Site icon هاشتاغ

جرائم متنوعة تجتاح سورية و”البطل” واحد.. العقوبة تصل للإعدام لكن القضاء يؤخرها

هاشتاغ _ كاترين الطاس

اجتاحت سورية في الآونة الأخيرة، ظاهرة، ربما تكون جديدة بحجمها على المجتمع السوري، وهي استخدام “القنابل” لحل الخلافات الشخصية، فبات لا يمضى يوم دون أن تصرح وزارة الداخلية عن جريمة جديدة بطلتها “قنبلة”.
البلطجية
يقول المحامي محمد عبد الله في حديث خاص لـ”هاشتاغ”، إن هذه الجرائم المنتشرة مؤخرآ في الشارع السوري من امتلاك القنابل وتفجيرها، والتي ظهرت بصورة كبيرة ومتكررة، تعتبر من الجرائم التي خلفتها الحرب على سورية ويرجع سبب ظهورها إلى غياب الرقابة في المنزل وانتشار المخدرات والخلافات العائلية والعاطفية، بالإضافة إلى اقتداء الشباب بالبلطجية.
القضاء بطيء في التنفيذ !
وعن عقوبة هذه الجرائم، قال عبد الله، إن “القانون السوري أصدر عقوبة تصل إلى حد الإعدام في حال اقتران جريمة القتل بظروف مشددة، ولكن يؤخذ على القضاء السوري، البطء في إجراءات التقاضي، فلو كان هناك سرعة في التنفيذ، لوجد المجرم رادع قبل قيامه بتنفيذ الجريمة، ولكن بطء الإجراءات تبدي نوع من الإيحاء والتراخي للمجرم المستهتر والمقدم إلى الجريمة ليتصالح مع الطرف الآخر”.
الفقر والضغط النفسي
بدورها، أوضحت الباحثة الاجتماعية ومديرة “أكاديمية السلام ضد العنف ونشر السلام العالمي والوعي الثقافي في سورية” مجد آلوسي لموقع “هاشتاغ”، أن خبر استعمال القنابل اليدوية أصبح حدثاً أقرب إلى العادي بعد انتشاره في الفترة الأخيرة.
وأضافت آلوسي: أن “استخدام القنابل هو واحد من أخطر الجرائم التي يمكن أن ترتكب بحق البشرية وهو قتل متعمد مع وجود خيانة وقسوة، والأسباب تعود إلى الضغط النفسي الموجود بالأسر السورية وعدم التركيز الكامل عند الغضب وفقدان الوعي بشكل مباشر، وأسبابه أيضا تتعلق بالتربية والبيئة المحيطة وعدم وجود رادع أخلاقي وعدم التفكير بالنتائج وهذا الشيء يسبب تهديدا للسلامة العامة، بالإضافة إلى الشعور بالنقص لدى الفرد بوقتنا الحالي بسبب قلة الإمكانيات المادية والاجتماعية مما يؤثر سلباً، فيبدأ الشخص بالكبت والضغط لذلك يلجأ للتعبير بالعنف”.
وأشارت إلى أن “استخدام القنابل هو تطور رهيب وأمر خطير جداً يشير إلى انفلات العقل وغياب الوعي لدى من يمتلك السلاح والاستهتار بأرواح الناس واللامبالاة، لذلك يجب أن يكون حل جذري وسريع جداً لهذا الانفلات اللاأخلاقي من أجل السلامة العامة وسلامة الأرواح”.

طرق علاج الظاهرة.. ودور الإعلام

وعن طرق علاج هذه الظاهرة، بينت آلوسي أن “الإعلام لا يبث برامج توعية ضد العنف والآثار التي ممكن أن تسببها وجيل الشباب هو يمثل شريحة كبيرة وواسعة من المجتمع، وخاصة اليوتيوب الذي يعرض برامج وأفلام تولد العنف، لذلك يجب العمل على زيادة الوعي الديني الأخلاقي التربوي وتنظيم محاضرات وندوات توعية ضد العنف وتعزيز الدور الإعلامي في محاربة هذه الظاهرة وتسخير برامج وأعمال درامية تحمل التوعية، بالإضافة لإجراء بحوث لوضع الحلول وتعليم الأفراد حل المشكلات بالتفكير دوماً، والعلاج النفسي المستمر، وعدم استخدام أساليب العقاب منذ الصغر بالعنف هناك عدة وسائل مثل الحرمان”.
عدم تسليم السلاح عشوائياً
وشددت الباحثة على عدم تسليم السلاح والقنابل الا لأشخاص اتبعوا دورات كافية بالوعي الثقافي والفكري، وعدم الاستهتار بتسليم السلاح لأي شخص، إلا بعد التأكد من الصحة النفسية والعقلية له.
حوادث القنابل مؤخراً
الجدير ذكره، أن أبرز حوادث استخدام القنابل مؤخرا، كانت تلك التي حدثت أمام القصر العدلي في طرطوس، في 23 أيلول الماضي، حين قام رجل بنزع صمام أمان قنبلة وهدد شقيق زوجته المحامي، قبل أن تنفجر وتودي بحياة ثلاثة أشخاص، وجرح 13 آخرين.
وبعد 3 أيام، وفي منطقة العزيزية في حلب، أشهر أحد المطلوبين بجرم السلب بالعنف والسرقة قنبلة على دورية للشرطة، ونزع صمام أمانها، إلا أن الدورية، وحسب ما ذكرت وزارة الداخلية، تمكنت من السيطرة على الموقف وسحب القنبلة من يده، دون أن يسفر الحادث عن ضحايا.
وفي 28 أيلول أيضا، شهدت منطقة نهر عيشة في ريف دمشق، حادثة جديدة إذ قام شخص برمي قنبلة أمام منزل والد زوجته، ما أدى إلى وفاتها، وإصابة شقيقتها ووالدتها، إضافة إلى 7 أشخاص كانوا في المكان.
وفي 2 من تشرين الأول شهدت محافظة طرطوس حادثة أخرى، إذ أقدم أب على رمي قنبلتين “إثر خلافات عائلية” على منزله في قرية عين الجاش، في منطقة الدريكيش، الأولى ضمن غرفة النوم، والثانية خارج المنزل، ما أدى إلى إصابة ابنه (20 عاما) وابنته (18 عاما).
وفي اليوم ذاته، وفي اللاذقية، ترجل ثلاثة أشخاص كانوا يستقلون سيارة أجرة عامة، وأطلقوا الرصاص من بندقية حربية على المغدور رامي ديوب، في الشارع في حي الدعتور، ثم اختفوا، قبل أن يقبض عليهم الأمن الجنائي في المدينة، وذكرت وزارة الداخلية في حينه أن الجريمة كانت بسبب خلافات بين المغدور وقتلته.
لمتابعة المزيد من الأخبار انضموا إلى قناتنا على التلغرام https://t.me/hashtagsy 
Exit mobile version