Site icon هاشتاغ

انسوا الأناقة والموضة.. جاكيت شتوي براتب شهرين والبالة بالدولار؟!

هاشتاغ سوريا_ميسون حداد
في جولة بسيطة على الأسواق السورية، مع اقتراب موسم الشتاء، تلحظ دون عناء ارتفاع الأسعار التي بدأت تصعد سلّماً لا نعرف أين نهايته..
بدأ المواطن يتحسس برد الشتاء في الطقس، وفي تعب تحصيل الأساسيات اليومية، وبدأت أوصاله ترتجف من ارتفاع الأسعار..

تُرى هل تُعوّل الحكومة على دفء المواطن من كثرة الجري وراء الأساسيات.. فلا يهتم لمحروقات ذكية إن وصلت بابه، أو جودة طعام لعائلته، أو حتى ملابس شتوية جديدة؟

الاستمرار في الجري، حلّ جذري لتحصيل الدفء.. فلا يبقى من وقت للمواطن كي يشعر..

أطلّ اليوم رئيس القطاع النسيجي مهند دعدوش عبر إذاعة “شام إف إم” حاملاً البشرى للمواطنين، حيث أكّد بما لا يقبل الخطأ أنّ: “أسعار الملابس الشتوية ستزيد ثلاثة أضعاف عن العام الماضي، نتيجة ارتفاع جميع العوامل التي تدخل في صناعتها وكلفتها، سواء من سعر المازوت الصناعي، والضرائب واليد العاملة”.

وأضاف أن “الغلاء سيشمل أيضاً الجواكيت الشتوية في حال الرغبة بحساب سعرها بالشكل المنطقي والذي يحقق للبائع هامش ربح بسيط، تضاعف ثلاثة أضعاف عن الموسم الماضي، وبالتالي البضاعة ستصبح غالية جداً”.

وإذا كان المواطن السوري قد وجد في “البالة” ضالته سابقاً، فقد أتت البشرى بارتفاع الأسعار فيها أربعة أضعاف عن العام الماضي باعتبارها تقاس تبعاً لحساب سعر الصرف.

والحل البديل لتخفيض الأسعار يكون عن طريق الإنتاج الضخم، بحسب دعدوش، الذي أشار إلى أن “هذا الخيار صعب وغير ممكن لعدم وجود سوق للتصريف”.

وبالعودة إلى الجولة البسيطة على عدد من أسواق دمشق، ستجد سعر البنطلون “الجينز” 50 ألف ليرة سورية، هذا من ماركات عادية وليست في الأسواق الفارهة، أي سعر البنطلون براتب موظف حكومي!!

وبما أننا على أبواب الشتاء، لن نعرض سعر “الجاكيت” في السوق، بل سنذهب إلى حيث ذوي الدخل المحدود.. إلى “البالة”، لنجد أنّ أقل سعر لجاكيت شتوي يبلغ مئة ألف ليرة سورية “راتب شهرين” قبل أن تقفز الأسعار أربعة أضعاف حسب المتوقع رسمياً!

السوريون شعب عريق، اعتاد مواكبة الموضة ومعروف بذوقه الرفيع، في الملبس والمأكل وكافة تفاصيل الحياة.

قبل الأزمة كان جيراننا “العرب” يأتون للتسوق من بضائعنا لجودتها وأناقتها وأسعارها المنافسة.

اليوم، نقول لمن اعتاد من السوريين أن يواكب الموضة، ولا يزال هذا متاحاً له، جهزوا ألوفكم لبدل شتوي واحد أنيق.

أما المواطنون الصامدون، على دور الخبز والمحروقات والرز والسكر، فترف الألبسة الجديدة ليس لكم، وإن كنتم تشكلون غالبية المواطنين السوريين، وعليكم التفكير بوسائل إبداعية، عن طرق للتدفئة دون مازوت أو جاكيت شتوي أو غيره.

هذه فرصة للإبداع في ابتكار حلول جديدة لكل تحدّ جديد.. هذا إن بقي لديكم من رمق.

Exit mobile version