Site icon هاشتاغ

رحيل ابن حلب البار.. “قلعة حلب الثانية”.. المؤرخ محمد قجة

محمد قجة

رحيل ابن حلب البار.. "قلعة حلب الثانية".. المؤرخ محمد قجة

أ أغارُ منها..؟ أم أغارُ عليها.. حلب التي تهفو القلوب إليه.. إنه محمد قجة.. كاتب هذه الكلمات العذبة.. ابن حلب البار وأحد أعظم ما أنجبت الشهباء. أغدق عليها من علمه وعطائه بكرم لا مثيل له حتى لقب من أبناء مدينته پأنه “قلعة حلب الثانية”..

ها هو يودعها ويودع محبيه اليوم وقد أمضى حياته عاشقا لتفاصيلها وشعبها وأمينا على تاريخها.

محمد قجة، باحث ومؤرخ وكاتب سوري يعتبر من أهم مفكري عصره، مختص في الأدب والتاريخ والتراث السوري والعربي، والذي نشر الكثير منه على مدار أكثر من سبعين عاماً. له الفضل في حفظ وأرشفة العديد من جوانب التراث العربي في الأدب والتاريخ والموسيقا، وخاصة تفاصيل الحياة الاجتماعية والشعبية في مدينة حلب.

النشأة..

بينما كان أقرانه من الأطفال يشترون الألعاب، كان “قجّة” يشتري الكتب ليبني مكتبة وصل حجمها لاحقاً إلى أكثر من 13 ألف كتاباً في التاريخ والفلسفة والعلوم الإنسانية المختلفة. كما قال في إحدى مقابلاته.

ولد محمد قجة في عام 1939. ولم يكد يصل إلى المرحلة الإعدادية حتى بدأ بكتابة الشعر. وتابع تعليمه الثانوي في مدارس حلب. قبل أن يتوجّه إلى دمشق حيث نال الإجازة في اللغة العربية من جامعة دمشق عام 1963.

مسيرته..

بداية حياته المهنية انطلقت من التعليم في مدارس حلب. ثم أصبح مديراً لثانوية المأمون أشهر مدارس عاصمة الشمال بين 1960 و1980.

كما دفع الشغف بالعلم والتاريخ والأدب “قجة” إلى عدم الوقوف عند حدّ الوظيفة الإدارية. فانطلق إلى الجزائر حيث نال ماجستيراً في تاريخ الأندلس التي لطالما عبّر عن إعجابه بأيام عظمتها. حينما كانت عاصمةً للفكر والثقافة في العالم. واعترف الباحث السوري أنه لو كان سيختار عصراً ما ليعيش فيه، سيختار عصر قرطبة الأندلسية.

في حين عاد “قجة” من سفره حاملاً قرار التفرّغ للتأليف والبحث والتوثيق. وتوّجت رحلة أبحاثه الطويلة باكتشاف موقع منزل “المتنبي” في “حلب” . وبدأ العمل على تحويله إلى متحف لكن اندلاع الحرب في البلاد حال دون ذلك.

مؤلفاته..

وضع أكثر من 20 كتاباً تحوّلوا إلى مراجع أساسية عن حلب . منها: “الكتاب الذهبي لتوثيق فعالية حلب عاصمة للثقافة”، “فلسفة العمارة الإسلامية حلب نموذجاً”.” الحياة الفكرية في العصر الأيوبي”، “قلعة حلب صوت من التاريخ”، “محطات أندلسيّة”. فضلاً عن عدد كبير من المقالات واللقاءات الصحفية التي باح خلالها بتفاصيل حبّه لمدينته.

رحلة “قجّة” المهنية كانت حافلة بتسلّمه لمناصب ومهام عدة. فترأس “جمعية العاديات” التي تهدف لحماية الآثار والتراث السوري عام 1994. وعمل على توسيع نشاطها ونشر فروعها في المدن السورية ورفد مكتبتها بأكثر من 15 ألف عنوان إضافة إلى مئات الأشرطة المسجّلة وأشرطة الفيديو وآلاف الصور والوثائق

في عام 2006. تسلّم منصب الأمين العام لاحتفالية “حلب” عاصمة الثقافة الإسلامية. التي اعتبرها رئيس المنظمة الإسلامية عبد العزيز التويجري. نموذجاً ناجحاً يمكن تطبيقه في احتفاليات العواصم الثقافية الأخرى.

شريك “هاشتاغ”..

وكان لموقع “هاشتاغ” رحلة مع الراحل الفذ.. حيث تشرفنا وتشاركنا بنشر فيديوهات خاصة للباحث والمؤرخ يتحدث فيها عن حلب وتاريخ حلب.

 شاهد من هنا: الباحث محمد قجة يروي لهاشتاغ كيف دخلت حلب المرحلة الرومانية مع باقي بلادالشام من عام 64 قبل الميلاد

أسرة “هاشتاغ” وإذ تنعى الفقيد الكبير، تدعو إلى الله القدير أن يتغمده بواسع رحمته. وتتقدم بأحر التعازي من أسرته ومحبيه الكثر، وتأمل أن يبقى إرثه منارة للعلم ونبراسا في العطاء للأجيال الجديدة من أبناء مدينته خاصة، وأبناء سوريا التي كرس الراحل الكبير حياته من أجل رفعتها وعظمتها إيمانا بدورها الحضاري الأصيل والمتجدد على طول الأزمان.

 شاهد من هنا: الباحث محمد قجة يشرح لهاشتاغ عن التركيبة السكانية الديموغرافية لبلاد الشام والعراق

http://لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version