Site icon هاشتاغ

من الكتب والمطاعم إلى خطوط الإغاثة الأولى.. خوسيه أندريس ورحلة الأمل إلى غزة

وصلت إلى شواطئ غزة مؤخراً سفينة تحمل لواء الإنسانية، محمّلة بنحو 200 طن من المساعدات الغذائية، في مشهدٍ يعيد الأمل إلى قلوب الكثيرين.

تلك السفينة، التي أبحرت من قبرص إلى شمال غزة، لم تكن مجرد وسيلة نقل تقليدية، بل كانت رمزاً للتضامن الإنساني في أبهى صوره.

هذه المبادرة لم تأتِ من الأمم المتحدة أو من أي من زعماء العالم، بل من رجلٍ اشتهر بفن الطهي وسخاء الروح، الطاهي العالمي خوسيه أندريس، الذي أصبح اسمه مرادفاً للعطاء بلا حدود عند الكثير ممن يعرفونه.

وتمكن أندريس بالتعاون مع مؤسسته الخيرية “وورلد سنترال كيتشن” (المطبخ المركزي العالمي) والمجموعة الإسبانية “أوبن آرمز”، من تجاوز الحواجز والوصول إلى قلب المنطقة التي تعاني من الجوع والحصار.

خوسيه أندريس، الذي بنى سمعته عبر كتب الطهي والمطاعم الراقية، لم يكتفِ بالنجاح في عالم الأعمال، بل تعدى ذلك ليصبح رمزاً للإنسانية في نظر الكثيرين، مسافراً إلى مناطق الكوارث والصراعات ليقدم العون والغذاء لمن هم في أمس الحاجة إليه.

 

حياة حافلة منذ الصغر

ولد أندريس في إسبانيا وترك بيت والده في سن الخامسة عشرة، ليبدأ رحلة الاستقلال المالي من خلال العمل في مجال الضيافة.

وبعد أن التحق بمدرسة الطهي وتلقى الإرشاد تحت إشراف طهاة بارزين، وقضى فترة في البحرية، ومن ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهو في الحادية والعشرين من عمره.

في واشنطن، قاد أندريس مطبخ مطعم “جاليو” الجديد في عام 1993، ومن هناك أسس أكثر من 30 مطعماً، معظمها في الولايات المتحدة، قبل أن يؤسس “المطبخ المركزي العالمي” في عام 2010.

وقد كان صريحاً وواضحاً في مواقفه تجاه قضايا الجوع والسمنة لدى الأطفال، ودعم الأعمال التجارية الزراعية والحد الأدنى للأجور وإصلاح نظام الهجرة.

وفي عام 2013، حصل أندريس على الجنسية الأمريكية، وهو الآن متزوج وأب لثلاث بنات.

إشادات وإنجازات

عندما اختارته مجلة تايم ضمن قائمة الـ100 شخص الأكثر تأثيراً في العالم عام 2018، أشاد به الشيف الشهير إيميريل لاغاسي، واصفاً إياه بأنه “صاحب مطعم لامع أسهم في تشكيل تاريخ الطهي الأمريكي ومساره من خلال تقديم أسلوبه المميز في الطعام والثقافة الإسبانية”.

“المطبخ المركزي العالمي” الذي أسسه أندريس وشركاؤه، بدأ كمبادرة لإطعام الناس في هاييتي بعد زلزال مدمر، ومنذ ذلك الحين، نمت المؤسسة وتوسعت لتستجيب للحاجة إلى الغذاء في أعقاب الأعاصير وحرائق الغابات والأزمات الإنسانية الأخرى.

وتؤكد المجموعة أنها “أول من يصل إلى الخطوط الأمامية، وتقدم وجبات طازجة استجابة للأزمات الإنسانية والمناخية والمجتمعية”.

في عام 2021، منح جيف بيزوس، مالك صحيفة واشنطن بوست، أندريس 100 مليون دولار من خلال جائزته السنوية للشجاعة والكياسة.

 

إغاثة غزة

وفيما يتعلق بإرسال السفينة إلى غزة، فقد أوضح أندريس أنه على الرغم من عدم وجود بنية تحتية لميناء في شمال غزة، إلا أن الموظفين هناك استطاعوا إنشاء رصيف باستخدام أنقاض المباني المقصوفة استعدادًا لوصول السفينة.

وأكد أن توزيع المساعدات سيتم عبر شبكة مؤسسته الخيرية الموجودة في غزة، والتي تضم أكثر من 60 مطباً والعديد من المستودعات، مع بناء المزيد منها.

Exit mobile version