Site icon هاشتاغ

مع الانهيارات الضخمة.. هل انتهت سوق العملات المشفرة؟

كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، أنه منذ وصول عملة بيتكوين إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، تم محو ما يقرب من 2 تريليون دولار من قيمتها.

وانخفضت عملة بيتكوين إلى أدني من 19 ألف دولار، أي ما يزيد عن 70٪ من أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 67802.30 دولارًا.

وتتسبب بورصات العملات المشفرة في نزيف أموال المستخدمين، وسرحت شركات التشفير الموظفين تحت شعار إعادة الهيكلة.

انهيار أكثر حدّة

عالم العملات المشفرة ليس غريباً على فترات ازدهار وانهيار الأسواق. لكن العديد من المستثمرين والعاملين يشعرون بهذا الانهيار في العملات الرقمية بشكل أكثر حدة من سابقيه.

ويرى خبراء إنه عندما يستقر السوق ويتضح، قد تختفي بعض منتجات أو عملات أو شركات التشفير.

الانطلاقة القوية

تم إطلاق بيتكوين كشكل من أشكال النقود الإلكترونية في عام 2009 من قبل منشئ مجهول اسمه ساتوشي ناكاموتو.

لاحقا، ارتفع سعرها بشكل غير ثابت، وعشوائي، وأحيانا عنيف بسبب عوامل عدة، منها أن المستثمرين في العملات المشفرة يعتقدون في فشل النظام المالي الحالي وأن التشفير هو المستقبل.

لحظة حاسمة

في نيسان/أبريل 2021، تم طرح شركة “كوين بيس غلوبال”، وهي أكبر بورصة للعملات المشفرة في الولايات المتحدة، بقيمة 85 مليار دولار، كلحظة فاصلة في عالم العملات المشفرة، لتصبح أول شركة عامة كبرى تركز على البيتكوين.

وفي أغسطس/آب الماضي، أطلقت مدينة ميامي الأميركية عملتها “ميامي كوين”، وهي عملة مشفرة تحمل علامة المدينة.

وفي وقت سابق من هذا العام، حضر أكثر من 25000 شخص مؤتمر ميامي للعملات الرقمية.

وترأس عمدة ميامي، فرانسيس سواريز، كشف النقاب عن تمثال لثور أسود بطول 11 قدمًا، لمنافسة الثور الشهير الذي يرمز لـــ “وول ستريت”، سوق الأوراق المالية في نيويورك.

المؤسس المشارك لشركة مايكروستراتيجي، مايكل سايلور، استفاد من شركة البرمجيات الخاصة به ووضع أكثر من 100 ألف بيتكوين، بقيمة تزيد عن 6 مليارات دولار في ذروة سعرها كبند ضمن ميزانيتها العمومية.

وقال سايلور: “أنا متفائل أكثر من أي وقت مضى بشأن بيتكوين”.

كما قالت الرئيس التنفيذي لشركة “ايه آر كيه انفستمنت”، كاتي وود، إن “البيتكوين سيرتفع إلى أكثر من مليون دولار”.

واقترح الشريك المؤسس لشركة “باي بال” القابضة، بيتر ثيل وضع “قائمة أعداء” بالأشخاص الذين يعارضون العملة المشفرة.

ورأى دان غونسبرج، الذي بدأ الاستثمار في عملة البيتكوين في عام 2015 وهو اليوم الرئيس التنفيذي لشركة “اتش اكس آر اوه نتورك” وتعمل في مجال التشفير: أن الحماسة كانت علامة على وجود مشكلة في سوق التشفير.

وأضاف: “لا شيء يتحرك بهذه السرعة، يمكن أن يظل مرتفعا، لأن الجاذبية تعيده إلى الأرض”.

التخلي عن الأصول

مع احتدام الخوف من زيادة معدل التضخم، يتخلى المستثمرون عن الأصول التي يعتبرونها محفوفة بالمخاطر في محافظهم الاستثمارية.

كما تنخفض أسهم الشركات بطيئة الربح، وتخسر العديد من شركات التكنولوجيا الجديدة أكثر من نصف قيمتها في النصف الأول من العام.

وحتى الآن، فقدت بيتكوين أكثر من نصف قيمتها ويتم تداولها حاليا عند أدنى مستوى لها منذ أواخر عام 2020. وانخفضت الإيثيريم، وهي عملة مشفرة أخرى شهيرة، بنحو 68٪ حتى الآن هذا العام.

وقال رئيس قسم الأبحاث في شركة “جلاكسي ديجيتال” القابضة، أليكس ثورن، وهي شركة خدمات مالية تركز على التشفير، إن “نفوذ التشفير ينهار الآن”.

وأضاف أن “عدد كبير من صناديق التشفير لن ينجو من هذا الانهيار”.

تراجع الإيرادات

انتشر الانهيار من أسعار العملات المشفرة إلى الشركات التي تقدم خدمات في سوق التشفير.

وبالنسبة للبورصات، التي تحركها أنشطة التداول، انخفضت الإيرادات مع عمليات البيع.

وكشفت شركة “كوين بيس” عن خسارة قدرها 429.7 مليون دولار في الربع الأول في مايو، وقالت إن مستخدميها يتركون المنصة، حتى مع قيام المسؤولين التنفيذيين ببيع الأسهم وجني الأرباح.

في يونيو/حزيران، وللمرة الأولى منذ تأسيسها في عام 2012، سرحت “كوين بيس”، ما يقرب من خمس قوتها العاملة، ويتم تداول سهمها بنحو 51 دولارا، مقارنة بأعلى مستوى له عند 429.54 دولارا خلال اليوم الأول من التداول في 14 أبريل 2021.

كما سمحت شركات أخرى من بينها “كريبتو دوت كوم” للموظفين بالرحيل.

انكسار كبير

في أوائل شهر مايو/أيار، أدى الضغط الهبوطي المستمر في سوق العملات المشفرة إلى كسر شيء كبير.

انهارت العملة المستقرة “تيرا يو إس دي”، وهي عملة مشفرة تهدف إلى الاحتفاظ بقيمة ثابتة قدرها دولار واحد، مع عملة أخرى هي “لونا” بين عشية وضحاها، واختفى ما قيمته 40 مليار دولار من قيم العملتين المشفرتين.

وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن صندوق التحوط في شركة “ثري أروز كابيتال” الذي يركز على العملات المشفرة يدرس الخيارات الإستراتيجية، بما في ذلك بيع الأصول أو قبول الإنقاذ من قبل شركة أخرى، بعد أن تكبد خسائر فادحة.

http://لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version