Site icon هاشتاغ

توافق لبناني على “الإنجاز الكبير”: لبنانيون يشبّهون ترسيم حدود لبنان البحرية بحرب تموز

هاشتاغ_ يوسف الصايغ (بيروت)

في خطوة لاقت إجماعا نادرا بين اللبنانيين، وعدّوها إنجازا كبيرا، تسلّم لبنان النسخة الرسمية النهائية المعدلة من الوسيط الأميركي للاتفاق في شأن الحدود البحرية الجنوبية، والتي تضمنت الموافقة على الملاحظات التي طالب بها لبنان.

وأعلن نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، أن لبنان و”إسرائيل” توصلا إلى حل يرضي الفريقين في موضوع ترسيم الحدود، مضيفا أن “لبنان سيحصل على كامل حقوقه من حقل قانا، فيما يمكن للإسرائيلي، على حد وصفه، أن يأخذ تعويضاته من شركة توتال”.

بين إنجاز الترسيم ومعركة نهر الوزاني..

وحول دلالات الاتفاق والإنجاز الذي حققه لبنان، يرى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قبلان قبلان في تصريح ل”هاشتاغ” أن “لبنان وصل إلى ما كان يطالب به، وأكد على حقوقه النفطية والغازية في البحر، وهو نتيجة تمسك لبنان بكامل حقوقه ورفض التنازل عنها”.

ويعتبر قبلان أن “الاتفاق سيسلك دربه إلى التنفيذ، وبات الأمر تحصيل حاصل، بانتظار البدء فعليا بعمليات الحفر واستخراج الغاز من المياه اللبنانية”.

ولفت النائب قبلان إلى أن “العدو لا يملك إلا خيار التسليم بحقوق لبنان والاعتراف بها في هذه المرحلة، فالأمور مرتبطة بحاجات أوروبا للغاز، وبالتالي تم التسليم بشروط ومطالب لبنان المحقة، وبعيدا عن حشرجاته الانتخابية خضع لشروط لبنان”. حسب قوله.

ويؤكد النائب قبلان على أن “هذا الإنجاز يسجل لكل لبنان وليس لفريق أو جهة بعينها، وهذا الإنجاز على صعيد ترسيم الحدود، وهي معركة خاضها لبنان للحصول على مياه نهر الوزاني وتمكن من استعادتها رغم كل التهديدات الإسرائيلية آنذاك”.

ويختم النائب في كتلة التنمية والتحرير حديثه بالإشارة إلى أن “الإسرائيلي عندما يرى خصمه يتراجع يواصل التصعيد، أما إذا رأى موقفا صلبا وإصراراً فإنه يضطر للقبول بالشروط اللبنانية” وفقا لقوله.

إنجاز شبيه بحرب تموز..

عضو تكتل لبنان القوي النائب غسان عطالله يؤكد في تصريح خاص ل”هاشتاغ” أنه “يسجل لعهد الرئيس عون أنه بدأ بالمراسيم وسينتهي بترسيم الحدود البحرية، وهو إنجاز لكل لبنان وهو شبيه بحرب تموز، مشيرا إلى أن ثمّة فريق دفع ضريبةً أكثر من غيره لكن الانتصار هو للبنان”.

واعتبر عطالله أن لبنان نجح في الحفاظ على الثروة النفطية والغازية في البحر واستطاع تثبيت وتحصيل حقوقه الكاملة من أجل استخراجها لكل اللبنانيين”.

ويشير عطالله إلى أن “هناك فريق عمل منذ العام 2011 وسعى من أجل هذا الأمر الذي تحقق بفضل رؤية وحكمة الرئيس ميشال عون، وبفضل حضور المقاومة وفرض معادلة جديدة، وفي ظل التوافق الداخلي والموقف الموحد بالمفاوضات” على حد تعبيره.

واستبعد عطالله حصول أي مغامرة إسرائيلية لأن هناك معادلة جدية وكان بإمكانه أن يفعلها في حال عدم وجود قوة رادعة له، لكن اليوم المشهد بات مغايراً، وهو يدرك المعادلات القائمة”.

معادلة الاستخراج مقابل الاستخراج..

من جهته، يشير الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد أمين حطيط في تصريح لهاشتاغ إلى أن المقاومة لم تلعب أي دور على صعيد التفاوض، لكنها منعت الدور السلبي للأميركي والإسرائيلي، حيث كانا يقدمان العروض للبنان منذ عشر سنوات، فالمقاومة لم تكن بالصورة، والتفاوض كان يجري عبر الأميركي في لبنان، بينما كان الإسرائيلي يقوم بأعمال الحفر والتنقيب وصولا إلى مرحلة الإنتاج.

وقال حطيط إن دخول المقاومة على الخط أجبر الأميركي والإسرائيلي على التعاطي بجدية مع الموضوع والبحث عن حلول، بعد أن فرضت المقاومة معادلة “الاستخراج مقابل الاستخراج”.

ويلفت حطيط إلى أن “المقاومة لم تلعب دوراً في الترسيم بل في منع المماطلة ومنع أميركا من ممارسة شروطها على شركات التنقيب.

واعتبر حطيط أن “الخطوة التي تحققت هي خطوة مهمة بلا شك، إن على صعيد الاستثمار في الثروة النفطية، أو على مستوى مواجهة الحصار الأميركي المفروض علينا منذ سنوات، ويبقى الرهان على كيفية تعاطي لبنان مع مسألة استخراج الغاز والنفط”.

بانتظار التثبيت رسميا..

يتفق معظم اللبنانيين على يمكن أن لبنان نجح في تحقيق إنجاز نوعي، حتى بات البعض يعتبره بمثابه حرب تموز، ولكن هذه المرة على مستوى حفظ الثروة النفطية والغازية في المياه اللبنانية الخالصة، وهو الآن بانتظار تثبيته رسميا، حيث يعقد رئيس الجمهورية ميشال عون مشاورات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وعلى ضوء المشاورات يعلن موقف لبنان الرسمي من الاتفاق الذي تم مع الجانب الأميركي، حيث سيودع لبنان هذا الاتفاق لدى الأمم المتحدة، وذلك تأكيدا على موقفه الرافض للتفاوض مع “إسرائيل”.

http://لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version