Site icon هاشتاغ

بلاد ساعة الغفلة… وإعلامها الرسمي يمتثل قاعدة اعمل نفسّك ميّت!

بلاد ساعة الغفلة… وإعلامها الرسمي يمتثل قاعدة اعمل نفسّك ميّت!

هاشتاغ- رأي- وسام كنعان
لا أحد يعرف كيف تتعاطى الحكومة السورية مع هذا الترنّح المتلاحق لقيمة الليرة، ولا حتى أيّ صنف تتعاطى أصلاً بقضية تراجع سعر الليرة، حتى لا نقول ارتفاع الدولار، ونحكم على أنفسنا بالهلاك لذكر المغضوب عليه! جنّبنا الله الشبهات و سيرة «الداشر» الذي بات يتلاعب بيوميّاتنا ومصائرنا المبهمة في بلاد ساعة الغفلة! لكن للأمانة لو قلنا بأن الحكومة تغطّ في سبات عميق حيال ما يحدث، خاصة تجاه الارتفاع الجنوني اليومي للأسعار، بالتوازي مع انهيار الليرة، وثبات شيئ وحيد هو الدخل المخزي للمواطن، لكنّا من الظالمين، لأن غالبية الظن أن الحكومة تتعامل مع هذه الأزمة الاقتصادية بعقلية وزير الإعلام عماد سارة الفذّة، وما عليك سوى التعليق بنقطة لتصلك التفاصيل… أما المستعجل فسيعرف سريعاً عندما يشاهد نشرات قناة الإخبارية السورية التي تتحدث بقلب مفطور عن الوضع الاقتصادي المزري في تونس، حدث ذلك في نشرة الثانية عشرة ظهراً من يوم 2/3/2021! لم يخرج عاقل واحد ليقول لمعد التقرير ومدير المحطة، ومدير عام الإذاعة والتلفزيون، عساه يوصل للسيد وزير الإعلام وهو يمضي منه البريد بأن المثل الشعبي يقول: لو رأى الجمل سنامه لوقع وانكسرت رقبته! على أيّة حال لم يعد يجرأ أحد على المطالبة بمنطق إعلامي مرن و احترافي، أو يواكب الوضع المتهالك، إنما نحتاج إلى أقلّ جرعات ممكنة من السذاجة، وتجنّب إهانة الناس، لكن ربما نطلب المستحيل من منظومة يديرها شخص لا يعرف كيف يحرر خبراً ويخرج في لقاء إذاعي ليقول «أنتين» دون أن تسعفه بنوك مفرداته في اللغة العربية، وثقافته الارتجالية بلفظ «هوائي»! لذا من الممكن أن نتابع برامج عن مجاعات الصومال، بدلاً من الحديث عن بحث بعض العاملين والأطباء السوريين عن فرص عمل هناك، أو ربما سنقرأ خبراً عن إيقاف إطلاق النار في ليبيا، دون أي مرور ولو عابر عن السوريين الذين يغامرون بأرواحهم للعمل هناك، ومن ثم محاولة الهرب إلى إيطاليا وسقوط ضحايا بينهم بعد إطلاق حرس الحدود النار عليهم! ترى لماذا لا نرى كاميرا رسيمة واحدة تتعقّب أثر الطوابير التي تزدحم فيها أقدم عاصمة في التاريخ؟! هل انتقل مقر وزارة الإعلام من أوتستراد المّزة مثلاً، ولم يعد يلمح السيّد الوزير طابور البنزين على محطّة وقود الجلاء! هل نحتاج أن نترجم له بالعامية ونقول «كازية» حتى يتفهّم وجهة نظرنا! يمكن للإعلام السوري الرسمي وعلى رأسه وزيره أن يتابع فيديو نشره النجم باسم ياخور على قناته على اليوتيوب (موقع مختص بنشر الفيديو- الترجمة خاصة بالسيد الوزير) وحقق ملايين المشاهدات وفيه يسأل ماذا تشتري الألف ليرة سورية من السوق حتى اليوم، ويختمه بطريقة كوميدية عندما يشتري بضع حبات بطاطا وبصل ويعزم فريقه على عشاء مشاوي! في الفيديو يلتمس النجم المعروف أحوال الناس ويشتبك معهم، وجهاً لوجه. يختبر قسوة الحياة عليهم، ويداور المنطق الجديد في سعر السوق، يجري استبياناً عشوائياً للحال الطارئ، كما أنه يعاين سعة صدور الناس، رغم كفر الأسعار وضيق الأحوال، ويستكشف هل مازالوا قادرين على مجاراة نجم كوميديا بالطرفة والتقاط صور معه بعناق وحميمية رغم كل الظروف! الشريط وجد من يثني عليه كذلك عثر على من ينتقده، وهذا السبب الجوهري في النجاح. هو نفسه النجم الذي أنجز برامج مسابقات أعادت ألق الصورة للمحطة الرسمية، بسوية عجزت عنها كل المؤسسات المحنّطة عبر عقود من الزمن! لماذا يتمكّن ممثل بشخصه وفريقه البسيط، من رمي حجر في البئر التي تفور، ويسمع لها صدى، ثم يعجز الإعلام الرسمي بكل مقوماته ومعداته وجحافل جيوش العاملين فيه، على إنجاز لقطة معادلة واحدة تثير الجدل وتحرّك الرأي العام! علماً بأن التلفزيون الرسمي يمتلك أقوى كوادر فنية في الوطن العربي، والبنية التحتية متوفرة، والموفقات موجودة، والسقف مفتوح في هذا الإطار! السبب الوحيد لعدم إنجاز شيئ هي القاعدة التي تقول مجرّد أن تعمل ستذكر الناس بأنك موجود وتثير بلبلة حولك، لذا الأفضل أن «تعمل نفسك ميّت»!

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام :https://t.me/hashtagsy

 

Exit mobile version