Site icon هاشتاغ

خبير عسكري : الوضع في درعا معقد لكن الدولة السورية اتخذت قرارها بالحسم النهائي

Military

أكد الخبير العسكري كمال الجفا في تصريحات خاصة ل”هاشتاغ” أن قرار الدولة والجيش السوريين واضح ولا عودة عنه، والاستعدادات اكتملت والخطط وضعت لحسم ملف درعا بشكل نهائي.

ووصف الخبير العسكري الوضع في محافظة درعا بالمعقد، مشيراً إلى أنه “لا دخان أبيض يتصاعد من كواليس الاجتماعات التي تجري برعاية روسية لإنهاء ملف درعا”، ومتوقعاً في الوقت نفسه إطلاق سراح الأسرى والمخطوفين من الجيش والقوات الرديفة اليوم أو خلال وقت قريب.

واعتبر الجفا مسألة درعا بمثابة جرح نازف في الجسد السوري منذ أكثر من عشر سنوات، بالرغم من مضي ثلاث سنوات على اتفاق المصالحة الذي أقر في العام ٢٠١٨، ولكن المجموعات المسلحة لم تلتزم به، بل وضاعفت حجم اعتداءاتها على قوات الجيش والأجهزة الأمنية خلال الأشهر الماضية، مما ضاعف حجم الخسائر البشرية والمادية التي لحقت بكل ما هو متعلق بالدولة السورية، إن كان من العسكريين أو المدنيين أو المؤسسات الخدمية والبنية التحتية.

وحمّل الخبير الجفا اللجنة المركزية التي تمثل المسلحين في التفاوض مع الدولة السورية مسؤولية فشل المصالحة، بسبب تذبذب قراراتها، وهي التي كانت قبلت عدة مرات بالمصالحة ثم نكثت بوعودها.

وردّ الجفا هذا التذبذب إلى مراهنتها على دعم خارجي عسكري أو سياسي، لافتاً في ذات الوقت إلى أنه قد يكون عملية جس نبض حقيقية لقدرة الجيش السوري وجديته في خوض هذه المعركة أو وقفها حسب تجاربهم السابقة والتي أفحلت عشرات المرات في توقف الجيش السوري عن حسم هذا الملف لاعتبارات منها ما يتعلق بالحلفاء وخاصةً الروسي، أو ما يتعلق بضغوطات دولية على سورية لمنع أي هجوم على درعا.

الجفا أعرب عن يقينه بأن خيار الحل العسكري قد اتخذ بعد استنزاف كل الحلول الممكنة، وبعد أن وصلت الدولة السورية الى قناعة تامه بأن حجم المشروع المخطط للجنوب السوري كبير، وأن آلية العمل الميداني التي يبتغيها قادة المسلحين هي العودة الى المربع الاول، أي إلى العام ٢٠١١، وهذا لن تقبل به القيادة السورية ولا الحلفاء بأي شكل من الأشكال، وبالتالي فإن إصرار المسلحين على عدم تسليم السلاح ومنع أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية والخدمية من الدخول إلى درعا البلد والقرى المحيطة بها هو خط أحمر لا تقبل به القيادة السورية ولا أي دولة أو نظام سياسي في العالم .

وحول ما جرى خلال اليومين الماضيين، قال الخبير العسكري “للأسف هناك هجمات منسقة تمت على كل الحواجز المنتشره في ريف درعا الشرقي والشمالي والجنوبي وهذه الحواجز كانت مهمتها حماية الطرق العام وتأمين حركة السير بين القرى في محافظة درعا، ويتواج في هذه الحواجز عناصر تسويات من أهالي المناطق الجنوبية وعدد كبير منهم لعب دورا في خيانة زملائه والانقضاض عليهم، كما أن هناك عدد كبير من الحواجز المشتركة مع بعض الفصائل المحلية لم ترغب في الدخول في معارك مع بعض المجموعات التي هاجمتها والتي كانت تعمل معها وتنسق معها خلال السنوات السابقة.

وحول موضوع الأسرى الذين أسرتهم المجموعات المسلحة، أوضح الجفا أنه لايمكن اعتبار هؤلاء أسرى لدى المجموعات المسلحة لأن قسما كبيرا منهم تم إخلاء سبيله مساء اليوم، وهذا يدل على أن المشهد معقد ومتداخل، وليس كل ما تنشره بعض الصفحات المعارضة دقيق او صحيح،

وكشف الجفا أن هؤلاء المخطوفين
سيتم إطلاق سراح معظمهم خلال الساعات القادمة لأن قيادة الجيش السوري لديها أيضا بعض الأسرى من هذه المجموعات، ويتم التفاوض
لإخلاء سبيلهم وبواسطة روسية …

وحول صحة الاتهامات التي وجهها النائب عن درعا، خالد العبود للواء الثامن التابع للفيلق الخامس الذي يعمل تحت أمرة الروس بأنهم هم من يستهدف حواجز ونقاط الجيش، أكد الجفا على ذلك، موضحاً أن عددا كبيرا من مقاتلي هذا اللواء هاجم بالفعل حواجز الجيش وانقض قسمٌ كبير من هؤلاء على زملاء لهم في نفس الموقع وفي نفس الحاجز، وبالتالي هناك خيانة وقلة وفاء وعدم احترام للقيم والأخلاق والعادات العسكرية من بعض عناصر المصالحات، وحتى أن قسماً منهم هاجم قطعات عسكرية مهمتها تقنية أو لوجستية، ومكلفة بمهام حماية وتأمين الحدود مع الكيان الصهيوني، لافتاً إلى أن منتسبي هذا اللواء يلعبون دورا في تأجيج الصراع في الجنوب السوري.

وفيما يتعلق بالطريق الدولي الواصل بين سورية والأردن عبر درعا، قال الجفا أنه تم قطع الطريق الدولي منذ مساء امس، وتوقفت حركة العبور بالكامل على أوتستراد (دمشق – درعا- معبر نصيب- الحدود) بالرغم من إعلان الأردن السماح بعودة عمل المعبر بالكامل بين البلدين وإعادة تشغيل خط الترانزيت الدولي بين لبنان وسورية والأردن والسعودية .

وأشار إلى أن القيادة السورية حتماً ستقوم بفتح الطريق الدولي، وقد أمنت الحماية لهذا الطريق في ظروف أمنية اصعب بكثير، وضمن بيئة معادية و متشددة خلال تواجد “داعش” و”النصرة” في هذه المناطق خلال السنوات السابقة، وبالتالي قضية تأمين الطريق الدولي هي مسؤولية وطنية كبرى، ولن يُسمح لأي جهة كانت بشل الحركة الاقتصادية على هذا الطريق الدولي، وسيدتتم معالجة الموضوع خلال ساعات وربما أيام لأن ملف درعا غير مسموح أن يكون محور استنزاف جديد لسورية أو لحلفائها، وقرار الحسم جاهز؛ فأما تسوية ومصالحة وتسليم سلاح وعتاد وتوقيف مطلوبين، أو حرب طاحنة معروفة نتائجها مسبقاً، بل و محسومة لصالح الجيش السوري .

وختم الخبير العسكري حديثه بتقديرات عن نتائج المعارك حتى الآن، حيث تجاوز عدد قتلى تنسيقيات المسلحين 20 مسلحاّ، بينما عدد شهداء الجيش السوري لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، وضعفه من الجرحى.

وكان مساء أمس الجمعة شهد الاتفاق على تسليم الجثامين إلى الجهات التابعه لها وإطلاق سراح عدد من المخطوفين، وهذا يدل بحسب الجفا على تيقن المسلحين أن المعركة محسومة النتائج لصالح الجيش السوري، وبالتالي فهم يناورون لكسب مزيد من الوقت، ربما للحصول على قرار دولي بمنع الجيش السوري من إتمام المصالحة وحسم ملف درعا، لكن على ما يبدو الأمور تتجه حتى الأن لخوض معارك ضمن حيز جغرافي ضيق.

ويتوقع الجفا أنه “وبمجرد دخول الجيش الى أي منطقة وحسمها عسكرياً سيكون هناك عمليات استسلام واسعه لأعداد كبيرة من هؤلاء المسلحين وعائلاتهم لأنهم موقنون أن المعركة بالنسبة لهم هي انتحار سياسي وعسكري وخسارة لكل شي”.

Exit mobile version