Site icon هاشتاغ

الموسيقى تحسن الحالة المزاجية والحية تضرب على وتر حساس عميق في الدماغ

الموسيقى تحسن الحالة المزاجية

الموسيقى تحسن الحالة المزاجية

يقول أفلاطون “الموسيقى هي قانون أخلاقي يمنح الروح للكون ويمنح أجنحة للعقل، تساعد على الهروب إلى الخيال، وتمنح السحر والبهجة للحياة”.

الكثيرون يعشقون الموسيقى والبعض يحب أن يسمعها خلال عروض حية.

ووفقًا لبحث جديد نُشر في موقع PsyPost،تثير عروض الموسيقى الحية استجابة عاطفية أقوى بكثير في الدماغ مقارنة بالموسيقى المسجلة.

يسلط الاكتشاف الجديد الضوء على العلاقة العميقة بين الموسيقيين وجمهورهم، والتي من المحتمل أن تكون متجذرة في عوامل تطورية، وتقدم رؤى جديدة لتجارب إنسانية عاطفية مع الموسيقى.

عُرفت الموسيقى منذ زمن طويل بتأثيراتها العاطفية القوية، القادرة على إثارة مجموعة واسعة من المشاعر، من الفرح إلى الحزن.

ووثقت الأبحاث السابقة على نطاق واسع كيف يمكن للموسيقى المسجلة أن تُحفز العمليات العاطفية والتخيلية في الدماغ.

ولكن ظلت التأثيرات المحددة لعروض الموسيقى الحية على الدماغ غير مستكشفة إلى حد كبير حتى الآن.

سعى ساشا فروهولز، أستاذ علم الأعصاب الإدراكي والعاطفي بجامعة زيوريخ، وزملاؤه إلى معالجة هذه الفجوة، من خلال التحقيق في كيفية تأثير الموسيقى الحية، بصفاتها الديناميكية والتكيفية، بشكل فريد على المعالجة العاطفية في الدماغ.

أجرى الباحثون تجربة تهدف إلى استكشاف كيفية تأثير عروض البيانو الحية، بدلاً من العروض المسجلة، على النشاط داخل اللوزة الدماغية – التي يشار إليها غالباً بالمركز العاطفي للدماغ. استفاد النهج المبتكر لهذه التجربة من تقنية تصوير الدماغ في الوقت الفعلي لالتقاط العلاقات بين الأداء والحالة العاطفية للمستمع.

شملت الدراسة مجموعة مختارة بعناية ومعايير يمكن من خلالها تعميم النتائج وأن تكون قابلة للتطبيق على المستمع العادي، مما يوفر نظرة ثاقبة حول التأثير العالمي للموسيقى على المعالجة العاطفية.

كان الموسيقيون المشاركون عازفي بيانو محترفين من جامعة زيورخ للفنون، حيث جلبوا خبراتهم وتعبيرهم العاطفي إلى العروض الحية.

تضمن جوهر الإجراء التجريبي قيام عازفي البيانو بأداء 12 مقطوعة بيانو، تم تأليفها خصيصًا للدراسة لإثارة استجابات عاطفية تتراوح بين اللطيفة وغير السارة. كانت هذه العروض فريدة من نوعها من حيث أنها تم تكييفها في الوقت الفعلي بناءً على الارتجاع العصبي من نشاط اللوزة الدماغية للمستمعين، وهي عملية تم تسهيلها بواسطة التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي.

تعزيز التأثير العاطفي

سمح هذا الإعداد المبتكر لعازف البيانو بتعديل الأداء لتعزيز التأثير العاطفي على الجمهور. في المقابل، قدمت حالة التحكم للمشاركين نسخًا مسجلة من نفس المقطوعات، تفتقر إلى حلقة التغذية الراجعة الحية، لعزل تأثير الأداء الحي عن الموسيقى نفسها.

واكتشف فروهولز وزملاؤه أن الموسيقى الحية، مقارنة بنظيرتها المسجلة، أثارت نشاطًا أقوى وأكثر اتساقًا بشكل ملحوظ في اللوزة الدماغية. تشير هذه الاستجابة المعززة إلى أن العروض الحية تثير مشاركة عاطفية أعمق وتحفز تجربة عاطفية أكثر قوة لدى المستمعين.

نشاط أكثر لكامل الدماغ

ومن المثير للاهتمام أن التحفيز العاطفي الناتج عن الموسيقى الحية يمتد إلى ما هو أبعد من اللوزة الدماغية، مما يؤدي إلى تبادل أكثر نشاطًا للمعلومات في جميع أنحاء الدماغ بأكمله.

تشير النتائج إلى أن الموسيقى الحية تعمل على تكثيف ردود الفعل العاطفية، بالإضافة إلى تنشيط وإشراك شبكات معرفية وعاطفية أوسع، وهو ما يعني أن هناك معالجة شاملة للعواطف وأن الموسيقى الحية قد تسهل تكاملًا أكثر تعقيدًا للاستجابات العاطفية والمعرفية، مما قد يعزز تجربة الاستماع الشاملة.

عملية جذب اجتماعي

وخلص الباحثون إلى أن “الموسيقى الحية تختلف صوتيا عن الموسيقى المسجلة، والإعدادات الحية فقط هي التي تؤدي إلى اقتران وثيق بين العروض الموسيقية والاستجابات العاطفية لدى المستمعين، وهي آلية مركزية للموسيقى كعملية جذب اجتماعي”.

تتناول الدراسة الجذور التطورية للموسيقى، مما يشير إلى أن تفضيل الموسيقى الحية على النسخ المسجلة قد ينبع من الممارسات التاريخية لصنع الموسيقى باستخدام الأدوات والآلات.

على الرغم من التقدم التكنولوجي الذي جعل الموسيقى المسجلة متاحة على نطاق واسع، إلا أن التجربة الاجتماعية والعاطفية لحضور حفل موسيقي حي لا مثيل لها.

الموسيقى عموما تحسن حالتنا المزاجية

يمكن أن نختار الموسيقى بأنفسنا، كأن نختار قائمة تشغيل تحفيزية أثناء ممارسة الرياضة، أو موسيقى هادئة قبل النوم، أو أي موسيقى أثناء العمل.

دعمت الأبحاث المعاصرة تلك الأفكار عن الموسيقى، إذ إن الموسيقى السعيدة المتفائلة تساعد على إنتاج الدوبامين والسيرتونين، وهما من الهرمونات التي تثير مشاعر الفرح. أظهرت الأبحاث أيضا أنه كما تؤثر الموسيقى على مزاجنا الشخصي، تؤثر حالتنا المزاجية على الموسيقى التي نختار الاستماع إليها.

الموسيقى بوصفها علاجا ومضادا للتوتر

وفقا للجمعية البريطانية للعلاج بالموسيقى، يمكن للموسيقى أن تساعد ذوي الاحتياجات النفسية أو الإدراكية أو التواصلية على معالجة المشكلات التي لا يمكنهم عالاجها من خلال الطب التقليدي.

يعتمد العلاج بالموسيقى على التحفيز الحسي لإثارة استجابة إيجابية لمواقف معينة. يشمل العلاج بالموسيقى عزف الموسيقى، وليس فقط الاستماع إليها.

أحد الأسباب الرئيسية لنجاح العلاج بالموسيقى هو أنها تساعد في الحفاظ على تناغم نظام القلب والأوعية الدموية. للاستماع إلى الموسيقى أو عزفها تأثير كبير على نبضات القلب تبعا لنوع الموسيقى والإيقاع الخاص بها.

عندما يتعلق الأمر بالأمراض المزمنة، وجدت أبحاث حديثة في المجلة العالمية للطب النفسي أن الموسيقى يمكن أن تكون علاجا فعالا لاضطرابات المزاج المتعلقة بالحالات العصبية لأمراض مثل الخرف والباركنسون والسكتة الدماغية والتصلب المتعدد.

كما خلص الباحثون إلى أن الموسيقى علاج فعال للحد من الاكتئاب والقلق، وكذلك لتحسين المزاج العام واحترام الذات، بالإضافة إلى أنها علاج منخفض التكاليف ودون آثار جانبية تذكر.

الحالات المزاجية المختلفة والموسيقى المختلفة

هناك حالات مزاجية مختلفة يختبرها كل منا، ويمكن أن نتحرك في العديد منها خلال اليوم الواحد. أهم الحالات المزاجية الأساسية هي السعادة والحزن والإثارة والقلق والعصبية. في بعض الأحيان نشعر بمزاج ملتبس نكافح من أجل تحديد ماهيته لأنه ليس مزاجا واحدا، ولكنه قد يكون مزيجا من حالات مزاجية متعددة.

الموسيقى الكلاسيكية

تعد الموسيقى الكلاسيكية مهدئا طبيعيا، ويلاحظ ذلك من خلال مقدار هذا النوع الموسيقي الذي يظهر في قوائم التشغيل الخاصة بالدراسة والعمل والتركيز. إذ نجد أن مؤلفات بيتهوفن وباخ وشوبان لها تأثير محفز وإيجابي في الوقت نفسه.

موسيقى الروك

على الرغم من أن المعروف عن موسيقى الروك أنها تزيد التوتر، فإنها في الواقع تزيد من الرفاهية والإنتاجية، كما أنها تساعد على إدراة الغضب والتعبير عنه.

الموسيقى الراقصة

تجعل الموسيقى الراقصة الناس سعداء بشكل واضح، وتعمل على رفع الحالة المعنوية للأشخاص خاصة إذا استطاع الشخص التفاعل الجسدي مع الموسيقى، تتحول هنا الموسيقى إلى شكل من أشكال الشعور بالتحرر وتجربة مشاعر جديدة والطيران إلى عالم آخر.

الموسيقى الحزينة

قد يظن البعض أن الموسيقى الحزينة قد تجعل الحزن أشد وطأة، لكن الحال ليس هكذا دائما. على الرغم من أن هذه الفكرة شائعة، فإنها شتعد طريقة للتعبير عن الحزن والتخلص منه. هذا هو السبب الذي يجذبنا للموسيقى الحزينة عندما ننغمس في حالات الكآبة والحزن.

أظهرت الدراسات التي أجريت على مدى العقدين الماضيين أن الدماغ والموسيقى لديهما اتصال قوي بطريقة فطرية.

إذ إن الموسيقى لا تعزز فقط المشاعر الإيجابية أو تنفس عن المشاعر السلبية، بل تساعدنا على تحليل مشاعرنا وإدراكها، وبالتالي التعامل معها بما يلائم الحالة والموقف.

Exit mobile version