Site icon هاشتاغ

العباد المفلسون والحكومة اللاهية !

العباد

هاشتاغ_خاص

هل توافقوننا القول إن الجميع يعيش وسط حالة غريبة، في جو من الدوامات تُصنع وتُنتج ليعيش وسطها المواطن، وهو يدور حول نفسه، فلا يعرف ماذا يحصل أو سيحل بحاله غداً!، تارةً ينسى تأمين أسرته من أساسيات معيشتها، وتارةً يصير همه قبض الراتب قبل نهاية الشهر من أجل الوفاء بالتزامات مأكله ومشربه، وتارةً ينسى حتى حقوقه الأساسية من تعليم وعلاج وعمل، وهكذا قصة وراء قصة، ليتحول لإنسان شارد الذهن، يشعر بالوهن أمام كل هذه الالتزامات، من طوابير المازوت والبنزين والغاز وأسعارها في السوق السوداء “المبجلة”! إلى الخبز.. إيجار المنزل، وما أكبرها هذه الشريحة التي عاشت جل عمرها تلهث، وما نالت سوى الحلم الجميل بأن تصبح من ملاكي البيوت!

لم أرَ في حياتي الصحفية، طيلة أكثر من ربع قرن، ما يشبه هذه المرحلة التي تتسم بالتذاكي على السوريين من بعض المسؤولين، والتلاعب بوعيهم، بطريقة سمجة ومكشوفة، في محاولة لتزييف الواقع وإعادة إنتاجه.
ولعلكم تذكرون كيف تم إشغال البشر مرة بسعر كيلو البندورة، ومرة بربطة الخبز، ومرة ببطاقة العيش الرغيد، وإبداعات البعض عن تهافت الدول للاطلاع على تجربة ما أنجزه بعض مسؤولينا، موجات بعد أخرى، ولا يخلو بعضها من الاستخفاف بالعقول، أمام مبالغات رسمية غير مبررة وغير واقعية، فيما الواقع يكشر عن أنياب الفقر والفاقة والعوز، والتقصير المكشوف عن تأدية واجبات أساسية من جهات قصرت تماماً عن فعل أي شيء!
هل المطلوب إشغال البشر بتوافه الأمور، أم أنه عدم وعي بأن المواطن لديه من درجات الوعي ما يوازي أي مسؤول أو مدير؟

من يطلق هذه التصريحات والأقاويل يدرك أن إشغال الناس كل أسبوع بقصة جديدة أمر سهل جداً، إذ يكفي الإعلان عن قضية ما، أو بث فيديو ما، أو تصميم إشاعة مدروسة وموجهة، حتى ينقلب الجو العام نحو المستجد التافه، لمحو الأخطر من الذاكرة، والتقليل من حدة الألم الذي ينخر في الصدور والبطون!

تستمر الألاعيب في رمضان وقبله وبعده، الحكومة والعباد المفلسة مشغولون بأسعار الكزبرة والبندورة والبطاطا، أما أسعار اللحوم فلها حديث آخر له مرارته، وسط اتهامات مستمرة، لكن للأمانة فإن الحكومة تشعل الأجواء أحياناً أكثر بقرارات تحتاج لتفسيرات، فتارةً تهدد بالعين الحمراء أو الابتسامة الصفراء، بدلاً من تطبيق القوانين، وتارةً تنصح باستبدال الخيار بالخس، وتارة تنصح المواطن بأنه لا حاجة لأن يكون لديه سيارة!

ويتواصل اللطم أمام واقع أسعار الخضار والفواكه وزيت القلي والدجاج، ثم تخرج علينا الحكومة بسقوف سعرية مضحكة

وهكذا نسي المواطن مشاكله الأساسية، وغرق في أجندات وتوافه و”تخبيصات” فُرضت عليه، ووصل لدرجة انمحت من عقله كل الأولويات، وصار يدور حول نفسه مشوشاً ومترنحاً، بلا نجاعة، واقع بلا توقف يتم إنتاجه كل حين لإرهاق الناس وإشغالهم بالصغائر ولقمة العيش! وكل ما يتم نتاج لقضايا يراد إغفال عيوننا عنها، مثل الفساد والإهمال، والصفقات الكبيرة، وهدر الموارد وسوء الإدارة والتخطيط.. وغيرها من كبائر اقتصادية واجتماعية!

 

http://لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version