تنافس سعودي – إماراتي على استخراج الليثيوم فما هو السبب؟

تخطط كل من شركتي “أرامكو” السعودية و”أدنوك” الإماراتية لاستخراج الليثيوم من المياه المالحة في حقولهما النفطية ويأتي ذلك التخطيط بما يتماشى مع الجهود المبذولة لتنويع اقتصاد البلدين والاستفادة من التحول إلى السيارات الكهربائية.

وتعتبر شركة “أرامكو” السعودية وشركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” في المراحل المبكرة جداً من العمل لاستخراج الليثيوم، الذي يعد معدناً بالغ الأهمية في عديد من الاقتصادات الكبرى بسبب استخدامه في تصنيع البطاريات.

كما تخطط شركات نفط أخرى، من بينها “إكسون موبيل” و”أوكسيدنتال بتروليوم” الأمريكيتان، للاستفادة من التقنيات الجديدة لاستخراج الليثيوم من المحلول الملحي في حقول النفط، في الوقت الذي يسعي فيه العالم للابتعاد عن الوقود الأحفوري.

وضمن جهود السعودية لإيجاد مصادر بديلة للثروة النفطية أنفقت المملكة المليارات في محاولة التحول إلى مركز للسيارات الكهربائية ولا تزال تقنية الاستخراج المباشر لليثيوم في مراحلها الأولية كما أن جدواها من الناحية الاقتصادية أقل بكثير مما يدره النفط.

ومن بين مزايا استخراج الليثيوم من المياه المالحة تجنب الحاجة إلى مناجم مفتوحة مكلفة تضر بالبيئة أو أحواض التبخير الكبيرة مثل التي تستخدمها أستراليا وتشيلي أبرز منتجين للمعدن في العالم.

تعمل شركة “أرامكو” على استخدام تقنية الترشيح الجديدة التي تسعى إلى حل مشكلة التركيز، كما تعكف شركة “معادن” السعودية، وهي أكبر شركة تعدين في الخليج، على استخراج الليثيوم من مياه البحر وبالوقت ذاته تعمل شركة “أدنوك” الإمارتية على معالجة هذه المسألة أيضاً.

وتشمل خطط السعودية لتنويع الاقتصاد ترسيخ أقدامها كمركز للمركبات الكهربائية للاستفادة من أي ليثيوم تنتجه ودشنت المملكة علامتها التجارية للمركبات الكهربائية التي تعرف باسم “سير”، وأقامت مصنعاً للمعادن الخاصة بالمركبات الكهربائية.

يُعد الليثيوم عنصر رئيسي في مواد تخزين الطاقة، وعند استخدام هذا العنصر مع موارد الطاقة المتجددة، فإن ذلك سيؤدي إلى تقليل الاعتماد على الوقود الهيدروكربوني، وبالتالي المساهمة في مكافحة تغيُّر المناخ.

كما أن الدول التي تستخدم محطات لتحلية مياه البحر بأنظمة التناضح العكسي دون أن يكون لديها موارد عنصر الليثيوم الأخرى يكون لديها فرصة عظيمة لاستخراج الليثيوم من مياه البحر عالية الملوحة بأنظمة التناضح العكسي.