Site icon هاشتاغ

للأسبوع الثاني.. حملة التطعيم ضد الكوليرا مستمرة: الوصول للمستهدفين لم يكن صعباً

هاشتاغ_ إيفين دوبا

تواصل وزارة الصحة السورية للأسبوع الثاني حملة اللقاح الفموي ضد مرض الكوليرا. وتستهدف جميع الأعمار فوق السنة في ريف حلب، والحسكة والرقة ودير الزور وتستمر لغاية 15 الشهر الجاري.

وتنفّذ الحملة عبر 63 مركزاً صحياً، و685 فريقاً جوالاً، وبمشاركة 2269 عنصراً صحياً في المحافظات المذكورة. وتجمع تصريحات المسؤولين في مديريات الصحة بالمناطق المحددة ضمن حملة التطعيم ضد الكوليرا إلى أن الوصول إلى المستهدفين لم يكن صعباً.

ويحمي اللقاح من الإصابة الشديدة بالكوليرا عن طريق تحفيز الاستجابة المناعية المعوية.

كما أنه لا يمكن للقاح أن يسبب الكوليرا لأنه يتكون من خلايا بكتيرية معطلة. وقد تظهر بعض الآثار الجانبية البسيطة خلال الأيام الأولى من تلقي اللقاح وتزول من تلقاء نفسها مثل الصداع، الحمى، اضطرابات هضمية.

وأعلنت الوزارة في آخر بياناتها أمس السبت، تسجيل 22 إصابة جديدة بالكوليرا في عموم سوريا ليصل العدد الكلي إلى ١٦٠٩ إصابة مؤكدة.

وحسب البيان، بلغ عدد الإصابات المؤكدة في دير الزور 233، اللاذقية 97، الحسكة 90، الرقة 54، حماة 38، حمص 28، السويداء 26، دمشق، 20، ريف دمشق 17، طرطوس 10، درعا 5، والقنيطرة 4 إصابات.

حلب “في الصدارة”

لا تزال محافظة حلب (شمالاً) تتصدّر قوائم إحصائيات وزارة الصحة السورية من حيث عدد الإصابات والوفيات. ولم تسجّل أي حالات وفاة جديدة بالكوليرا بحسب بيان وزارة الصحة لهذا الأسبوع ليستقر العدد عند 49 حالة وفاة، 40 منها في حلب. وهو ما يشكل 80 في المئة من العدد الإجمالي للوفيات في سوريا.

ووصل العدد التراكمي للإصابات بالكوليرا في المحافظة إلى 987 حالة مثبتة.

وبيّن مدير الصحة الدكتور زياد حاج طه لـ”هاشتاغ” أنّ حملة التطعيم ضد الكوليرا تستهدف 350 ألف شخص في المحافظة.

كما أعلن أن المناطق التي تستهدفها الحملة هي السفيرة وسمعان وإعزاز. ويبلغ عدد المراكز الصحية المشاركة فيها 17 مركزاً صحياً. فيما يبلغ عدد الفرق الجوالة 50 فريقاً.

إقبال كثيف في الرقة

لم تسجّل سوريا إصابات بمرض الكوليرا رسمياً إلا في عام 2009 بمحافظتي الرقة ودير الزور، شمال شرقي البلاد.

وتعزو السلطات الصحية والمنظمات المختصة بالصحة ظهور المرض مجدداً إلى أسباب عدة في مقدمتها المياه الملوثة التي تستخدم في ري المحاصيل الزراعية أو بسبب تهالك البنية التحتية لشبكات الصرف الصحي والمياه.

وتنفذ حملة التطعيم ضد الكوليرا في محافظة الرقة عبر ٣٨ مركزاً ثابتاً و٩٠ فريقاً جوالاً. ويشارك في الحملة ٤٩٥ عاملاً صحياً من كوادر مديرية الصحة.

وتوقّع مدير صحة الرقة الدكتور غياث الحمود في تصريح لـ”هاشتاغ”، وصول الحملة في المحافظة للمستهدفين الذين تم تحديدهم، بعد الإقبال الكثيف من قبل الأهالي على التطعيم.

وتستهدف الحملة ٤٩٧,٧٥١ شخصاً من عمر سنة وما فوق ماعدا الحوامل والمرضعات.

وتستمر مديرية صحة الرقة بتنفيذ حملة لقاح الكوليرا الفموي خلال عطلة أيام الجمعة والسبت والأحد عبر فرقها الجوالة في ريف الرقة الغربي المحرر للوصول إلى المواطنين في التجمعات والمساجد وما حولها. يضاف إليها حملات التوعية لاستخدام المياه النظيفة والآمنة.

مخبر خاص في دير الزور

في دير الزور، قال مدير الصحة الدكتور بشار الشعيبي، إنّ الإقبال على التطعيم جيد في المحافظة. وأعلن لـ”هاشتاغ” عن مشاركة 770 عاملاً صحياً من كوادر مديرية الصحة في الحملة و375 فريقاً جوالاً. ليغطي المناطق التي ظهر فيها المرض والمناطق ذات التصحيح البيئي السيئ.

كما أشار إلى أنه في أيلول/ سبتمبر الماضي تمّ تجهيز قسم خاص ضمن مركز الحميدية لاستقبال حالات الإصابة بالكوليرا. بالإضافة إلى تجهيز مخبر جرثومي لفحص سلامة عينات المياه والأغذية وللعينات المرضية للإصابات الجرثومية الوبائية (كوليرا – تسممات غذائية وغيرها).

وفي تموز/ يوليو الماضي، أشار تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، إلى انخفاض بنسبة 65 في المئة في معدل تدفق المياه إلى الجزء السوري من نهر الفرات، محملاً تركيا المسؤولية عن ذلك.

كذلك يعتمد نحو نصف السكان في سوريا على مصادر بديلة تكون غالباً غير آمنة لتلبية أو استكمال احتياجاتهم من المياه. بينما لا تتم معالجة 70 في المئة على الأقل من مياه الصرف الصحي، وفق اليونيسيف.

وجاء في تقرير منظمة “هيومن رايتس ووتش”، مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر، أن السلطات التركية تفاقم أزمة المياه الحادة التي يعتقد أنها السبب في انتشار الكوليرا في جميع أنحاء سوريا، وانتقاله إلى البلدان المجاورة.

كما شملت العوامل المساهمة في أزمة المياه شحّ الأمطار، وتعطّل محطة مياه علوك القريبة من بلدة رأس العين شمالي سوريا، والتي تخدّم مئات آلاف الأشخاص في المنطقة.

خطة حسب تطور الوضع الوبائي

وأطلقت وزارة الصحة في الرابع من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، حملة لقاح فموي ضد مرض بعد تسلّمها نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. مليوني جرعة لقاح ضد الكوليرا من منظمتي الصحة العالمية واليونيسف والمبادرة العالمية للقاحات “غافي”.

وتقول مديرة الرعاية الصحية في وزارة الصحة السورية الدكتورة رزان طرابيشي لـ”هاشتاغ”
إنّه تم الاتفاق على البدء بتنفيذ حملة لقاح الكوليرا في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية تبعاً للوضع الوبائي ليتم التوسع لاحقاً. حسب الخطة وتطور الوضع الوبائي.

كما أكدت طرابيشي أنّ اللقاحات آمنة وفعالة لمدة 4 أشهر من تناول اللقاح المحدد عالمياً بجرعة واحدة فقط. لتشميل أكبر عدد ممكن من المواطنين.

وألزم نقص الإمداد العالمي للقاحات الكوليرا مجموعة التنسيق الدولية، وهي الهيئة التي تدير إمدادات اللقاحات الطارئة. في 19 تشرين الأول/ أكتوبر 2022 بالتعليق المؤقت لنظام التلقيح الذي يعتمد على جرعتين في حملات الاستجابة لتفشي الكوليرا، وبدلاً من ذلك. الاعتماد على استراتيجية الجرعة الواحدة.

كذلك أكدت طرابيشي أنّ الوضع الوبائي للكوليرا في سوريا قيد السيطرة، وفي بعض المحافظات لم تسجل إصابات جديدة.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
Exit mobile version