Site icon هاشتاغ

بتمويل كويتي وفلسطيني “خيري”.. قرية “بسمة” على أنقاض قرية احتلتها تركيا

أعلنت جمعية “الأيادي البيضاء” (أسسها سوريون وأتراك) أنها بصدد افتتاح المرحلة الثانية من قرية “بسمة” السكنية.

وهو مشروع بدأته منذ نحو عام، على الحدود السورية التركية في قرية “شيح الدير” (شاديره) في عفرين التي اقتحمتها قوات تركية وفرضت سيطرتها عليها بمساعدة فصائل تدعمها أنقرة عام 2018.

وتقول الجمعية إن المشروع يهدف لاستيعاب عدد كبير من المهجرين في عفرين، بينما تقول جمعيات حقوقية من عفرين إن المشروع يهدف إلى إحداث “تغيير ديموغرافي” في المدينة، وتشكك بالجهات الممولة للمشروع.

الجمعية تعرف عن نفسها بأنها “جمعية خيرية تعمل في جميع قطاعات الإغاثة الإنسانية، حصلت على الترخيص للعمل في تركيا وإنشاء مكتب في مدينة اسطنبـول بتاريخ 27/02/2013” وأسسها عدد من الشخصيات السورية والتركية (حسب المعلومات الواردة في موقعها الإلكتروني).

وأعلنت الجمعية تجهيز 8 عمارات جديدة مكونة من 125 شقة سكنية، وحددت يوم الثلاثاء القادم موعداً لتسليم الشقق قائلة إنه سيكون موعداً “لرسم البسمة على أكثر من 600 مستفيد من أهلنا النازحين الذين يعيشون في الخيام”.

بينما قالت منظمة حقوق الإنسان في عفرين إن المشروع يأتي “استكمالا لتغيير ديمغرافية منطقة عفرين”، وقالت إن “جمعية الأيادي البيضاء الكويتية (إحدى الجهات الداعمة كويتية) تستعد لافتتاح المرحلة الثانية من مستوطنة قرية بسمة في ناحية شيراوا”.

وأضافت المنظمة أن المشروع يهدف إلى “توطين المستوطنين وعوائل مسلحي الفصائل السورية التابعة للاحتلال التركي”.

وأشارت المنظمة إلى أن الجمعية أقامت المشروع “على أرض ملكيتها خاصة” وأوضحت أن مالك الأرض هو “زياد حبيب” من أهالي قرية شاديره التابعة لناحية شيراوا، وأنها كانت مشجرة بالزيتون (حوالي 150 شجرة تم قلعها حسبما نقلت المنظمة عن مصدر محلي).

وقالت المنظمة إن صاحب الأرض عارض بناء المشروع “إلا أن مسلحي “فيلق الشام” هددوه بالقتل إذا استمر في رفضه لبناء المستوطنة وأجبروه على التنازل عن أرضه دون أي مقابل”. (حسب المنظمة).

موقع جمعية “الأيادي البيضاء” يشير إلى أن المشروع تدعمه عدة جمعيات خيرية أبرزها:

ـ جمعية “العيش بكرامة” (أسسها عدد من فلسطينيي 48)، وتُعد شريكاً اساسيا لجمعية “الأيادي البيضاء”، وتركز معظم أنشطتها منذ إحداثها عام 2020، على النازحين السوريين، خاصة في تركيا والمناطق التابعة لنفوذها في سورية، ومن ذلك ما أطلقته الجمعية في 26 من تشرين الثاني الماضي من حملة للتبرع ضمن مشروع “الشتاء الدافئ” من أجل النازحين السوريين.

أثيرت أسئلة حول دور تلك الجمعية في المساهمة بـ “توطين اللاجئين الفلسطينيين” وكذلك المساهمة بالتغيير الديموغرافي الذي يصب في صالح تركيا، على حدودها الجنوبية مع سورية، وضمن المناطق التي استطاعت أن تفرض سيطرتها عليها، خلال الأزمة المستمرة في سورية، منذ 2011.

ـ جمعيات كويتية، مثل: “تنمية الخيرية”، وجمعية “رحمة”، وجمعية “الشيخ عبد الله النوري الخيرية”، وجمعية “رحمة العالمية” التي أعلنت في أيلول عام 2021 تأسيس قرية تحمل اسم “كويت الرحمة” في عفرين، تضم 380 وحدة سكنية، إضافة إلى مسجد ومركز لتحفيظ القرآن ومدرستين، ومستوصف طبي.

يذكر أن مشروع “بسمة” الذي ترعاه تركيا، وتموله جمعيات متعددة، يقام على قرية “شاديريه” الإيزيدية الكردية، وكان يقطنها نحو 500 نسمة قبيل الاحتلال التركي الذي أدى إلى تهجير سكان القرية، قبل أن يسكن فيها نازحون من مناطق أخرى، وعوائل مسلحين، بينما قام أفراد الفصائل التي دخلت القرية بدعم تركي (كما حال غيرها من عفرين وقراها)، بالاستيلاء على ممتلكات سكانها.
Exit mobile version