Site icon هاشتاغ

تراجع استهلاك المنظفات بعد زيادة الإقبال على إنتاج “الدوكما” وليس لقلة النظافة

المنظفات

هاشتاغ_باسم المحمد

انخفض استهلاك الأسواق المحلية من مادة المنظفات والصابون من 200 ألف طن قبل الحرب، إلى 80 ألف طن فقط، حيث انخفض وسطي استهلاك الفرد السنوي من 8 إلى 6.5 كغ، وهي الحصة الأقل عربياً وعالمياً، حيث يصل استهلاك الفرد العربي 8.5 كغ، بينما الفرد الأوربي 21 كغ، أما المواطن الأمريكي فيستهلك 28 كغ.
وعما إذا كان هذا التراجع يعود لعدم الاهتمام بالنظافة العامة، أو لتناقص عدد السكان؟ قال رئيس لجنة المنظفات والصابون في غرفة صناعة دمشق وريفها محمود المفتي وأمين سر القطاع الكيميائي في تصريح لـ”هاشتاغ” إن معدل الاستهلاك المحلي انخفض على المنتجات التي تتمتع بالمواصفات القياسية، واتجه نحو ما تنتجه الورش والمنشآت متناهية الصغر، لأنه أقل سعراً.
وبين المفتي أن أسواق المنظفات تعيش حالة من الفوضى، وتنتشر منتجات “Bulk” دوكما مغفلة من البيانات. وقال المفتي إن الكثير من الوفود تأتي إليهم من شركات عالمية, لتعرف سر رواج منتجاتهم، وصعوبة منافستها في الأسواق المحلية.
وقال المفتي إن الإنتاج من المنظفات والصابون كان قبل الأزمة يقارب ٤٠٠ ألف طن، وكان يصدر منها ٢٠٠ ألف طن وتستهلك منها الأسواق المحلية النصف الآخر ، وكانت شركة “سار” التابعة لوزارة الصناعة تنتج لوحدها ٢٠ ألف طن، أما حاليا فيصل إجمالي الإنتاج ١٠٠ ألف طن بالحد الأقصى، يستهلك منها ٨٠ ألف طن ويتم تصدر الباقي .. وقال المفتي إن قيمة الصادرات من المنظفات تصل إلى ٢٤ مليون دولار بعد أن كانت قبل الأزمة تقارب ٣٠٠ مليون دولار .
وبين أنه مازال للمنتجات السورية أسواقاً خارجية، بسبب سمعتها الجيدة في الدول المجاورة، رغم التراجع في كمية الصادرات لصالح المنتجات الإيرانية والتركية في أسواق العراق مثلاً، وذلك بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج الكبير، وعدم تطوير المواصفة القياسية السورية حسب المفتي.
وأشار إلى أن غرفة الصناعة وجهت كتاباً إلى وزارة الصناعة لتعديل المواصفات القياسية السورية للمنظفات الخاصة بمسحوق الغسالات الآلية رقم (٢٧٢ لعام ٢٠١١) أسوة بدول الجوار، بسبب التطور العلمي وظهور مواد أكثر فاعلية وتوفيرا للطاقة على المستهلك، وتوفر المواد الأولية الداخلة في صناعة المنظفات. أضاف أن هنالك مواصفات عالمية أكثر تطور حاليا تركز على أداء المنظفات وليس على كميات موادها الأولية، بما يضمن شروط فنية تحقق الأداء والتوفير.
وعن الحل لانتشار المنظفات مجهولة المواصفات في أسواقنا بين المفتي أننا بحاجة إلى تعديل المواصفات القياسية، وإعادة تصنيف المنظفات بشكل يسمح بتسويق منظفات بعدة مستويات من الجودة، لكل سعرها، وهذا يضمن أن تبقى تحت الرقابة.
ولفت المفتي إلى الصعوبات التي تعاني منها صناعة المنظفات لا سيما بعد قانون قيصر وجائحة كورونا والأزمة الحالية في أوكرانيا حيث أصبح هنالك إحجام من قبل الموردين عن إرسال المواد الأولية الكيميائية إلى الموانئ، وهذا يضطرهم إلى توجيهها الى موانئ دول الجوار وهذا يزيد التكاليف، إضافة لارتفاع تكاليف الإنتاج والشحن والتأمين وغيرها بعد الأزمة الأوكرانية حيث ارتفع تكاليف استيراد المواد الأولية إلى ٨٠-٩٠%، فمادة” PET” الداخلة في صناعة العبوات البلاستيكية ارتفعت تكلفتها في الأسواق المحلية من ٧٠٠ دولار للطن إلى ٢٢٠٠ .دولار.
أخيراً في محاولة تفسير الفوارق بين وسطي استهلاك المنظفات السوري والعربي والذي ينخفض بشكل هائل مقارنة بالأوروبي والأمريكي، فيمكن رده إلى عدة عوامل أهمها أن كمية المنظفات التي تستخدمها الأسر متقاربة إلى حد كبير لكن الذي يختلف هو وسطي عدد أفراد الأسر في سورية وبقية الدول العربية (متوسط الأسرة ٥ أفراد) مقارنة بالأسرة الأوربية أو الأمريكية.
إضافة إلى أن المنظفات المستهلكة من قبل البلديات على نظافة الشوارع والمرافق العامة تدخل أيضا في حساب حصة الفرد من المنظفات، ولا نحتاج لخبراء لتقييم الفروق المريعة بين المرافق الغربية ونظيرتها العربية!!
Exit mobile version