Site icon هاشتاغ

العدالة.. الرؤية الناقصة

هاشتاغ-رأي- نضال الخضري

عندما يتم عقد أي ندوة تمس المرأة فإن صورة العدالة الاجتماعية تظهر على خلفية باهتة، وتبدو المرويات حول الإناث وكأنها سجل من الأحداث ينتشر همسا في مدن منهكة من “الحصار”، أو متعبة من الحرائق التي تُشعلها الغارات الإسرائيلية.

 

فالوجود التائه يجعل من “العدالة” لحنا يطوف دون جدوى في القاعات المغلقة، وينتشر في المساحات الضيقة كإعلان عن “امرأة” ماتزال عنوانا رغم كل سنوات النسيان، لكنه “عنوان” يختفي بريقه وسط محاولات رسم تلك العدالة من وراء “المنصات” فقط.

 

لا تختفي مسائل المرأة رغم الحروب، لكنها تدخل في المساحات الخاصة لثقافة اجتماعية على وشك الانهيار، فعندما كان تحررها في ذروة ألقه خلال ستينيات القرن الماضي كانت تلك القضية ضمن جغرافية واسعة، وربما تدفعها حالة دولية.

 

أو أنها “فلسفة حياة” تصاعدت مع واقع من تدافع الأفكار والمدارس الاجتماعية، لكن صورة العالم تبدلت كثيرا ولم تعد “التيارات الاجتماعية” تظهر على سياق النصف الثاني من القرن العشرين.

 

وتحولت مسألة المرأة إلى “تشريعات” ضمن الهيئات الدولية، دون أن يعني أن مسائل التمييز حسب الجنس تراجعت دوليا، لكنها غدت ضمن قنوات يصعب خرقها كما في السابق بحالة ثقافية سريعة.

 

تتجمع أفكار العدالة للمرأة سريعا وتخبو مع نهاية أي نشاط، وربما يستيقظ الشعور بأن الحدث أقوى من البحث في ثقافة مختلفة بشأن المرأة.

 

فلا التمكين ولا التشريعات استطاعت إنقاذها من “داعش” عندما انتشرت فجأة وانحسرت بعد أن خلفت واقعا يصعب نسيانه، وكل البيانات الدولية لم تحمها من العنف الممنهج في حرب غزة، وفي المقابل فإن الحروب بقيت “محرقة” للأطفال والنساء واستمرت في دفع أجيال نحو أفق مسدود.

 

في إنتاج هوليود “بطلات خارقات” وهي الصورة الوحيدة للمساوة التي اقتحمت ثقافة العولمة، وفيها أيضا “النساء المنتقمات” والقادرات على إتقان فنون القتال.

 

فالثقافة تحولت من التيارات الاجتماعية الجارفة إلى “فنتازيا” الإنتاج السينمائي، والمرأة دخلت بالفعل كل المساحات حتى في الدول التي كانت مُتهمة بتهميش المرأة.

 

ولكن متابعة هذا “الاختراق” لا يعني أن مسائل العدالة باتت سائدة أو راسخة، فهناك رؤية ناقصة ربما يغيبها الإعلام أو التشريعات الدولية بخصوص المرأة.

 

فالعالم أساسا ليس مكان عدل بل “قوة” وهو ما يجعل المرأة بصور مختلفة وفق مقاييس “القوة” التي يفرضها “التسويق” للمواضيع العامة ومنها “المرأة“.

 

هناك رؤية ناقصة أوصلت ثقافة العدالة والحرية إلى طرق غير متوقعة، فانتهت الأمور نحو “المثلية” أو حرية تغيير الجنس.

 

وظهرت “تابوهات” جديدة غير الجنس أو الدين في صلب أشكال الحرية الجديدة، فهل تغيرت مسائل التمييز التي كانت سائدة في النصف الثاني من القرن العشرين؟!

 

ليس المهم أن نجيب عن هذا السؤال بل أن نفكر في كل ندوة تعقد في هذا الزمن عن “المرأة” أننا نحتاج لرؤية جديدة لكل قضايانا بما فيها المرأة.

 

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version