Site icon هاشتاغ

المدرب الوطني.. “مكسر عصا”

زياد شعبو

المدرب الوطني.. "مكسر عصا"

هاشتاغ-زياد شعبو

جولة بعد جولة ويبقى وحده عنوان الحكاية في كل موسم في دورينا “الممتاز”؛ إنه المدرب، “مكسر العصا” في مشهدٍ متكرر لكسر أرقام قياسية في عالم كرة القدم، فتُكرَّس قاعدة استقالة أو إقالة المدرب، في حين يكون الاستثناء استمراره في أي نادي.

هي حكماً أحد مشكلات الدوري السوري التي دخلت مرحلة الاستعصاء، فسلوك الأندية بهذا الاتجاه بات مخرجاً لها أمام جماهيرها التي اتخذت من المدرجات ومنصات التواصل الاجتماعي ساحةً لإطلاق الحملات بهدف الضغط من أجل تحسين النتائج، ليكون المدرب في كل مرة هو “الدريئة” التي يصوب عليها حتى سقوطها.

أيُّ معايير تطبق؟

يدخل المدرب للنادي بمؤتمر صحفي، وينطلق في رحلتهِ من دون ان يفرغ حقيبتهُ؛ فهو يدرك بالتجربة أن إقامتهُ لن تطول، وإن كان محظوظا يستطيع تخطي أول خسارة لفريقهِ و يمدد إقامته مباراة أخرى نحو مصيرٍ يقترب ليخرج من الباب الصغير وينتظر فرصةً جديدةً يعيد بها التجربة نفسها، فتدخل أغلب الأندية بمداورة الأسماء نفسها من دون أي جدوى.

أكثر من 28 مدرب تمت إزاحته واستبداله بين إقالةٍ واستقالة وتعيين في دورينا “الممتاز” حتى اليوم!

الأمر تخطى المعقول ويحتاج لوقفة أمام المسببات والنتائج.

المسببات تبدأ من غياب نهجٍ واضح للأندية، و استهدافها للموسم، ويلي ذلك دور المدير الفني الذي يضع مشروع النادي قيد التنفيذ وعلى أساسه يتعاقد مع لاعبين وطاقم فني ليخدم تطبيق الخطة، وهذا ما لا تفعله الأندية، حيث يصبح منصب المدير الفني “وجاهة” وملء فراغ لتطبيق لوائح اتحاد الكرة من دون أي دور فعلي مقرًِر في مسيرة النادي.

ومن المسببات أيضاً عقلية المدرب الوطني، حيث يضع نفسه مبكراً أمام تناقضات العمل الإداري و يزجً بنفسه في تحالفاتٍ فوضوية تجعل من دوره الفني الحلقة الأضعف، فتسهل التضحية به عند أي أكان مطبا فنيا أو إداريا أو جماهيريا أو حتى ماليا.

في النتائج والحلول! 

النتائج واضحة؛ فعدم الاستقرار الفني و ظهور الأندية بمستويات غير ثابتة، وكذلك التأثير يتضح أكثر على مستوى اللاعبين وتوقف تطورهم خلال السنوات السابقة.

أما الحلول فلاتحتاج إلى اجتهادات بل إلى اقتباس تجارب من المحيط القريب والبعيد؛ فالدوري المصري مثلاً منعأ أي مدرب من قيادة أكثر من نادي واحد في نفس الموسم، في حال قدم استقالته. وهذا ما فعله الدوري المغربي والإسباني والكثير من الدوريات العالمية.

بالإضافة إلى ذلك، يجب إعطاء دور المدير الفني كامل صلاحياته

وتقنين هذه الظاهرة سيعيد الهوية الفنية للدوري تدريجياً، ما سينعكس إيجاباً على تطور مستويات اللاعبين والمواهب الجديدة، وكل ما سبق لابد أن يجري بالتعاون بين مفاصل اللعبة جميعها، لأن الاستمرار على هذا المناول يعني المراوحة في الفشل.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
Exit mobile version