Site icon هاشتاغ

حدث في حلب.. زوج يراضي زوجته بمرسيدس وحفل يقال إن تكلفته مليار ليرة؟

هاشتاغ – زينا صقر

تداولعدد من الصفحات السورية على فيسبوك، قبل أيام، مقطع فيديو وصوراً، تعرض حفلاً “غير عادي” ضمن أحد مطاعم مدينة حلب، نظمه زوج حلبي ليفاجئ به زوجته ويراضيها. حتى هنا الرواية تكاد تكون عادية، ولكن الملفت فيها هو حالة البذخ المتبعة، والتي تم عرضها على الملأ.. حتى أن بعض الصفحات أو التعليقات زعمت أن كلفة الاحتفال وصلت إلى ما يقارب المليار ليرة سورية.

الصور والفيديو عرضت لقطات بذخ وترف و”إسراف” أقل ما يقال عنها بأنها خارجة عن المشهد السوري العام، في وقت يعاني فيه السوريون، من ضائقة مادية وصعوبات في العيش، فالزوج ابن مدينة حلب، الذي لم تتضح هويته، قام بمراضاة زوجته “راما” في أهم مطاعم حلب، وفي احتفال تخلله أطايب المأكولات، وباقات مبالغ فيها من الزهور، والكثير من مظاهر الغنى الفاحش، إلا أن المفاجأة الكبرى كانت سيارة مرسيدس 2020 والتي أهداها الزوج لـ “راما” عربون أسف عن فعل قام به ” من الواضح بأنه شنيع جداً ليستحق تلك الهدية بمئات الملايين” كما يقول أحد النشطاء.

الصور ومقطع الفيديو أثارا –كما يبدو من التعليقات- حفيظة قسم من السوريين، الذي يعاني ما يعانيه من الحالة الاقتصادية السيئة، والذي أصبحت نسبة كبيرة منه تحلم بتأمين حاجياتها الضرورية بالحد الأدنى. فتساءل “حيان” في إحدى التعليقات: “ألا يمكن لكم أن تحسبوا حساب الفقراء في هذا البلد وتمارسوا بذخكم بصمت؟”.

أما “هيام”، التي استغربت هكذا فعل، وخصوصاً في هذه الظروف، التي يمر بها الشعب السوري، وعلقت قائلة :” إن كان يملك المال فالله هو مقسم الأرزاق، ولكن نحن كشعب يلهث وراء لقمة العيش ولا نحصل إلا على كفاف يومنا، ليس لنا ذنب أن نرى تلك المناظر ونتحسر على ما حرمنا منه بسبب ظروف سورية القاسية”.

أما “ياسين”، فكان له وجهة نظر مختلفة، معتبراً أن هذا التصرف حرية شخصية، وبأن الرجل لديه حرية التصرف بأمواله وبأسلوب حياته مع زوجته “ليس بالضرورة أن نشتم الرجل وزوجته لمجرد أننا لا نملك مبلغاً يخولنا التصرف مثله، يكفي أنهم سعداء بما يفعلون وهم أحرار بما رزقهم الله، وأتمنى أن أرزق مثله كي أسعد عائلتي أيضاً”.

هذا التفاوت الطبقي المستجد على المجتمع السوري، الذي من شأنه أن يخلّف ربما عقداً نفسية لدى البعض، وربما يبرر لدى البعض ظاهرة الجريمة، وتفشي مشاهد القتل والخطف والسرقة في ظل ضغوط اقتصادية واجتماعية يرزح تحتها السوريون، ما قد يكون دافعاً لازدياد الجرائم والتي ارتفع مؤشرها وفقاً لإحصائية موقع “نمبيو” الذي يضم أكبر قاعدة بيانات للجريمة في العالم.

وهنا يطرح أحد النشطاء سؤالاً: ألا تدعو الظروف القاسية التي نعانيها كشعب عانى حرباً وحصاراً اقتصادياً وفساداً طال لقمة عيشه، بأن نشعر ببعضنا أكثر ونتلاحم أكثر وأن نرحم أكثر، والأهم أن نراعي مشاعر المحرومين أكثر؟

ممكن أن يكون ما حدث في أحد مطاعم حلب أمس حدثٌ عابر للبعض بل ومثير للسخرية لدى البعض الآخر، ولكنه خلَف لدى العديد ممن شاهدوه، ربما حزن أو حقد أو ربما دافع لارتكاب حماقة ما..

أو كما كتب أحد أبناء مدينة حلب: “ماذا لو أن كل منا يحافظ على خصوصيته وبالمقابل يكون قد حافظ على ما تبقى من حسرة مخبأة داخل النسبة الأكبر من الشعب السوري؟”.

خلاصة القول، لسنا بصدد تقييم أفعال الآخرين أو انتقادهم، ولكننا أمام حالة “استفزت” الشارع الحلبي أولاً، الذي عانى ما عاناه من أهوال الحرب ودمارها، ودفع أثماناً باهظة من أعمال إرهابية طالت جميع مفاصل الحياة في حلب، وقد تحول الكثير من أغنياء تلك المدينة الى الفقر المدقع مع صعود طبقة أثرياء الحرب، وبعد ما تم من سرقة ونهب مصانع أو تدميرها. ربما أراد الناشطون الذين لم يعجبهم ما شاهدوه في هذه الفيديوهات والصور أن يوصلوا فكرة “عدم إظهار هذه السلوكيات الباذخة في هذا التوقيت، ربما يندرج تحت باب مراعاة الأعراف الاجتماعية السائدة واحترام ظروف الآخر

Exit mobile version