Site icon هاشتاغ

تهويل أم جزء من لعبة إقليمية : هل تسلم روسيا بعض مواقعها في سوريا للإيرانيين؟

تناقلت العديد من وسائل الإعلام المعارضة السورية والروسية، وبطبيعة الحال الإسرائيلية، أخبار عن إخلاء القوات الروسية لمواقع عسكرية في سوريا، بهدف سحبها إلى أوكرانيا، وفقاً لهذه المواقع.

وقال موقع “تلفزيون سوريا” الذي يبث من تركيا إن القوات الروسية أخلت مؤخرا نقاط مخصصة للرصد، في ريف محافظة اللاذقية شمال غربي سوريا، وسلمتها للإيرانيين و”حزب الله”.

ويتصاعد الحديث منذ إبريل/نيسان الماضي عن تخفيض روسيا عدد قواتها العسكرية في سوريا، لتعزيز جبهتها القتالية في أوكرانيا، بالتزامن مع بطء في إحراز تقدم على الجبهات في أوكرانيا، وفقا لوسائل الإعلام المعارضة.

وكان موقع “موسكو تايمز”، وهو موقع إلكتروني لصحيفة كانت تصدر بشكل دوري كل ثلاثة أشهر وتقدم رواية لا تنسجم كثيرًا مع الرواية الروسية الرسمية، نشر خبرًا يتحدث عن تقليص موسكو خلال المرحلة الراهنة عدد قواتها في سوريا، الذي قدّره الموقع بأكثر من 60 ألف عسكري، نصفهم من الضباط، مبررًا تخفيض العدد بمتابعة عملياتها العسكرية في أوكرانيا.

الخبر نفسه أشار إلى تسليم روسيا مراكز وجودها لإيران و”حزب الله” اللبناني، مع الإشارة في الوقت نفسه إلى المصاعب التي يواجهها تقدم القوات الروسية في أوكرانيا، ما دفع لاستدعاء قوات إضافية من سوريا.

الصحفي والخبير في الشأن الروسي رائد جبر، قلل من أهمية الأحاديث التي تتحدث عن سحب روسيا لقوات من سوريا، وأكد في حديث لموقع “عنب بلدي” المعارض أن هناك مبالغة في الحديث عن تخفيض القوات الروسية في سوريا، وتأثير خطوة من هذا النوع.

وقال جبر، إنه وبالنظر إلى طبيعة الدور الروسي في سوريا، فحتى لو سحبت روسيا جزءًا مهمًا من قواتها، فهي قوات غير فاعلة، أي لا تخوض معارك، وهي موجودة في المعسكرات والقواعد العسكرية، وبالتالي فسحبها يعني انخراطها في العمليات العسكرية بأوكرانيا، دون أن يؤثر ذلك على الوضع في سوريا.

وحول التقارير التي تناولت تخفيض موسكو قواتها على حساب توسيع الحضور الإيراني، لفت جبر إلى احتمالية ذلك، لكن ليس على المستوى المبالغ به، والذي نقلته الصحافة الإسرائيلية، مشددًا على مصلحة “إسرائيل” في الحديث عن خطر إيراني داهم لتوسيع شن عمليات في سوريا دون النظر إلى اعتراضات روسية.

وردًا على سؤاله حول مدى احتمالية أن يكون تخفيض القوات فاتحة لانسحاب روسي كامل، أكد الخبير أن وجود القوات الروسية في سوريا دائم، وأمر منتهٍ بالنسبة لموسكو، وتقليص القوات لن يؤثر على القدرة القتالية، باعتبار أن موسكو قادرة على إرسال قوات إضافية إذا استدعى الأمر.

واعتبر رائد جبر أن توسيع الحضور الإيراني في بعض المناطق، جزء من اللعبة الإقليمية التي كثيرًا ما كانت تلعبها روسيا في مراحل عديدة من العمليات في سوريا، مستبعدًا تأثير ذلك على تمركز القوى وتوزيع موازينها في سوريا حاليًا.

http://لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version