لم ينته الليبيون بعد من دفن جثث ضحايا سيول درنة رغم مرور أسبوعين على الكارثة حتى جاءت تحذيرات جديدة أثقلت قلوبهم مجدداً.
فقد توجه جهاز طب الطوارئ والدعم في ليبيا بتحذيرات لسكان جنوب غرب البلاد من تشكل السيول نتيجة الأمطار الغزيرة المتوقعة خلال الأيام القادمة.
وقال الجهاز في بيان، إنه من المتوقع أن تشهد المنطقة الجنوبية هطول أمطار غزيرة في الأيام المقبلة، في ضوء التنبؤات الجوية الحالية.
إقرأ أيضا: اليونيسف تعلن نزوح 16 ألف طفل بسبب إعصار “دانيال”
كما أوضح أن هذه الأمطار الغزيرة قد تتسبب في تشكل سيول وارتفاع منسوب المياه نظرا لوجود مناطق منخفضة في المنطقة.
مخاوف من مأساة مشابهة ل”درنة”
أتى هذا الإعلان بالتزامن مع مخاوف أعرب عنها سكان محليون يعيشون قرب سدود متهالكة في ليبيا، من تكرار المأساة بسبب عدم الصيانة.
وأكد السكان احتمال تعرض سد وادي كعام الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 33 مليون متر مكعب من المياه، للانهيار في حالة امتلائه.
ولفتوا إلى أن ذلك قد يؤدي في نهاية المطاف إلى سيل جارف على غرار ما جرى في درنة جراء الإعصار “دانيال”.
كما بينوا أنهم يخشون امتلاء السد مجددا وتكرار ما حدث، لأن هطول الأمطار غزيرة سيؤدي إلى طوفان سيغطي زليتن ووادي كعام والخمس.
إقرأ أيضا: بعد دمارها بفعل عاصفة “دانيال”.. كارثة أخرى بانتظار درنة الليبية
وقالوا إن تلك السدود لم تخضع لعمليات صيانة منذ أكثر من 10 سنوات.
كارثة إنسانية
وتسببت السيول القوية التي ضربت المدينة قبل أكثر من أسبوعين بمقتل آلاف الناس.
إضافة إلى تدمير البنية التحتية وتهالك المرافق المخصصة لنقل المياه وتنقيتها.
إضافة إلى شبكات الصرف الصحي ومحطات التحلية.
فيما لا تزال فرق الإنقاذ تواصل جهودها في انتشال الجثث والبحث عن المفقودين.
بينما تواجه السلطات المحلية صعوبات في التعامل مع الجثث بعد تحلّلها وتعفنها وتزايد الروائح المنبعثة منها.
إقرأ أيضا: ليبيا: فقدان عناصر من الجيش بسبب العاصفة “دانيال”.. وسوسة مدينة منكوبة
وألقت السلطات الليبية القبض على عدد من المسؤولين، من بينهم رئيس بلدية درنة.
كما وجهت إليه اتهامات تتعلق بالتقصير الذي تسبب في الكارثة الإنسانية التي شهدتها المدينة بانهيار سديها.