Site icon هاشتاغ

حلبيون: الفواكه الاستوائية المهربة في بعض الأسواق للفرجة والحسرة

الفواكه الاستوائية
رحاب الإبراهيم
تتفحص السيدة الخمسينية “سهى حنورة” بوجهها الشاحب وعيناها المتعبتان، الفواكه الاستوائية المعروضة بشكل أنيق في منطقة الجميلية وسط مدينة حلب.

تتجرأ السيدة وتباغت البائع الشاب في السؤال عن سعرها وخاصة أن وضعها المادي لا يبدو أنه يسمح لها بشرائها، ليأتيها الجواب باللهجة الحلبية: “ميمي …الأسعار مكتوبة ولكن سعر هذه الفاكهة بـ15 ألف ليرة”.”.

تترسم ملامح الدهشة على وجهها وتمضي في طريقها “تشكو” الحال الذي وصل إليه السوريون.

تقول لـ”هاشتاغ” عند سؤالها عن أسباب رغبتها بمعرفة أسعار هذه الفواكه الخيالية؟ شكلها الجميل دفعني للسؤال عن أسعارها، ولكن طبعاً لا مقدرة لي على شرائها، فالأفضل والأنفع شراء لحمة أو فروج بدلاً منها” متسائلة بلهجة لا تخلو من السخرية، “هل هي فواكه من الجنة حتى تباع بهذه الأسعا، التي لا تناسب أصحاب الدخل المحدود؟”

حال الحلبيون كما كل السوريين تغير ولم يعد بمقدور أغلبهم شراء ما لذ وطاب من الطعام كالسابق، فالحرب وحصار سرقوا كل المدخرات كما أضافت السيدة.

على مقربة من المحلات التي تبيع هذه الفواكه وتقع على صف واحد في المنطقة ذاتها تتمركز عدة بسطات متنقلة تعرض ذات البضاعة ولكن بأسعار أقل نسبياً، لنسأل أحد الشبان الذي عرف عنه نفسه باسم كريم طرقجي: فقال فكرت في شراء ولو قطعة واحدة منها لمعرفة طمعها ومعرفة هل تستحق فعلاً سعرها الغالي، ولكن حتى الشراء بالحبة لا قدرة لي عليه!

بينما أكدت نهى مصطفى أنها اشتريت المنغا المصرية وجربت طعمها، متسائلاً عن المسؤول عن تسعير هذه المنتجات وخاصة أنها مهربة؟
أريحية تطرح تساؤلات؟! ..

غلاء أسعار الفواكه الاستوائية الجنوني كـ”المنغا” المصرية والقشطة بعسل و”الدراكون” بحيث يساوي سعر الكيلو غرام ربع راتب الموظف، يطرح تساؤلات عديدة عن كيفية دخولها إلى الأسواق المحلية والقبول بأسعارها الخيالية في وقت لا يزال مزارعو الفواكه المنتجة محلياً وتحديداً الحمضيات يعانون “الآمرين” في تصريف إنتاجهم وبيعه بسعر منخفض قياساً بالتكاليف المرتفعة حتى مع حملة “الدعم” الأخيرة.

وكيف يتجرأ باعة الفواكه “الاستوائية” المهربة في عرضها بكل أناقة في
منطقة تعد من أهم المناطق التجارية وتتوسط مدينة حلب على أعين الجمارك والتموين.

وعند استفسار “هاشتاغ” وسؤال أصحاب المحالات والبسطات عن مصدر الفواكه الاستوائية، قال أغلبهم إنها مهربة لكنهم يحضرونها من تجار سوق الهال بموجب فواتير نظامية، في حين ألمح بعضهم أنها تهرب مع سلع أخرى في “كونتنيرات” مجمركة على بنود أخرى وخاصة أن كمياتها قليلة جداً، وهو ما أشار إليه رئيس لجنة سوق الهال في حلب رياض كعكة، بتأكيده أن الكميات القليلة المعروضة في محلات محددة مهربة، لذا مسؤولية ملاحقة ومتابعة من يدخلها إلى الأسواق من اختصاص الجمارك، وبالتالي هذه الفواكه لا تدخل في النشرة التموينية ولا يمكن تسعيرها رسمياً.

نلاحق المصدر ولكن ..؟!

أحمد السنكري مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك قال لـ”هاشتاغ”: إن الفواكه الاستوائية مهربة، ومديرية التجارة الداخلية بحلب لا تسعرها كونها غير منتجة محلياً لكن عموماً الرقابة التموينية بحلب تراقب فواتير هذه المنتجات لدى الباعة، وفي حال عدم وجودها تنظم ضبوط بحق المخالفين، مشيراً إلى تنظيم عدد من الضبوط بحق عدد من الباعة، ليعود ويشدد على أن ضبط الفواكه الاستوائية المهربة من مسؤولية مديرية الجمارك وليس التموين كونه يقع على عاتقها مكافحة التهريب..

ولمعرفة ما رأي الجمارك بموضوع دخول الفواكه الاستوائية إلى الأسواق قال مصدر لم يرغب بذكر اسمه إن الفواكه الاستوائية موجودة في عدد قليل من المحال التجارية وتحديداً في منطقة الجميلية، وبالتالي في حال قيام الجمارك بحملة مداهمة على هذه المحلات، “ستقوم الدنيا ولا تقعد” وسيوجهون الاتهامات للجمارك بأنها تترك القضايا الكبيرة وتلاحق بعض المحالات والبسطات، لذا تتابع مديرية الجمارك بحلب هذه القضية بدقة عبر تتبع المنبع، ومعرفة كيف تهرب هذه المنتجات وكيفية إدخالها إلى الأسواق وخاصة أن كمياتها قليلة، ومن هم المسؤولون عن تسهيل دخولها كونها مواد مهربة وليست مستوردة بموجب اجازات استيراد؟

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version