Site icon هاشتاغ

توحيد الأسئلة الامتحانية لطلاب الإبتدائي.. ما أفسده التلقين لا يصلحه التجريب

الامتحانات

توحيد الأسئلة الامتحانية لطلاب الإبتدائي

هاشتاغ – نور قاسم

بعد تجربة وزارة التربية الأخيرة في توحيد للأسئلة الامتحانية للمرحلة الابتدائية وما حدث من أخذ و رد إثر هذه التجربة، يتساءل العديد من أهالي التلاميذ السوريون عن الهدف من هذه التجربة، وإن كان سيعاد تكرارها هذا العام أو هل يمكن أن تشمل المرحلة الإعدادية فيما بعد ؟

لا تحديد

مديرة الإشراف التربوي في وزارة التربية إيناس مية أكدت في تصريح لـ”هاشتاغ” أن التجربة ستعاد ولكن دون تحديد فيما لو ستتكرر في الفصل القادم أو السنة المقبلة، وأنه في حال اتخاذ القرار بتوحيد الأسئلة للمرحلة الابتدائية فسيتم إخبار المدارس قبل حوالي شهرين إلى ثلاثة أشهر، كما في الفصل الماضي بحيث عُمم على كافة المدارس خطة الوزارة التي يجب الالتزام بها أثناء إعطاء الدروس بهدف توحيد الأسئلة منذ 12/10/2022 .

وأشارت ميه إلى أن الهدف من توحيد الأسىئلة هو قياس المخرجات التعليمية للمناهج في كافة المحافظات، وأن الوزارة حريصة على تحقيق الهدف الرابع من التنمية المستدامة، واكتساب المتعلمين الحد الأدنى من التعلم في الرياضيات و اللغة العربية “القراءة” إضافةً إلى تهيئة الطالب مستقبلاً للدخول إلى فرَص العمل.

مآخذ سلبية

مدرّسة مادة اللغة الانكليزية ربا الأحمد قالت لـ”هاشتاغ” إن فكرة توحيد الأسئلة جميلة لأن التقييم للمدرّس قبل الطلاب، وخاصةً أنه في الصفوف الانتقالية يعطي بعض المعلمين الدروس كيفما اتفق، ناهيك عن حذف الكثير من الدروس باعتباره المسؤول عن وضع الأسئلة بطريقة تتناسَب مع ما درّسه للطلاب .

وأشارت الأحمد إلى جملة من المآخذ السلبية على هذه التجربة ومنها أن الوزارة لم تُرسل النماذج حول آلية وضع الأسئلة للمدارس لتدريب الطلاب عليها قبل الامتحان الفعلي، ففي الصفوف الانتقالية كل أستاذ درَّب طلابه بطريقة مختلفة عن الآخر، ولذلك صُدِم الأهالي والطلاب والأساتذة بالنموذج الذي حضّرته الوزارة، و عدَّت أن النموذج كان لسنٍّ أكبر من المرحلة الابتدائية ويحتاج إلى تفكير عميق لإيجاد الحل، مستغربةً تحديد تسعين دقيقة كتوقيت للحل، علماً أن الطلاب في الصف الأول والثاني لا يمكن إلزامهم بالجلوس والتركيز لمدة عشرين دقيقة متواصلة فكيف سيلتزمون بالتسعين دقيقة ؟!

ولفتت الأحمد إلى أن هذه أبرز المآخذ على هذه التجربة، وفيما لو تم تفاديها فستكون ناجحة بشكل أكبر .

بإشراف اختصاصيين

مديرة الإشراف التربوي إيناس مية كان لها رأي آخر تماماً، إذ قالت لـ”هاشتاغ” إن الأسئلة وضعها اختصاصيون في كل من الوزارة ومديرية تطوير المناهج ويمكن أن يُجيب عليها التلاميذ خلال ثلاثين دقيقة .

وأشارت ميه إلى أنه لم يأتِ أي سؤال من خارج الكتب المدرسية كما أُشيع، في حين أن الذي حصل تغيير بصيغة بعض الأسئلة لمعرفة مدى قدرة الطالب على فهم السؤال المطروح وقياس مهاراتهم.

وعدَّت مية أن هذه الفكرة كان لها صدى إيجابي من قِبَل جميع أولياء الأمور والطلاب على حد سواء .

لا علم للوزارة بالتسريب

ومن الجدير ذكره أن مواقع التواصل الاجتماعي أشارت إلى حدوث تسريب في أسئلة الصف الثاني والسادس في مادة الرياضيات وتغيير الأسئلة دون أن تعلق الوزارة على هذا الأمر.

ولكن المفاجئ في الأمر أن مية لفتت إلى أنه لم يصل إلى الوزارة أي كتاب رسمي بخصوص التسريب نافيةً حدوث أي تغيير في الأسئلة حينها، ولكن ما حصل أن الوزارة ترسل ثلاثة نماذج إلى مديريات التربية، وقبل الامتحان بقليل تطلب من المديرية طباعة إحدى هذه النماذج .

وبالنسبة لكتابة الأسئلة على اللوح بدلاً من تسليم أوراق الأسئلة مطبوعة للطلاب قالت مية إن هذا عائد لكل مدرسة حسب إمكانياتها وأن غالب المدارس صورت الأسئلة للطلاب، وأما الذين اضطروا للكتابة على اللوح فطلاب هذه المدارس معتادون على هذه الطريقة وتالياً لم يتغير عليهم أي شيئ .

تلقين الإجابات

مدرِّسة مادة الرياضيات الثلاثينية بدمشق أسماء فاخوري قالت لـ”هاشتاغ ” إن الطلاب لم يفهموا معظم الأسئلة وأصيبوا بحالة من الارتباك والإحباط أثناء الامتحان، ولم يتمكنوا من التوصل إلى الحلول، الأمر الذي اضطر إحدى المدرسات حسب فاخوري للتجول فيما بين التلاميذ وتلقينهم الإجابات، والمحصلة كانت أن الطلاب لم يستفيدوا من تعبهم في الدراسة وحتى المدرِّسة لم تستفيد شيئاً لأن تعبها طيلة الفصل الدراسي ذهب سدىً بسبب الأسئلة التي كانت فوق قدرة الطلاب على استيعابها، حسب قولها.

في حين أن مديرة الإشراف التربوي إيناس مية اعتبرت أن هذه الظاهرة دليل على نقطة ضعف للمعلمة بما أن جميع طلابها لم يفهموا صيغة الأسئلة، وتالياً فهذه التجربة هي بمثابة الفرصة لها ولغيرها من المعلمين لمعرفة الخلل في تدريسهم وتطوير طريقة تعليمهم في الفصول الدراسية القادمة .

انخفاض جودة التعليم

تشير فاخوري إلى نقطة أُخرى أيضاً، وهي أن جودة التعليم في سوريا لم تعد كالسابق، وأنه كان من الأجدر على الوزارة البحث عن الأسباب في انخفاض جودة التعليم لإيجاد الحلول الجذرية لها بدلاً من هذه الأفكار التي لا فائدة تُرجى منها .

وتوافق مية هذا الرأي مع فاخوري بأن جودة التعليم لم تعد كما كان قبل عشرة سنوات، ليشهد شاهد من أهله، مبررةً الوصول إلى هذه المرحلة من التراجع في القطاع التعليمي السوري إلى الحرب التي تعاني منها البلاد منذ أكثر من عشرة سنوات ، والتي أدت إلى فقدان المكتسبات و الكوادر والخسائر في المدارس، ما أثر على جودة التعليم، وقالت إنه من هذا المنطلق تحاول الوزارة ترميم الفاقد التعليمي عند الطلاب من خلال هذه التجربة بإلزام جميع المدرّسين الالتزام بالخطة التي وضعتها الوزارة لتدريس للمنهاج الدراسي.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
Exit mobile version