Site icon هاشتاغ

انهيار ود مدني أمام قوات الدعم السريع ونزوح مئات آلاف السودانيين

الدعم السريع

انهيار ود مدني أمام قوات الدعم السريع ونزوح مئات آلاف السودانيين

اجتاحت قوات الدعم السريع السودانية بلدة رفاعة شرق ولاية الجزيرة أمس الاثنين، وسيطرت عليها بعد مواجهات مع قوات الجيش الوطني.

وتابعت القوات تقدمها نحو ود مدني، عاصمة الولاية، واقتحمتها بعد ساعات من القتال العنيف، وفقاً لما نقلته وكالة “رويترز”.

وشهدت المدينة، التي كانت تعد من أهم المعاقل الثورية والملاذات الآمنة للنازحين، مشاهد من الفزع والهلع.. حيث هرب السكان من منازلهم خوفا من الانتهاكات والانتقامات.

وتقع ود مدني على بعد حوالي 170 كيلومتراً جنوب شرق الخرطوم.. وهي مدينة زراعية وتجارية حيوية، تعتبر مصدراً رئيسياً للغذاء والدخل للسودانيين في ظل الأزمة الاقتصادية والإنسانية التي يعاني منها البلد.

ولكنها أصبحت الآن مسرحاً للدمار والنهب والقمع، بعد أن دخلتها قوات الدعم السريع. التي تشن حرباً ضروسة ضد الجيش منذ ثمانية أشهر.

وقد شكل سقوط ود مدني نقطة تحول خطيرة في مسار الحرب، التي تهدد بتفتيت السودان وإشعال نيران الصراع العرقي والطائفي فيه.

فقد تمكنت قوات الدعم السريع من فرض سيطرتها على معظم المناطق الغربية والوسطى من السودان.. وتقترب من العاصمة الخرطوم، التي تشهد احتجاجات مستمرة ضد الانقلاب العسكري الذي قادته هذه القوات بالتحالف مع الجيش عام 2021.

وفي بيان لها، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة، التابعة للأمم المتحدة، أن نحو 300 ألف شخص نزحوا من ولاية الجزيرة بسبب القتال الدائر فيها.

كما أشارت إلى أن هذا الرقم قد يزيد مع استمرار الاشتباكات وتدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية.

وأضافت المنظمة أن ما لا يقل عن 250 إلى 300 ألف شخص آخرين فروا من الولاية منذ بدء الحرب في أيار/ مايو 2021.

أقرأ المزيد: الخارجية السودانية تتهم قوات الدعم السريع بارتكاب مجزرة في أم درمان

وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد مروعة من ود مدني.. حيث ظهر مقاتلو قوات الدعم السريع وهم يجوبون شوارع المدينة ويطلقون النار عشوائيا.. ويعبرون جسراً فوق النيل الأزرق، الذي شهد معارك عنيفة مع قوات الجيش.

وقال شهود عيان إن قوات الدعم السريع داهمت أيضاً قرى مجاورة للمدينة.. واعتقلت وقتلت عدداً من المدنيين.

وأفاد نشطاء محليون، ينتمون إلى الحركة الثورية التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير عام 2019، أن قوات الدعم السريع أقامت نقاط تفتيش في أنحاء المدينة.. وتنهب المنازل والسيارات والمحال التجارية، في غياب تام لقوات الجيش والشرطة، التي انسحبت أو استسلمت أو انضمت إلى الانقلابيين.

وقد أدت الحرب الأهلية بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى نزوح نحو سبعة ملايين شخص من مناطقهم.. وتسببت في أزمة إنسانية كبيرة، تتمثل في نقص الغذاء والماء والدواء والوقود والكهرباء.

وكان الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قد تقاسما السلطة مع المدنيين في حكومة انتقالية بعد الإطاحة بالبشير، ثم تحالفا في انقلاب عسكري عام 2021.. لكن الخلاف نشب بينهما حول خطة لانتقال سياسي مدعومة دولياً.. تتضمن إجراء انتخابات حرة ونزيهة وتشكيل مجلس تشريعي وتوقيع اتفاق سلام مع الحركات المسلحة.

وفي الخرطوم، تواجه قوات الدعم السريع اتهامات بنهب منازل واغتصاب نساء وقتل واعتقال تعسفي للمعارضين والنشطاء والصحفيين.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
Exit mobile version