Site icon هاشتاغ

تسعيرة القطن ترضي الحكومة وتصيب الفلاحين بالخيبة والنتيجة.. عزوف عن زراعة “الذهب الأبيض”

القطن

تسعيرة القطن ترضي الحكومة وتصيب الفلاحين بالخيبة

هاشتاغ _ نور قاسم

أصدرت رئاسة مجلس الوزراء منذ حوالي الأسبوع قراراً بتحديد سعر شراء الكيلو غرام الواحد من محصول القطن المحبوب من الفلاحين لموسم عام 2023 بمبلغ قدره عشرة آلاف ليرة سورية (واصلا إلى أرض المحالج ومراكز استلام المؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان).

واعتبرت الحكومة أن هذا السعر يحقق الاستقرار لزراعة القطن ويشجع الفلاحين على زراعته “من خلال العائد المجزي الذي يتوافق مع دعم المحاصيل الاستراتيجية“.

ولكن للفلاحين رأي مغاير، حيث يقولون إن السعر غير مناسب، وبعضهم عزف عن زراعة القطن متوجهاً نحو زراعة الشعير واعتبروا أنه “أكثر جدوى”.

خسارات..

الفلاح ناصر الأحمد قال لـ”هاشتاغ” إن هذه التسعيرة قليلة جداً وخاسرة للفلاحين، لأن إرواء خمسة دونمات من القطن يكلف مليون ليرة فيما عدا التكاليف الأُخرى ، مبيناً أن تسعيرة القمح الأخيرة أدت بهم إلى الخسارة، ناهيك عن الخسارات في محاصيل الشوندر السكري، الأمر الذي أدى إلى تفكير معظم الفلاحين للعزوف عن زراعة القطن بحسب قوله.

الفلاح (أبو قدري) من محافظة الرقة بيّن لـ”هاشتاغ” أن الدونم الواحد يحتاج إلى حوالي مليون وأربعمائة ألف ليرة تكاليف سماد وبذار وفلاحة وجمعه ونقله، وقال إن تسعيرة مليون ومئة ألف ليرة غير مناسبة وتكسر الفلاح.

انخفاض الإنتاج..

وانخفض إنتاج القطن في سوريا بشكل كبير بسبب الحرب أولاً، ولاحقاً بسبب الآفات الحشرية من الديدان وتقلبات الجو وخاصةً بعد عام 2018، وحتى محافظة الحسكة التي يبيع الفلاحون نتاجهم فيها لـ”قسد” تأثرت بالحشرات التي تقاوم المبيدات الحشرية.

ومن محافظة الحسكة بيّن المهندس الزراعي أمجد الحمد لـ”هاشتاغ” أن إنتاج القطن انخفض بشكل كبير في المحافظة، فبعد موسم 2018 أنتج الدونم الواحد خمسين كيلو فقط مما أدى لخسارات فادحة للفلاحين، بسبب الآفات التي قضت على الإنتاج، مرجحاً مقاومة الديدان الحرشفية للمبيدات وظهور سلالات جديدة من الديدان نتيجة الرش العشوائي للمبيد من قِبل الفلاحين.

تسعيرة “قسد” غير منصفة أيضاً..

ولفت الحمد إلى أن التسعيرة التي وضعتها “قسد” غير كافية أيضاً والتي تقدر بـ 14 ألف ليرة للكيلو غرام، لأن الدونم الواحد يكلف ما يعادل استهلاك برميل من المحروقات، وثمنه مليون ليرة في السوق الحرة والمزارعين غالباً ما يضطرون لشراء الديزل من السوق السوداء ، مشيراً إلى أن الإنتاج الوسطي للدونم الواحد 250 كيلو غرام يكلف ما يعادل ثلاثة ملايين ونصف المليون ليرة ما بين محروقات وعمالة وحراثة وسماد وغيرها من المستلزمات.

وأشار الحمد إلى أن الكثير من الفلاحين في الحسكة أحجموا عن زراعة مساحة مئة دونم من القطن التي كانوا يزرعونها بشكل وسطي سابقا، مكتفين بعشرين دونم فقط مما سيؤثر سلباً على المساحات المزروعة، في حين يوجد بعض المزارعين المقتدرين مادياً ويستطيعون إنتاج كميات كبيرة ، غير أن معظم الفلاحين في الحسكة متعبون مادياً ومديونين ولا يستخدمون السماد أو البذار الجيد.

تسعيرة مناسبة!..

مدير زراعة محافظة الرقة محمد الخذلي قال لـ”هاشتاغ” إن السعر الذي حددته الحكومة مناسب بالنسبة للفلاح مقارنةً مع تكاليف الإنتاج.

وأشار “الخذلي” إلى أن المساحة المزروعة بمحصول القطن في المحافظة يقدر ب523 هكتاراً، وإنتاج الدونم الواحد ما بين 200 إلى 220 كيلو غرام.

غياب الإرشاد الزراعي..

مدير زراعة الرقة، المهندس محمد الخذلي قال لـ”هاشتاغ” إنهم في المحافظة يعملون على إرشاد الفلاح للزراعة، ولاسيما محصول القطن الذي لا يحتاج لأكثر من خمسة ريّات في المحافظة، ولكن بعض الفلاحين بسبب الأسلوب الخاطئ المتبع من البدء يروون ما بين 15 إلى 20 رية مما ينجم عنها خسائر مادية كبيرة للفلاح.

قبل الحرب..

ويعرف القطن بـ”الذهب الأبيض”، وكانت سوريا قبل الحرب عام 2011 تحتل المرتبة الثانية عالمياً في سوق المنتجات النسيجية القطنية العضوية.

وشكّل إنتاج سوريا من القطن في عام 2010، /8.3/ بالمئة من الإنتاج العالمي، فيما استأثرت الهند بالمرتبة الأولى، وكانت ضمن المواد المصدرة التي تضيف مورداً جيداً للدولة السورية آنذاك بعد النفط، في حين أن القطن المحلوج والخيوط القطنية أصبحت الآن من ضمن المواد المستوردة.

http://لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version