Site icon هاشتاغ

بقي أسبوعان.. أهالي: “كورونا المدارس” يتربص بأولادنا؟!

هاشتاغ سوريا- فلك القوتلي

يبدو أن قرار الحكومة بافتتاح المدارس في 13 أيلول القادم بتأجيل أسبوعين عن الموعد المحدد سابقاً، واعتماد البروتوكول الصحي الذي اقترحته التربية لمواجهة كورونا في المدارس، لم ينجحا في طمأنة عدد كبير من الأهالي المتخوفين من عودة أبنائهم إلى المدارس بعد كل هذا الانقطاع وفي ظل استمرار تفشي الفيروس.

وكانت انطلقت على وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك” حملات يقودها أهالي طلاب في المرحلة الابتدائية، بتأجيل المدارس لحين انحسار الوباء أو وصول اللقاح إلى سورية، بناء على أخبار كان تتحدث عن إتاحة اللقاح الروسي بداية العام القادم.
لكن، وزارة التربية ظلت على موقفها، وأعلنت أنها مارست دورها في ضمان صحة وسلامة الطلاب في المدارس من خلال صياغة بروتوكول صحي سيصار إلى تطبيقه مع بداية اليوم الاول وما قبل من خلال الحرض على تسجيل الطلاب في المدارس القريبة على مكان سكنهم للحد من تنقلهم في مواصلات.

• التوقيت خاطئ!
لا يزال فيروس “كورونا” يخفي الكثير من الأسرار، فانتشرت مؤخراً دراسات تفيد بازدياد فيروس كورونا خلال شهري أيلول وتشرين الأول، ما زاد تخوف الأهالي، وكان سؤالهم الأول عن دور الأطفال في نشر الفيروس، بينما تسمح وزارة التربية في سورية للمدارس بإعادة فتح أبوابها في هذه الفترة.
أيضاً، انتشرت تصريحات على لسان أطباء في مشافي عامة وخاصة وبعضهم مشرف على علاج مرضى كورونا في سورية، تحذر من هجمات للفيروس خلال الشهرين القادمين أو من موجات ارتدادية بعد تراجع أعداد الإصابات التي تراجع المستشفيات إلى ما يقارب النصف.

“كورونا” الأطفال سر كبير
تقول إحدى الدراسات: إن الأطفال المصابين بفيروس “كورونا” عادة ما تكون أعراضهم معتدلة، وتقتصر في الغالب على الأنف والحنجرة ومجرى الهواء العلوي، ونادراً ما يحتاجون إلى دخول المستشفى.

في حين، أظهرت بيانات الأطفال الذين أصيبوا بفيروس كورونا في الصين، أنّ 13% من الإصابات المؤكّدة لم تظهر عليها أعراض، وعندما تمّ الجمع بين الحالات المؤكّدة وتلك المشتبه بها، ظهر أنّ ما يقارب ثلث الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و10 سنوات، لم تظهر عليهم أعراض المرض، ويتعافى معظم الأطفال خلال فترة تتراوح بين أسبوع إلى أسبوعين.

الدكتور فراس النميري اختصاصي طب الأطفال أكد في منشور على “فيسبوك” أن الأطفال هم أقل عرضة بكثير من البالغين للإصابة بالفيروس، وإذا ما ظهرت عليهم أعراض، فتكون بصورة عامة طفيفة وبسيطة. فلم يظهر على أي طفل أعراضاً خطيرة، بل اقتصرت الأعراض على ألم في الحلق وسعال وحمى خفيفة واسهال وإقياء بسيط، وأحياناً حرارة عالية تزول بعد فترة.

وبينت دراسة أخرى، أن مخاطر الفيروس على الأطفال لا تتوزع بالتساوي، فالأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات أقل عرضة للإصابة مقارنة بالمراهقين والبالغين.

وتجيب إحدى الدراسات على التساؤل رقم واحد من العلماء: لماذا الأطفال الصغار أقل عرضة للإصابة بالفيروس؟ بأنه من المحتمل أن تكون استجابة الأطفال للمناعة الأولية أقوى وأكثر فعالية ضد الفيروس، ما يمنح الجسم فرصة أفضل في التصدي له وتجنب المضاعفات التي يصاب بها الكبار، وهذا ما أكده الدكتور النميري بأن الأطفال أقل عرضة بمرتين أو ثلاث مرات للعدوى من البالغين. ولا أحد يعرف سبب ذلك، لكن الأمر نفسه لوحظ عند انتشار فيروس سارس عام 2002-2003.

المدارس التجربة الأولى مع “كورونا”

مع اقتراب عودة الأطفال إلى مدارسهم، تقريباً 16 يوم، مازالت الأصوات الخائفة من خطورة تفشي كبير لفيروس كورونا تتعالى، وتحذر من قدرة الأطفال على نقل الفيروس، بعد الانقطاع الكبير عن الدراسة، منذ إغلاق المدارس في الفصل الدراسي العام في آذار الماضي، بالتزامن مع فرض حظر.

هناك عدد كبير من أولياء الأمور قرر منذ ذلك الوقت تجنيب الأطفال الخروج إلى الأماكن العامة خوفًا من تلقى العدوى، ولا سيما بعد تزايد أعداد الإصابات، بشكل يومي معلن رسمياً وغير معلن.

تقول ع.س وهي معلمة مدرسة: “العودة إلى المدرسة هي أولى تجارب الأطفال في مواجهة الفيروس خارج المحيط العائلي، والفرصة الأولى للقاء الزملاء في صف أو باحة واحدة، ولهذا الأمر تأثيره السلبي والمتعلق بمدى قدرة الأطفال على تحقيق مبدأ التباعد الاجتماعي والذي هو بند هام من بنود الوقاية من العدوى”

وفي هذا السياق يوضح الدكتور النميري وجهة نظره بالقول: إذا تجاوز عدد الاصابات الـ2000 إصابة معلنة قبل موعد افتتاح المدارس، أؤيد فكرة تأجيل المدارس للأطفال من الصف الأول حتى الصف السادس حتى يتمكنوا من أخذ اللقاح، أما للطلاب صف السابع وما فوق يمكن أن يكون الدوام جزئي بسيط على مرحلتين مع الالتزام بتخفيف ساعات الدوام والحصص الدرسية إلى نصف ساعة للدرس الواحد.

ويضيف “طبعاً مع التأكيد على الالتزام بالكمامات والتعقيم والتباعد بين المقاعد والتي يفترض أن لا يتجاوز عددها الـ ٢٠ في الصف الواحد، وطالب واحد فقط في كل مقعد. معتبراً أن تطبيق هذه المقترحات يمكن اعتباره حل جزئي لحين توفر اللقاح، حتى يتمكنوا أيضاً من اخذ اللقاح.

أهالي عاشوا التجربة القاسية

يقول الآباء والأمهات الذين عانى أطفالهم، على مدى أسابيع، من أعراض “كورونا” متنوعة، مثل التعب، وضيق التنفس، وآلام الصدر، والإسهال، وحالة تورم أصابع القدمين، إن هناك القليل من المعلومات المتاحة للمساعدة في توجيه تعافيهم، وهو وضع مثير للقلق أكثر من أي وقت مضى بالنظر إلى العودة الوشيكة للأطفال إلى المدارس.

وهذا ما قالته “حياة” بعد إصابة أطفالها بالفيروس: عانى أطفالي الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و8 سنوات من ارتفاع حرارة والتهاب بلعوم وفقدان الشم والذوق لمدة أسبوع، وبدأت حالتهم بالتحسن بعد تناولهم الفيتامينات والعسل والحليب يومياً، مضيفةً: أنها ليست مع قرار بدء العام الدراسي قبل تراجع المرض في سورية أو توفير اللقاح. وأضافت “لا أضمن أن تعاد تجربتي القاسية بالتقاط أطفالي للعدوى ثانية، خاصة وهم في مرحلة عمرية صغيرة ولا يملكون الوعي الكافي للالتزام بالوقاية من حيث التباعد والكمامة وغسل اليدين لمدة 20 -30 ثانية”.

أما “بيان” وهي أم لطفلين في المرحلة التحضيرية، كشفت لـ”هاشتاغ” أنها قامت بنقل أطفالها إلى مدارس خاصة خوفاً من الأعداد الكبيرة في المدارس الحكومية”، مبررةً ذلك بأن اصابة واحدة بأعراض خفيفة بين الطلاب قادرة على أن تنقل العدوى لجميع من في المدرسة من طلاب وأساتذة وإداريين وبالتالي هؤلاء سيحملون العدوى إلى منازلهم، ما يشكل ربما انفجاراً في الحالات المصابة ويؤدي إلى وضع تصعب السيطرة عليه.

وجهتي نظر

وكان عميد كلية الطب الدكتور نبوغ العوا وصف خطوة افتتاح المدارس في الأول من أيلول القادم، بـ”المغامرة” في الوقت الذي نشهد فيه زيادة في عدد الإصابات والوفيات، محذراً من ازدياد معدل الإصابات في حال لم يتم تأجيل العام الدراسي لبعض الوقت. وأشار إلى أن “ضبط المدارس وفق ما ورد في البروتوكول الصحي الذي أصدرته وزارة التربية يعد أمراً صعباً، لاسيما أن التعامل هنا مع فئات عمرية صغيرة”. وتساءل عن كيفية إلزام هؤلاء الطلاب بعدم الاحتكاك والتلاحم أو التقبيل، بعد غياب دام عدة أشهر، أو عدم اقتسام الطعام مع زملائهم، أو ارتداء الكمامات. كما لفت إلى أنه “في حال أصيب الطلاب الصغار، فهذا يعني نقل العدوى إلى عائلاتهم، وبالتالي يؤدي ذلك إلى زيادة انتشار الفيروس”. وكشف أن الوباء وصل في سورية إلى مرحلة الذروة والتفشي، ولا يوجد بيت إلا وفيه مصاب كورونا.

أما الدكتورة “رنا رمضان” اختصاصية طب الأطفال فكان لها رأي آخر، لا يمنع العودة إلى المدارس ولا يرى ضرورة لتأجيلها، تقول: “مع إجراءات احترازية، لن نجد تفش للفيروس أكثر من الذي يحدث الآن، فهناك أطفال في الحدائق وأماكن الألعاب”، مضيفةً أن “المدارس الخاصة ربما تختلف عن المدارس الحكومية من حيث معايير الرقابة على النظافة وتوزيع الطلاب، لذا يجب أن تحرص المدارس الحكومية مع افتتاح المدارس إلى اتخاذ كل الإجراءات ولا سيما مع الأطفال الصغار”

حجر عند نسبة 5%
ومن أبرز النقاط التي تضمنها البرتوكول الصحي المعتمد فيما يتعلق بمرحلة ما بعد افتتاح المدارس: متابعة حالة الطلاب المرضى وإرسال تقرير يومي إلى رئيس مستوصف الصحة المدرسية، وعدم السماح ببيع أغذية ومشروبات غير مغلفة بشكل صحي، مع ارتداء عمال المقصف كمامات وقفازات، والالتزام بتقديم اللقاحات، وتقسيم الاستراحة بين الطلاب منعاً للتزاحم مع إلغاء الاجتماع الصباحي.

وفي حال التأكد من إصابة أحد الطلاب يغلق الصف من يومين إلى خمسة أيام، أما إذا أصبحت الإصابات أكثر من 5% تغلق المدرسة، ويخضع الطلاب والمدرسون للحجر الصحي لمدة 14 يوم.

Exit mobile version