وافقت مجموعة “يو بي إس” على شراء “كريدي سويس” في صفقة تاريخية بوساطة حكومية تهدف إلى احتواء أزمة ثقة بدأت في الانتشار عبر الأسواق المالية العالمية.
وسيدفع البنك السويسري 3 مليارات فرنك (3.25 مليار دولار) لمنافسه في صفقة شاملة تتضمن ضمانات حكومية واسعة النطاق ومخصصات سيولة، ويعد السعر أقل من نصف قيمة “كريدي سويس” البالغة 7.4 مليار فرنك
دور البنك الوطني
سيقدم البنك الوطني السويسري سيولة بقيمة 100 مليار فرنك كمساعدة لبنك “يو بي إس”، بينما تمنح الحكومة ضماناً بقيمة 9 مليارات فرنك للخسائر المحتملة من الأصول التي يتولاها البنك.
وقالت الهيئة التنظيمية السويسرية “فينما” إن حوالي 16 مليار فرنك من سندات “كريدي سويس” ستصبح عديمة القيمة لضمان مساعدة مستثمري القطاع الخاص في تحمل التكاليف.
هدف خطة المعالجة
تسعى الخطة التي تم التفاوض عليها خلال محادثات الأزمة التي تم الترتيب لها إلى معالجة تدفقات العملاء الخارجة والهزيمة الهائلة في أسهم وسندات “كريدي سويس”، اعد انهيار المقرضين الأميركيين الأصغر.
عمل أمريكي سويسري مشترك
وتعمل السلطات الأميركية مع نظيراتها السويسرية نظرا لأن كلا المقرضين لديهما عمليات في الولايات المتحدة ويعتبران مهمين من الناحية النظامية في سويسرا وسعت السلطات إلى إنهاء الاتفاق قبل فتح الأسواق مرة أخرى في آسيا.
صفقة تاريخية
يمثل الاستحواذ على بنك الإقراض الذي يبلغ عمره 166 عامًا، حدثًا تاريخيًا للبلاد ولقطاع التمويل العالمي حيث تم تأسيس البنك الذي حمل سابقاً اسم “شفايتسريشيه كريديت أنشالت” من قبل الصناعي ألفريد إيشر في عام 1856.
وكان الهدف منه تمويل بناء شبكة السكك الحديدية في الدولة الجبلية ونما البنك ليصبح قوة عالمية ترمز إلى دور سويسرا كمركز مالي عالمي، قبل أن يكافح للتكيف مع المشهد المصرفي المتغير بعد الأزمة المالية.
فيما تمتد جذور “يو بي إس” من خلال حوالي 370 مؤسسة منفصلة على مدار 160 عامًا، اجتمعت في صفقة اندماج “يونيون بنك أو سويسرا” و “سويس بنك كوربوريشين” في عام 1998.