانية هذا العام رديئة أنقذها المخرجين

هاشتاغ_ نور قاسم

تشهد الدراما السورية في الموسم الرمضاني الحالي حضوراً قوياً وملموساً مقارنةً مع المواسم السابقة، ولكنها لم تخلو من الانتقادات. ويشير بعض المتابعين إلى اتسام بعض الأعمال بالمبالغة سواء من ناحية الأحداث أو الزي والمكياج، وكالعادة لا يخلو الأمر من الخلافات بين الكاتب والمخرج.

نصوص رديئة

الكاتب والسيناريست سعيد الحناوي قال في تصريح ل”هاشتاغ” إن المُلاحَظ التطور والتقدم في الدراما السورية هذا العام ما يبشر بالتفاؤل للمواسم القادمة ولكن لا يخلو الأمر من وجود بعض النصوص الرديئة لأعمال أنقذها من الهبوط المحتم كلاً من الإنتاج والإخراج.

وأشار الحناوي إلى أن ضعف النص يتمثل في لجوء مؤلف العمل إلى المطمطة في الأحداث واختراع أفعال للبطل ليس لها أي علاقة بالحكاية بهدف تمرير الزمن وخاصةً في الأعمال الشامية ، فالكاتب يكون بعيداً عن المنطق ومحاولة إبهار المتابعين لمرور وقت أطول إلى حين الوصول إلى الحلقة الثلاثون. مبيناً أنه الصعوبة بالغة لكتابة الحلقات والوصول إلى الحلقة الثلاثون. لكن هذا الأمر لا يبرر لمرحلة الابتعاد عن المنطق وتناسي أصول وتقنيات السيناريو والحوار.

ولفت الحناوي إلى أن اللوم يقع على الكاتب دائما لأن النص هو الركيزة والدعامة الأساسية، فأي نص جيد ومتماسك والكاتب يعلَم تماماً كيف يسد الثغرات الموجودة في العمل فحينها حتى وإن وقع العمل بين يدي مخرج غير محترف فممكن إبهار الناس بالحكاية المتناسقة والجميلة، أما عندما يكون النص رديئاً والمخرج عظيم فهنا يتم إنقاذ النص.

الإجحاف بحق الكاتب

حول الفكرة التي تقول بأن الكاتب حقه مغبون دائماً وأي انتقاد يقع عليه في حين أن نجاح العمل يُغيِّب المؤلف عن الصورة وتسليط الضوء فقط على المخرج وممثلي العمل، قال سعيد الحناوي إن هذه العادة اعتادوها الناس وهو أمر مجحف في حق الكاتب. بينما في الخارج يهتمون بالكاتب ويضعون اسمه على العمل ويكرمونه عند نجاحه ، مطالباً بضرورة إنصاف الكاتب أيضاً الذي تعب كثيراً لإنجاز العمل، وتسليط الضوء عليه أيضاً أسوة بالمخرج والممثلين، وإعطاءه أحقية وجوده في اللوكيشن أثناء التصوير.

وأشار الحناوي إلى أهمية التشاركية والتشاور بين المخرج والكاتب قبل البدء بالتصوير بدلاً من المهاترات التي تحصل كل فترة بعد تصوير أي عمل، فعندما يُكتَب النص بطريقة أدبية و إبحار بالخيال، إلا أن المخرج يرى الورق بين يديه بصورة بصرية وليست أدبية.

من هذا المنطلق يجب الاتفاق حسب قول الحناوي ما بين المخرج والكاتب قبل التصوير للنقاش والاتفاق على التعديلات للوصول إلى صيغة ترضي كافة الأطراف ، مبيناً أنه من حق أي كاتب الشعور بمشاعر الانزعاج عند إجراء أي تعديل لأنه يعتبر النص الذي كتبه وتعب عليه وكأنه أحد أبناءه.

وعدّ الحناوي أن أي تعدي على المشَاهِد دون الرجوع إلى الكاتب يعتبر تصرفاً بعيداً عن أخلاق هذه المهنة التي تتسم أساساً بالأخلاق واحترام الآخر .

تخريب الذوق العام

يرى الحناوي أن كثرة ضخ الأعمال الهابطة أدت إلى تخريب الذوق العام إضافةً إلى السوشيال الميديا التي تُعد دوراً كبيراً في ذلك، فكما ساهمت الأغاني الهابطة في تخريب الذائقة السمعية، فأيضاً الأعمال الدرامية خربت الذائقة البصرية، واستغلت بعض شركات الإنتاج غياب فنانو الصف الأول ، واستخدموا فنانو الصف الثالث والرابع لنشر بعض الأمور غير المنتمية لأهل الدراما وخبرتهم ، فأصبح أياً كان قادراً على نشر المشَاهد سواءً عبر الفيسبوك أو اليوتيوب لانعدام الضوابط.

ولفت إلى أنه من الضروري وجود قامات لهم تأثيرهم وخبرتهم ليضعوا الضوابط الملائمة على كل ما يُعرَض فحينها يمكن الحد من الأذى البصري الحاصل حالياً وإعادة الذائقة العامة لوضعها الطبيعي.

البيئة الشامية سفيرة الدراما 

بالنسبة إلى الدراما الشامية التي يجب أن تكون حاضرة في كل موسم والمبالغات فيها أحياناً، قال السيناريست سعيد الحناوي إن الدراما الشامية لها وقعها الخاص وهي سفيرة الدراما السورية للوطن العربي والعالم أجمع، لأنه لا يوجد في أي بلد آخر بيت عربي وشجرة نارنج وبحرة، وحتى العادات والتقاليد للبيئة الشامية المحصورة بدمشق المعروفة بحاراتها وببئتها والزي الذي بعتبر بمثابة الفخر والاعتزاز.

ويؤيد الحناوي فكرة إدخال الحكاية إلى البيئة الشامية بعيداً عن التوثيق للاقتراب من أكبر قدر ممكن من المتابعين.

أما التوثيق التاريخي فسيؤدي إلى تقليص الشرائح المتابعة إلى النخبوية منها. في حين أن النسبة العظمى من محبي البيئة الشامية يميلون إلى الحكاية الجميلة للتسلية خلال شهر رمضان، ولكن يجب الالتزام بالإطار العام بها أي من ناحية اللباس واللهجة والعلاقات الاجتماعية، وأن لا يبتعد صناع العمل عن الحد المعقول .

سينما الجريمة بقالب شامي

استغرب الحناوي كثرة اللجوء إلى القتل والعنف والخطف في مسلسلات البيئة الشامية، بالرغم من أن أهالي الشام لم يكونوا دائمي الاقتتال أو الحصول على الاتاوات ، أو أن القتل لديهم سهل إلى هذا الحد، فهذا الأمر أصبح فيه تقليد للغرب، أي سينما الجريمة بقالَب شامي من أجل التسويق.

وعن ظاهرة كثرة نقاد الدراما لغير المختصين التي أتاحتها مواقع التواصل الاجتماعي، أشار الحناوي إلى أنه من حق الجميع إبداء رأيه ولاسيما أن العمل موجه للجمهور بشكل عام وليس لشريحة دوناً عن غيرها، ولكن في ذات الوقت ليس من حق أي أحد التجريح بصناع العمل، وإنما الانتقاد يجب أن يكون بحدوده لغير المتخصص والحديث بصورة عامة عن فكرة العمل سواءً نالت إعجابه أم لم تنال ذلك، أما التفاصيل الدقيقة والثغرات فهي للمتخصص بالشؤون الدرامية.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
Exit mobile version