Site icon هاشتاغ

باحث سوري يتحدث عن المكاسب التكتيكية والاستراتيجية لبوتين من الحرب على أوكرانيا

الحرب على أوكرانيا
قال الكاتب والباحث السوري محمد صالح الفتيح إنه من المقرر أن تنطلق بعد قليل مفاوضات روسية أوكرانية في مدينة غوميل البيلاروسية.
وتساءل الفتيح في منشور عبر صفحته على “فيسبوك” عن النتائج التكتيكية والاستراتيجية التي يمكن أن تخرج بها روسيا من أوكرانيا عبر المفاوضات؟
وقال: “تكتيكياً؛ أقصى ما يمكن لأي مفاوض أوكراني تقديمه لروسيا هو التعهد بعدم الانضمام للناتو وربما منح حكم ذاتي لمنطقة لوهانسك ودونيتسك (وفق حدود السيطرة السابقة، وفق اتفاقية مينسك)”.
الدافع الأوكراني لتقديم مثل هذا التنازل بحسب الباحث المقيم في لندن هو تجنب الدمار الهائل المتوقع للبنية التحتية، والذي تظهر تجارب سورية والعراق وأفغانستان والصومال أن التعافي الكامل منه شبه مستحيل.
ولكن؛ وفقاً لما يقول الفتيح فإنه “حتى هذا المكسب بالنسبة لروسيا يبقى ذو قيمة متواضعة”. مشيراً إلى تجربة تعديل الدستور البيلاروسي أمس الأحد، والتي تظهر أن أي تعهد سياسي يمكن التراجع عنه بسهولة (خاصة إذا ما كان المزاج الشعبي يؤيده أساساً)، كما أن الناتو تراجع في السابق عن تعهداته بعدم التمدد شرقاً، وتزايد الموقف العدائي من جانب الناتو لروسيا على المدى الطويل مرجح أساساً، وهذا ما ينقلنا للحديث عن الجانب الاستراتيجي.
استراتيجياً؛ يعتقد الباحث السوري أن “الخسارة الروسية من حيث الانعكاسات السلبية للعمليات العسكرية حتى الآن فادحة، ذلك أن قرار ألمانيا بزيادة إنفاقها الدفاعي بحوالي 50% سنوياً وتحويل ذلك إلى التزام دستوري وتخصيص 100 مليار يورو للإنفاق الدفاعي بشكل مستعجل والتوجه لتخفيض الاعتماد على روسيا في مجال الغاز، يمثل ملامح السياسة الأوروبية المقبلة تجاه روسيا”.
ويضيف: “العقوبات التي فرضت – وستفرض في المستقبل – على روسيا ستتحول إلى ورقة مساومة ولن ترفع حتى لو أعلن الكرملين اليوم سحب القوات الروسية من أوكرانيا”.
ويرى الفتيح أن السيناريو الوحيد الذي يمكن أن يخرج به بوتين بمكسب استراتيجي يعادل الثمن الاستراتيجي الذي تكبده حتى الآن هو أن يستمر بعملياته العسكرية ليغزو كامل أوكرانيا، على أن يحاول الكرملين لاحقاً فتح صفحة جديدة مع أوروبا.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version