Site icon هاشتاغ

إصدار 720 ألف جواز خلال 2021: موسم الهجرة إلى الإمارات.. وسوريون “أحرقوا مراكب العودة كلها”!

الهجرة إلى
هاشتاغ_ إيفين دوبا
يمكن القول إن مديرية الهجرة والجوازات وفروعها في المحافظات، كانت على قائمة الأماكن الأكثر زيارة من قبل السوريين خلال العام الماضي وبداية هذا العام.
واحتلّت التصريحات حول السفر صدارة الأحاديث بين السوريين، وشغلت مشكلة الحصول على جواز السفر بال الكثيرين منهم.
قد يكون من الصعب على كثيرين منهم السفر، ومع ذلك كانت مسألة الحصول على الجواز تؤرقهم، ربما من باب “الاطمئنان” فقط أنه في حال أزفت الفرصة فإن “الجواز” سيكون في الجيب”!.
لكن المراقبين والمتابعين لحمى السفر التي تضرب السوريين، سيلاحظ بلا شك اختلاف “النّية والهدف” بين المسافرين السوريين، خلال سنوات الأزمة الأولى، مقارنةً مع العام الماضي منها.
تكتّم على أعداد المسافرين!
في محاولات عدّة للحصول على رقم دقيق ورسمي ومن مصادره الرسمية، للسوريين الحاصلين على جواز سفر خلال العام الماضي، والأعداد الحقيقية التي غادرت البلاد، بالإضافة إلى أهم الوجهات التي هاجر إليها السوريون، اصطدمت مساعينا بعدم وجود أجوبة،
حاول المعنيون إقناعنا بعدم الانشغال بأعداد المسافرين وأعداد جوازات السفر التي صدرت، والالتفات إلى موضوع حوادث السير مثلاً!.
الفشل في الحصول على رقم رسمي من مصدر معلوم، لم يمنعنا من البحث عن مصادر أخرى، حيث علم “هاشتاغ” من مصادر خاصة في إدارة الهجرة والجوازات، تفيد بإصدار ما يقارب 720 ألف جواز سفر خلال العام الماضي، رغم توقّف إصداراته المتكررة والطويلة، وأغلبية هذه الجوازات كانت لفئة الشباب من الذكور.
أمّا بالنسبة للجهات التي قصدها السوريون، فتؤكد مصادر في شركات الطيران السورية (السورية للطيران- أجنحة الشام) ومكاتب السفر التي تواصل “هاشتاغ” معها أن الوجهة الأبرز بالنسبة للمسافرين السوريين كانت إلى دول الخليج العربي، وعلى وجه الخصوص الإمارات.
وتضيف المصادر أن الشركتين اتجهتا إلى زيادة عدد الرحلات خلال الفترة الأخيرة، وتحديداً إلى الإمارات والخليج بشكل عام، بعد امتلاء الرحلات المقررة كلها.
الحصول على الجواز.. رحلة مضنية!
نالت التصريحات الرسمية وغير الرسمية حول إصدار جوازات السفر حيزاً واسعاً من الأخبار اليومية، وتأجّل إصدار جواز السفر السوري مرات عدّة، إما بسبب العقوبات، ما أثر على وجود الورق اللازم للطباعة، أو الحبر المستخدم لكتابته، وأسباب أخرى لم يفصح عنها أحد، ذلك أنه تم تأمين الورق والحبر في الآونة الأخيرة من الأردن كما تؤكد مصادر الهجرة والجوازات، لكن هذا لم يخفف من الازدحام الكبير على أبواب مديريات الهجرة.
و”كعادتها” كانت الوعود الحكومية غير دقيقة، سواء لناحية توقيت إصدار جواز السفر والمواعيد التي أعلنتها وأجّلتها مراراً وتكراراً، أو حتى حيال “الحلّ السحري” الذي أعلنته مؤخراً، والذي يتمثّل بجواز السفر المستعجل مقابل 100 ألف ليرة، ليفاجأ المواطنون بأن دفع 100 ألف لم يمنع انتظارهم لأيام وأسابيع.
الهجرة إلى المجهول
خلال العام الماضي، عمّت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي صور المسافرين، وعبارات الوداع، ومشاعر الحزن على الغياب، وكان من اللافت وجود موجة كبيرة من المهاجرين السوريين، الذين يختلفون عن الذين سافروا بداية الأزمة من نواحي عدة.
الخبير الاقتصادي، الدكتور عمار يوسف، أكد في تصريحات خاصة لـ”هاشتاغ” أن هدف الهجرة تغير بالفعل خلال العامين الأخيرين عن مساره في السنوات السابقة من عمر الأزمة، حيث “كان الهدف في الأعوام الأولى خوفاً وهرباً من الأحداث الأمينة والعسكرية في العديد من المناطق السورية، في حين انتقل وضع السفر خلال العام الماضي إلى مكان آخر، وتحوّل حلم الهجرة إلى رغبة تغيير الوضع المعيشي والأسري”.
فرق آخر يتحدث عنه يوسف في خصائص المسافرين أنفسهم، حيث اختلف وضع المسافرين العائلي، كما يقول الخبير الاقتصادي؛ فكانت الهجرة خلال سنوات الأزمة الأولى تتمّ عبر سفر عائلات بأكملها، في حين اختلف الوضع حالياً؛ ما يجري اليوم هو سفر فئة الشباب على وجه الخصوص، وبالتالي تحوّل المجتمع إلى طفولي وكهولي ونسائي.
بلا رجعة!
ويلفت يوسف إلى وجود فئة مهمّة تسعى إلى السفر خارج البلاد، وهي فئة رجال الأعمال ورؤوس الأموال وأصحاب المهن، والتي تعمل على بيع كل ممتلكاتها في البلاد من أجل تأسيس عمل جديد في الخارج يؤمّن فرصة عمل أفضل عبر ميزات حقيقية وتسهيلات أكبر، وهنا يقول الخبير الاقتصادي، إنّ الحكومة “تغضّ الطرف” عن مسألة بيع الممتلكات والتي تعد من أخطر ما جرى خلال سنوات الأزمة، كونه يعني عدم العودة مجدداً وأن هذه الفئة من السوريين “أحرقت حتى مراكب العودة”.
مهاجرون إلى المجهول!
ربما يكون السعي وراء تغيير الواقع المعيشي والاقتصادي هدفاً مشروعاً، لكن الخطر يكمن في الهجرة بلا سبب أو ما يسمى هجرة إلى المجهول، وهي أكثر ما يصادفه المهاجرون السوريون.
وأكبر مثال على ذلك الموجة الكبيرة من السوريين الذين سافروا إلى الحدود البيلاروسية، والمعاناة التي كابدوها وما زالوا دون الوصول إلى مستقر يقبل بدخولهم، ليبقى قسم منهم في مواجهة المجهول، بينما عاد جزء آخر يجر أذيال الخيبة والمرارة.
الكفاءات والعمال
يلفت الخبير عمار يوسف إلى أنّ الدول التي استقطبت المهاجرين السوريين بداية الأزمة السورية، كانت تركّز على النخب العلمية والثقافية، وأغلب تلك الدول هي الأوروبية.
في حين تحوّل الأمر خلال العام الماضي، ودخلت دول الخليج العربي على خط استقطاب المهاجرين السوريين، ولكن من فئة العمال “حتى وإن كانو حاصلين على شهادات جامعية أو عليا”، إذ يتمّ تشغيل أغلبيتهم في المطاعم، وبرواتب زهيدة نسبياً، ربما لا تتجاوز 4 آلاف درهم، لكن ما يحصل أن السوري الذي يعاني الأمرين هنا بسبب الوضع الاقتصادي والمعيشي المتردي “يحسبها فورا على الليرة السورية، ليرسل لأهله معظم ما يجنيه في سبيل ضمان حد أدنى من الحياة الكريمة في البلاد”.
Exit mobile version