Site icon هاشتاغ

العرب يلتقون في “القمة”.. وسوريا أبت الصعود منعا للحرج

هاشتاغ _ حسن عيسى

تحققت الآمال الجزائرية بانعقاد القمة العربية التي تستضيفها عاصمتها، وإن لم تكتمل مساعيها بتحقيق إجماعٍ عربي كان إشغال المقعد السوري أحد أهدافه.

سوريا التي أزاحت الحرج عن الجزائر واعتذرت عن حضور القمة بنفسها، كان من المنتظر أن تجلس مع العرب على طاولةٍ واحدة للمرة الأولى منذ أكثر من عقد.

وعلى الرغم من اعتذار أبرز القادة عن الحضور بشكلٍ شخصي، وتكليفهم ممثلين عنهم، إلا أن ذلك لم يمنع قطار القمة من الانطلاق، وبجعبته عديد القضايا والملفات، وبينها بطبيعة الحال الملف السوري، ولكن بغياب أي ممثلين عن سوريا .

الضغوط أكبر من الإرادة

القائم بأعمال السفارة السورية في الأردن، سابقاً، الدكتور أيمن علوش، اعتبر في حديثه لـ “هاشتاغ” أن الجامعة العربية لا تقوم بدورها الآن، المتمثل في جمع الدول العربية على صفٍ واحد.

وذكر علوش أن الجزائر اعترفت بتلك الضغوط التي لم تستطع فرض إرادتها عليها، مشيراً إلى أن الوضع السياسي معقد جداً، وأن عودة سوريا للجامعة ليس من مصلحة بعض الدول.

وأشار علوش إلى أنه ليست جميع الحكومات العربية تمتلك قرارها السيادي، وبالتالي فهنالك عدة دول تسعى لتعطيل العودة السورية للجامعة، وفي مقدمتها قطر.

ولفت علوش إلى أن الموقف الجزائري الرامي لعودة سوريا اصطدم بضغوط من دول عربية عدة، جاءت على أثر إملاءات وتوجيهات غربية، على حد تعبيره.

وبيّن علوش أن الجزائر أطلعت سوريا مسبقاً على التحديات التي تواجه عودتها، وشرحت أن الموضوع هو أكبر من مجرد إرادة، وسوريا تفهمت ذلك.

ورأى الدبلوماسي السوري أنه ليس بالضرورة أن تحمل جميع تلك الدول العداء لسوريا، مرجّحاً أن بعضها يخشى من تداعيات قانون “قيصر” عليه، في حال لعب دورا إيجابيا في هذا الملف.

بعث الاستقرار

المحلل السياسي الجزائري محمد الشريف ضروي رأى في حديثه لـ “هاشتاغ”، أن الاعتذار السوري عن حضور القمة كان يمثابة خطوة في سبيل بعث نوع من الاستقرار الداخلي ما بين القادة العرب.

وأشار ضروي إلى أن هذه الخطوة جاءت حتى لا يكون الملف السوري نقطة تصادم، على الرغم من رغبة بعض الدول بعودة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة.

واعتبر ضروي أن سوريا أعطت أهمية للوحدة العربية لأن تبدأ في هذه المرحلة، وأعطت الأولوية للصالح العام العربي على حساب قضيتها، التي تعتبر من أولويات الجزائر وغيرها من الدول العربية.

ولفت ضروي إلى أنه لا توجد دول عربية أقرّت بصريح العبارة بعدم رغبتها بعودة سوريا، لكن البعض منها يسعى لإزالة الأسباب التي كانت سبباً في تعليق العضوية السورية، بحسب تعبيره.

وذكر المحلل السياسي الجزائري أن الوضع الآن في سوريا يشير إلى زوال معظم تلك الأسباب، مشيراً إلى أن الإشكالية التي بقيت هي في الموعد الذي من المفترض أن تعود فيه سوريا للجامعة.

الاعتذار السوري

وأعلن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة في وقت سابق، أن غياب سوريا عن القمة العربية جاء برغبتها وليس بقرار من الجامعة.

وأكد العمامرة أن القيادة السورية لم ترغب يوما في تأجيل القمة العربية أو في طرح شروط معينة، وإنما من باب الحرص على نجاح القمة.

وكشفت جامعة الدول العربية في وقت سابق، أن الجزائر لم تشترط أبداً حضور سوريا لشغل مقعدها في الجامعة، في القمة العربية المقبلة.

وتستضيف الجزائر فعاليات القمة العربية على مستوى الرؤساء يومي 1 و2 تشرين الثاني/ نوفمبر، بالتزامن مع الذكرى 68 لاندلاع الثورة الجزائرية في عام 1954.

http://لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version