Site icon هاشتاغ

تفاعل وجدل حول “هجرة الصناعيين السوريين إلى مصر”: حملة منسقة لكبار الصناعيين.. ومواطنون يردون: بدنا أبر بنج أثقل وااغالي”

تتفاعل قضية هجرة الصناعيين السوريين إلى مصر منذ إعلان الصناعي الحلبي مجد ششمان أن الصناعيين فقدوا الأمل بحل مشاكلهم وبدأوا يفكرون بالمغادرة.

كاشفاً عن أرقام صادمة لعدد الصناعيين السوريين المغادرين من سورية إلى مصر والذي قدر بـ47 ألف صناعي خلال أسبوعين فقط.ششمان ما لبث أن تراجع عن قوله، معتبراً أن تصريحاته تم تأويلها بشكل غير صحيح، وأنه لم يذكر أرقاماً عن هجرة الصناعيين.
وأضاف أنه “تم ذكر بعض الأرقام للمغادرين للوطن لأسباب متعددة وهي أرقام أوردتها بعض المصادر والمراكز، وربما تكون أرقام مبالغ بها، وإن ذكر هذه الأرقام جاء من قبيل تحفيز كافة الجهات الرسمية والاقتصادية والاهلية والاجتماعية للعمل وبذل كل الجهود لإيقاف نزيف الكفاءات والاجيال الشابة”، حسب قوله.

بعد هذا “التصحيح” على لسان ششمان، توالت تصريحات رجال الأعمال في دمشق وحلب، وجاءت جميعها في نفس السياق وعلى ذات الموجة، معتبرةً أن ثمة تهويل في الأرقام المعلنة عن عدد الصناعيين المهاجرين إلى مصر، ومستهجنةً قرار أي صناعي بالهجرة، ومؤكدةً على ضرورة الصمود في الوطن والعمل فيه.

وسيم قطان: “الوطن مثل الأم”
أول من تلقف موضوع هجرة الصناعيين كان رجل الأعمال وسيم القطان الذي كتب منشوراً عن حب الوطن وضرورة التضحية لأجله في كل الظروف.
حيث جاء في منشوره “لم نكن يوماً في وارد الوقوف أو حتى التصفح العابر لما يكتبه بعضهم أو ينقله عنه آخرون من صراخ وضجيج وهم يعلنون عزمهم على الهجرة..بصيغة تهديد ووعيد ..كمن يهدد ويتوعد أمه بالهجران هربا من وعكة صحية المت بها”.
مضيفاً: “أما وأن الظاهرة اتخذت بعدا يبدو وكأنه لم يعد بريئا – حتى ولو ادعى بعضهم البراءة- فقد بات لابد من قول ” جوزين كلام” لتصويب ما افتعله التصعيد الكلامي من تشويش كاد يشتت بوصلة الانتماء التي دفعت هذه البلاد دما زكيا وأرواحا طاهرة للحفاظ عليها.”
وتابع القطان: “لا ..الوقائع بواقعيتها ليست كما يردح الرادحون والرداحون..ففي هذه البلاد مايغري بالبقاء حتى لذوي النزعات النفعية الذين لايقيمون اعتبارا للجانب المعنوي الوجداني في علاقتهم مع وطنهم ..فنحن في سورية بلد التنوع الاقتصادي و موطن مقومات التنمية لمن امتلك فكرا استثماريا خلاقا .. وهنا الميدان الرحب لكل رجل أعمال يعرف كيف يمزج تلك الخلطة النبيلة بين ” الانتماء والنماء” . على حد قوله.

ودعا القطان إلى عدم التأفف من غبار الحرب أو التظاهر بالملل..”فهنا في هذا البلد صناعيون بقوا يحملون راية الصناعة ..وآخرون حزموا حقائبهم في الخارج وعادوا إلى بلدهم مع أول رصاصة أطلقت في هذه الحرب القذرة التي شنت عليها..وشكل الصناعي والتاجر معا أمثولة كفاح اقتصادي في تناغم عميق مع الملاحم التي سطرها أبطال الجيش العربي السوري في الدفاع عن أسوار هذا البلد” .

وقال رجل الأعمال “بقي صناعيون وطنيون ..وبقي تجار وطنيون مفعمون سمتهم الالتصاق بوطنهم في محنته..لم يتذمروا من تقييد وضغط قوائم المستوردات ..لأنهم أدركوا أنها من إملاءات الضرورة وأنها حالة آنية..فقنعوا بالموجود و الممكن، بل وأكثر من ذلك كانوا ومازالوا أصحاب مبادرات خيرية طيبة للتخفيف عن أهلهم وأخوتهم في الوطن “.

واعتبر القطان أنه “رغم الحرب والحصار والدمار ..هناك الكثير الكثير مما يمكن أن يفعله رجل الأعمال الحقيقي في سورية البلد الزاخر بالفرص من كل ألوان الطيف الاقتصادي صناعة وتجارة وزراعة ، بدلا من التلويح بالهجرة التي لا تعدو كونها هروب و انكفاء في زمن وظرف بدا فيه للهروب معنى آخر لا يليق بمن صنفوا أنفسهم في عداد رجال الأعمال..وللانكفاء دلالات بغيضة ليس أقلها مايدور في دائرة الوصمة”.

وختم “يحضرني القول المأثور ” لا يمكنك أن تحب البحر وأنت تقف على الشاطئ”.. فمن يعش في سورية لن يقوى على فراقها..فكيف بمن مولدهم سوري ومعدنهم كذلك.. وزمرة دمهم سورية…أما المتفرجون على الشاطئ فليبقوا حيث هم “.

سامر الدبس: “من يريد المغادرة سيأتي من يعوّض مكانه”
رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها سامر الدبس أدلى بدلوه هو الآخر، وكتب منشوراً في نفس المغزى، مشككاً بالأرقام الكبيرة حول عدد الصناعيين السوريين المهاجرين إلى مصر.

وجاء في منشور الدبس “صار الشغل الشاغل للجميع عنوان الهجرة إلى مصر بالنسبة للصناعيين على وسائل التواصل والغروبات، والحقيقة أن هذا الموضوع أخذ أبعادا مبالغ فيها وغير واقعية وأرقام خيالية من المهاجرين المزعومين”.

وأضاف الدبس ” سألت زملائي في غرفة الصناعة أن يسمّوا لي عشر أشخاص أغلقوا منشآتهم وهاجروا فلم يطرحوا اسماً واحداً ونحن نسمع بـ ٣٠ الف صناعي هاجروا”
وبحسب الدبس ” هذا الشيء يعكس أن هناك حملة ممنهجة من البعض وبالأخص ممن لديهم مشاكل مع الدولة أو قروض متعثرة كنوع من التهديد والوعيد أنه اذا لم تنفذ مطالبنا فسنذهب إلى مصر”.

وحذر رئيس غرفة الصناعي هؤلاء بالقول “أولاً؛ من يريد الذهاب سيأتي من يعوض مكانه كما حصل خلال ألأزمة، وثانياً؛ هذا ألأسلوب يسيء إلى الدولة والصناعيين، وخاصةً ونحن في وقت نواجه حصار وعقوبات أقتصادية وحرب على عملتنا الوطنية. و ثالثاً؛ لمن يستشهد بنجاحات الصناعيين في مصر نذكره بأن هؤلاء معظمهم موجودين في مصر منذ بداية الأزمة وقبل الأزمة”.
وتساءل رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها: “لماذا إثارة موضوع الهجرة في هذا الوقت؟؟ لا يسعني من وجهة نظر شخصية إلا أن أقول أن عنوان الهجرة الى مصر كلمة باطل يراد بها باطل.”

محمد أكرم الحلاق:”النبي هاجر بعد ما آذوه المشركين”!
وكرّت سبحة المنشورات الفيسبوكية، ليطل أمين سر غرفة صناعة دمشق وريفها محمد أكرم الحلاق عبر صفحته الشخصية، ويكتب بالعامية ” الهجرة لمصر.. طيب ليش مصر مو الأردن ومنشان شو.. ما ضل حدا ما طبّل وزمّر للهجرة لمصر وهدد يا ..يا منهاجر لمصر.. كرّهونا عيشتنا”.
وأضاف “صحيح في مشاكل ببعض القرارات و عم نتواصل مع المعنيين وهنن متفهمين لمعظم الأمور وعنا مشاكل بالكهرباء والمحروقات وفي صعوبات بالاستيراد والتصدير..بس نترك بلدنا ..لأ.. لا ديننا ولا أعرافنا ولا تربيتنا بتخلينا نهاجر”.

وضرب الحلاق مثالاً عندما قال “النبي صلى الله عليه وسلم ما هاجر للمدينة إلا بعد ما آذوه المشركين وطردوه من مكة وهي هجرة واجبة شرعاً.. ما هاجر سيد الخلق صلى الله عليه وسلم لأنه تضايق من قطع الكهرباء وقلة المازوت…”

وأردف أمين سر غرفة صناعة دمشق مبشراً “الأزمة إلى زوال، وهذا أملنا وقناعتنا بالله عز وجل، وبقاء الحال من المحال.. لننظر إلى مستقبل أولادنا.. لأنو أهل الأمثال ما خلوا شي ما قالوه: البلد يلي مو بلدك لا إلك ولا لولدك..ويلي خيروا وخير أجداده وآباؤه إجا من هالبلد بيضل فيها أحسن له.”
وختم الحلاق منشوره بـ”عصبية”: افهموها بقا… مو صعبة!”

فارس الشهابي: تهويل وكبير واستغلال مشبوه.. ولكن!
وختم رئيس غرف الصناعة السورية فارس الشهابي قائمة المعلقين على الموضوع، ولكن هذه المرة عبر منبر صحيفة “الوطن” .
الشهابي أكد من جابنه، أن هناك “تهويلاً كبيراً في أرقام هجرة الصناعيين واستغلالاً سيئاً ومشبوهاً لما يجري”.
وأوضح الشهابي أن “اتحاد غرف الصناعة السورية يؤكد وجود تهويل كبير في أرقام الهجرة وعدم دقة ما أعلن عنها، وهناك من يتحدث بها عن دوافع عاطفية وهناك من يستغلها لأسباب مشبوهة لتحريض الشارع الذي يعاني معيشياً وخدمياً”.

وأردف بقوله: “لكن هذا لا ينفي أننا أمام مشكلة حقيقية وكارثية قادمة إذا لم نتدارك الأمر بسرعة، فاليوم الصناعي السوري يشعر بالضغط الكبير عليه من عدة عوامل ومسببات متراكمة ومتزامنة، وهو إن فكر بالهجرة أو بدأ باستكشاف آفاقها لا يريد أن يغادر البلد التي صمد به كل هذا الوقت. وعلينا بدلاً من التشكيك بالأرقام أن نعمل جاهدين مع الشريك الحكومي كفريق واحد في تذليل الصعاب وإزالة العراقيل وفي تطبيق مع ما تم إقراره من مقررات وتوصيات في المؤتمر الصناعي الأخير في حلب عام ٢٠١٨، فسورية رغم كل شيء تبقى أفضل مكان للاستثمار الصناعي وهمنا الأكبر هو إعادة من غادر مرغماً إلى الخارج” على حد قول الشهابي.

إعلان عن توافر “بوستات” جاهزة “بطعم التفاؤل والكاري”
السوريون على مواقع التواصل الاجتماعي، أدلوا بدلوهم أيضاً في قضية الهجرة، وجاءت معظم التعليقات ساخرةً من تزامن منشورات كبار الصناعيين مع بعضها وفي توقيت محدد، ما يؤشر بحسب المعلقين أنها جاءت بتوجيهات، حيث كتب الصحفي فهد كنجو منشوراً ساخراً في صفحته على “فيسبوك” قال فيه:
“السادة (تجار وصناعيين).. اللي لسه ما نشر بوست حول موضوع “هجرة رؤوس الاموال والشباب والكفاءات” يسرنا أن نعلمكم بأنه يتوفر لدينا ست بوستات مكرجين من السنة الماضية بشحمن..عداد صفر غير منشورين (4 تفاؤل بطعم الجرجير و2 تشاؤم مع بهارات الكاري)..
للطلب والاستعلام يمكنكم زيارة قسم خدمة الزبائن في التعليقات وحجز البوست الذي يناسبكم.. اسعارنا مغرية والكمية محدودة ”
وختم كنجو منشوره بعبارة ” عيب استحوا”.

هجوم فيسبوكي مضاد : “كأني شايفك وزير”
أما تعليقات المواطنين على منشورات الصناعيين، فلم تخلو من السخرية والتندر، وجاءت بمعظمها لتشكك بما كتبه هؤلاء الصناعيون، واتهاماً لهم بـ”تمسيح الجوج” والنفاق.
حيث كتب محمود رداً على منشور أمين سر غرفة صناعة دمشق محمد أكرم الحلاق : أسف حطيتلك اضحكني.. بس الشعب ما بقا بيتأثر بأبر البنج.. بدنا عيار أتقل واااغالي”.
فيما علق ياسر ” خطاب رنان بمضمون فارغ ما بطعمي خبز ولا بعبي بنزين ولا مازوت ولا بجيب الكهربا والمي والسكر والرز . . .”
من جهته، سأل فراس أبو داوود، رئيس غرفة صناعة دمشق: ” ممكن تحكيلنا عن الحد الأدنى للأجور بمصانعكم؟”.
وعلقت سوسن على منشور الدبس أيضاً متسائلة ” طالما قلبك ع البلد ليش ما وقفت مع صناعيين القابون وقفة رجل يارجل.. هي القابون حتهدوها شو الحل برأيك.. يضلوا الصناعيين ببيوتن يستنوا المدينه المائية اللي حتساووها بدال معاملهن؟”.
أما محمد شيخ أمين فعلق على منشور رجل الأعمال وسيم القطان بالقول ” يا رجل الأعمال.. من بديهيات علم الاقتصاد أن رأس المال جبان و يسعى للبيئة الامنة.. والسوق يحكمه العرض والطلب وليست المشاعر.. الصناعي يبحث عن المرونة بالقوانين و حرية التصدير و توفر المواد الاولية و حوامل الطاقة واستقرار أسعار الصرف و القوة الشرائية للمواطن.. أين نحن من كل هذا؟”.
ورد محمد أبو درة على منشور القطان بالقول ” كأني شايفك وزير بشي تشكيل وزاري قريب”
فيما كتب عزام يحيى رداً قاسياً على منشور القطان قال فيه ” من شان الله.. من شان الملائكة.. من شان الشياطين .. بلاها هالمنشورات من فلاسفة الحرب يلي توسعت أعمالهن وتضخمت أرباحهن وأخدوا مشاريع ولمعوا بالأزمه ومن ورا الأزمه .. أصلا بالنسبه لتجار بلدنا مافيهن يهاجروا ولا يطلعوا لأي بلد لأن هون بيئة الفساد يلي سامحتلن يشتغلوا على كيفن ويتهربوا على كيفن ويسعروا على كيفن ويتفلسفوا على كيفن.. مو موجوده بأي بلد آخر.. وفوقها طارقين البلد منيه بالمبادرات الخيريه .. يا عيب الشوم وفوقها توزبع شهادات بالانتماء والوطنيه”.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version