Site icon هاشتاغ

الطب في سباق محموم مع كورونا.. جهود دولية لمكافحة الفيروس التاجي

هاشتاغ سوريا- مالك معتوق

في ووهان الصينية ظهرت الحالة الأولى لكورونا ومنذ ذلك الحين هرع العلماء والأطباء والباحثون لفكفكة أسرار الفايروس القاتل وكشف ألغازه.

يشاهد العالم يوميا ويرى عبر شاشات التلفاز ويسمع عبر أمواج المذياع أنباءً تتحدث عن علاج اكتشف هنا ومصل اخترع هناك ضد كورونا, وبالفعل فقد أجرت العديد من مراكز الأبحاث والمنظومات الطبية والشركات العالمية تجارب أولية على لقاح يكافح الفايروس التاجي مانحين العالم كل العالم أملا في إمكانية احتواء الكارثة التي عصفت بمعظم دول العالم.. فما هي تلك الأمصال واللقاحات والعلاجات وما هي آلية عملها ومتى تصبح جاهزة للاستخدام البشري؟

ما هو اللقاح؟ وبماذا يختلف عن العلاج؟

يعرف العلماء اللقاح على أنه مركب بيولوجي يمنح المناعة الفاعلة المكتسبة تجاه مرض معين ويتم تحضيره بأخذ الفيروس ومهاجمته حتى إضعافه ومن ثم حقنه بتركيزات معينة في جسم الإنسان ليقوم الجسد البشري بتشكيل مناعة ضد هذا النوع من الفيروسات؛ بمعنى أنه يحقن في جسم الإنسان لتحصينه ضد المرض في المستقبل، فهو بهذا المعنى يُعطى والإنسان بحالة صحية جيدة.

أمّا العلاج فهو مركب كيميائي في الأعم الأغلب يتم إعطاؤه لعلاج وتخفيف وطأة المرض، فهو يعطى بعد أن يصاب الإنسان بالمرض.

ولكن قبل بدء العلماء بتحضير أي لقاح لأي فيروس فإنهم يجرون أبحاثا واسعة ومعمقة لفهم الفيروس بشكل كامل واستيعاب آلية تفاعله مع الجسم المضيف واكتشاف طرق مهاجمته للخلايا بعد ذلك يشرعون بابتداع الطرق لإضعاف الفيروس، ومن ثم حقنه في أجساد الحيوانات لغرض الدراسة الأولية، ولكن على اعتبار أن كورونا يسابق الوقت حاصدا المزيد من الأرواح فعلى العلم أن يسبق كورونا لذلك تخطى العلماء مرحلة اجراء التجارب على الحيوانات وبدأوا اختباراتهم مباشرة على البشر.

متى يصبح لقاح كورونا جاهزا؟

دخلت حوالي 35 شركة ومعهداً أكاديمياً عالمياً سباقا محموما لإنتاج اللقاح الجديد، وربما من حسن حظ البشرية ان الابتكارات التقنية الحديثة قد سرعت من بعض الخطوات، كما ان الأبحاث التي قدمتها الصين للعالم وجعلتها تحت متناول أيدي الخبراء ساعدت في تسريع العمل، إضافة إلى ذلك الأشواط الكبيرة التي قطعها العلماء في إيجاد لقاح لفيروس السارس في السابق والذي يعتبر كما كورونا واحدا من سلالات الفيروسات التاجية ويشابهه جينيا بنسبة 80%.

هذه الظروف ساهمت باختصار بعض الوقت لإنتاج لقاح للفيروس الجديد، ومع ذلك فإن اللقاح الجديد لا يمكن أن يكون جاهزاً في فترة أشهر قليلة كما يحاول بعض رؤساء الدول إيهام شعوبهم، كالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

حيث يعتقد معظم مختصي اللقاحات أن لقاحا ناجعا ضد كورونا لن يكون جاهزاً قبل 18 شهراً.

بينما تقول منظمة الصحة العالمية إن استخدام أدوية لم تخضع للتجربة لعلاج فيروس كورونا قد يعطي أملا زائفا.

مشاكل متوقعة

عموما إن اجتاز اللقاح المفترض جميع الاختبارات المذكورة آنفا وأخذ جميع الموافقات المطلوبة فقد تظهر مشاكل في طريقه قبل أن يرى النور، ومن أهم تلك المشاكل:

ألا تتمكن الشركات والمراكز البحثية من الحصول على التمويل اللازم، فضلاً عن عدم تأمين العدد الكافي من المتطوعين، وإضافة إلى ذلك، عدم قدرة الشركات على إنتاج كميات كافية من اللقاح لجميع ابناء الجنس البشري.

ناهيك عن أنه في حالات الأوبئة يتعين على البلدان أيضاً التنافس فيما بينها للحصول على الأدوية.

ونظراً لأن الأوبئة تميل إلى إصابة البلدان التي لديها أكثر أنظمة الرعاية الصحية هشاشة والمفتقرة الى التمويل الكافي فهناك اختلال متأصل بين الحاجة والقوة الشرائية للدول عندما يتعلق الأمر باللقاحات.

فخلال جائحة إنفلونزا الطيور “H1N1” في عام 2009، على سبيل المثال، حجزت إمدادات اللقاحات من قبل الدول التي تستطيع تحمل تكاليفها، تاركةً الدول الأكثر فقراً بلا لقاح.

Exit mobile version