Site icon هاشتاغ

تُروِّج له سيدات مجتمع.. ويحتمي به مسؤولون.. “Air doctor” الأمان الزائف وصل سوريا؟!

هاشتاغ سوريا _ كاترين الطاس

في ظل جائحة “كورونا” التي سيطرت على العالم، انتشر في بعض الدول منتج يسمى “Air doctor”، يمنح مرتديه، مسافة أمان عن الفيروس. كما يقول مروجوه.

على مواقع التواصل الاجتماعي، تنتشر الكثير من الصور لسياسيين وسيدات مجتمع وأشخاص عاديون وربما أفراد في الطاقم الطبي، من مختلف الجنسيات، يضعون على صدورهم بطاقة تأتي بحجم بطاقات التعريف الشخصي. وفي “غوغل” يكفي أن تكتب في محرك البحث “”Air doctor” لتطالعك مقالات عدة عن محتويات هذه البطاقة من مادة الكلورين داي أوكسيد، التي تستطيع قتل أكثر من 197 نوعا من الميكروبات، ومادة الكلورين التي تستخدم في التعقيم.

بدأت قصة”Air doctor” كما يظهر في إحدى نتائج البحث، حينما وجد عدد من الأشخاص طالباً من اليابان يرتدي كارت أصغر من حجم الموبايل برقبته، وحينما تم السؤال عنه وجد أن هذا الكارت يصدر غازات من ثاني أكسيد الكلور في محيط متر مربع واحد، تحيط بالشخص، وتعمل على قتل الفيروسات والبكتيريا التي تحيط به، وبالتالي تعمل على حمايته والوقاية من العدوى.

بصرف النظر عن مدى صحة هذه القصة، فإن التسويق لهذا المنتج في الكثير من الصيدليات، بدأ من منطلق أنه اختراع ياباني جديد، يقلل من فرص الإصابة بالعدوى الناتجة عن تلوث الهواء، ومن ثم تمادى المسوقون وقالوا إنه يحمي أيضاً من العدوى بـ”كورونا”.

دول عربية حظرته

على الرغم من أن حساب الشركة التي تروج لمنتج “Air doctor” على منصة “تويتر” يقول: إن هذا المنتج يباع في عدة دول مثل أميركا، والسويد، واليابان، وغيرها من الدول الأوربية ودول الشرق الأوسط، لكنه، يشير إلى أن المنتج غير مصرح له من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA). ومع ذلك لاقى انتشاراً ورواجاً في ظل إجراءات الوقاية ضد كورونا، وكثر اعتمدوه كبديل عن الكمامة.

ونتيجة تزايد استخدام وترويج المنتج “القادم من كوكب اليابان” على منصات التواصل الاجتماعي، سارع خبراء الصحة في عدد من الدول العربية إلى التشكيك في مدى فعاليته، بناء على تأكيد باحثين بأن ما روّج عن هذه البطاقة ما هو إلا “معلومات مضللة” تهدف إلى ربح المال فقط عبر إيهام الناس. وأعلنت دول كالسعودية والأردن وقطر والإمارات منع بيعه في جميع الصيدليات على اعتبار أن الادعاءات الطبية حوله غير دقيقة وغير مثبتة علمياً، وأكدت لمواطنيها عبر مواقع التواصل الاجتماعي -منبر الترويج للمنتج- أن المعلومات المقدمة عن تسجيل المنتج في بعض الهيئات الرقابة الدولية غير دقيق وأن المادة المستخدمة فيه مصرح بها للاستخدام في مجالات التعقيم فقط، وإلى الآن غير مصرح به من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA.
بل إن هيئة الغذاء والدواء السعودية حذرت في تغريدة على حسابها الرسمي على “تويتر” بأنها ستتخذ الإجراءات النظامية اللازمة حيال المنتج والشركة المسوقة والمعلنين. في حين دللت الإمارات على عدم فعاليته بنشر تغريدة تنقل ما أكده المركز الوطني لشؤون المستهلك في اليابان، بعدم وجود أدلة علمية تثبت فعاليته ودوره في الوقاية من الفيروسات ومنها “كورونا”. بدورها، نوهت المديرية العامة للصيدلة والرقابة الدوائية بوزارة الصحة الأردنية على حساباتها الرسمية بأن هذا المنتج غير معتمد لديها أو لدى أي من السلطات الرقابية الدوائية.

مجرد مزاعم

أما في لبنان، وهي من البلدان التي يشهد فيها هذا المنتج انتشاراً واسعاً مقارنة بباقي الدول العربية، لا سيما من قبل أفراد في الحكومة كنبيه بري وجبران باسيل (ظهرا في عدة مناسبات وهما يرتديان المنتج) فقد أكدت رئيسة قسم الأمراض الجرثومية في مستشفى الجامعة الأميركية ببيروت، الدكتورة سهى كنج، أن كل ما يُحكى عن أهمية هذا المنتج من الوقاية من الفيروسات والجراثيم والفطريات وحتى الحساسية ليست مثبتة علمياً وإنما مجرد مزاعم لم تؤكدها أي دراسة بحثية أو علمية.

وأوضحت الدكتورة كنج أن “مادة الكلورين التي تدخل في مكونات منتج “Air doctor” تستخدم في عملية التعقيم ونحن نعرفها منذ سنين طويلة، كما أن هذه المادة حائزة على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) لكن حتى الساعة لم تحصل هذه البطاقة على موافقة الـFDA، ومن المهم التمييز بين المادة والمنتج”، وأكدت أن “من يقوم بتسويق هذه البطاقة يُعوّل على أهمية الحديث عن موافقة الـFDA على مادة الكلورين لكسب المصداقية، في حين لم تُنشر أي دراسة علمية تشير إلى فعالية هذه البطاقة على قتل الجراثيم والحماية من الفيروسات”.

ممنوع ومستخدم!

أما في سوريا، فقد لوحظ مؤخراً انتشار هذا المنتج في صيدليات دمشق وبدأ الطلب يزداد عليه، بعد تسجيل عدد من الحالات في العاصمة دمشق، مع العلم أن أسعاره مرتفعة نسبياً وغير مضبوطة، على اعتبار أنه غير مرخص من وزارة الصحة، ويدخل إلى السوق المحلية تهريب وخاصة من لبنان. وهذا ما أكده عضو نقابة صيادلة دمشق خلدون علي، مؤكداً أن “سعر القطعة الواحدة منه 25 ألف إن كانت صناعة صينية، ومن 50 لـ75 ألف حسب البلد المصنّع”.

وأكد لـ”هاشتاغ سوريا” أن دراسة عالمية أجريت حول Air doctor أكدت أنه يشكل دائرة قطرها نصف متر حول الشخص الذي يرتديه ليحميه من الفيروس، ولا يسمح له بالاقتراب، لكنها لم تعتمد ضمن منظمة الصحة العالمية بعد كإجراء وقائي للحماية ضد “كورونا”.

ولدى سؤاله عن سبب منع السلطات الصحية السورية لهذا المنتج، ما دام المنتج برأيه يحمي الشخص لمسافة نصف متر من الفيروس بمنعه من الاقتراب، قال: “لقد تم منع ما هو أهم من Air doctor، كالاختبار الشخصي لفحص “كورونا”، والذي يظهر النتيجة خلال 3 دقائق، بينما قانونياً ممنوع أن تتدخل الحكومة بمنع هذا الاختبار فهو خيار شخصي وخاصة أننا في وضع جائحة عالمية”.

وبحسب كلامه ومعلوماته فإن منتج “Air doctor” الذي يمنع وزير الصحة والحكومة استيراده، يرتديه أفراد في الطاقم الحكومي، ولكن يمنعوه عن المواطن، وهي بذلك تكون قد منعت حق مكتسب وشرعي للمواطنين، في مرحلة الوباء التي نعيشها.

سيدات أعمال على الخط

“هاشتاغ سوريا” رصد عبر موقع “الفيسبوك” سيدات أعمال ومجتمع يقمن بترويج هذا المنتج عبر الصفحات والمجموعات الافتراضية، مؤكدين فعاليته، ودوره في الحماية من البكتيريا والفيروسات. والأهم وصفهن له بـ”المنتج الياباني” كتدليل على موثوقيته.

الجدير ذكره، أن وزارة الصحة سجلت حتى لحظة إعداد هذه المادة الصحفية، 2504 إصابة بفيروس كورونا، و100 حالة وفاة.

Exit mobile version