Site icon هاشتاغ

“خيبة أمل أخرى” حصيلة الجولة السادسة لاجتماعات “الدستورية”.. والجولة المقبلة “بلا تاريخ محدد”

لا جديد يمكن إضافته على جلسات الحوار والمناقشة للمجتمعين في جنيف، ولا نتائج يمكن إعلان التوصل لها، سوى بضع كلمات مختصرة للمبعوث الأممي إلى سورية، غير بيدرسون، أعلن فيها انتهاء الجولة السادسة لاجتماعات اللجنة الدستورية السورية دون التوصل إلى أي تفاهمات مشتركة.

هاشتاغ-إيفين دوبا

“خيبة أمل كبرى” هي الكلمات التي لخص من خلالها بيدرسون في مؤتمره الصحفي بالأمس اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف؛ حيث “لم يتم تحقيق ما كنا نأمل في تحقيقه، وأعتقد أنّا افتقرنا إلى الفهم الصحيح لكيفية دفع هذه العملية إلى الأمام”.. كما يقول بيدرسون.

ثلاثة من خمسة!
سارت ثلاثة من خمسة أيام من المحادثات على ما يرام، كما وصفها المبعوث الأممي إلى سورية لكنها لم تنتهِ بشكل جيد، وبالتالي لا يمكن تحديد موعد بدء الجولة التالية من المحادثات مرة أخرى.

وأكد بيدرسون أن الرئيسين المشتركين اتفقا على مبادئ وحدة الأراضي والسيادة لسورية.

من جهتها؛ لفتت عضو اللجنة المصغرة لمناقشة الدستور عن وفد المجتمع المدني، ميس كريدي، ضمن تصريحات خاصة لـ”هاشتاغ” إلى أن بيدرسون في نهاية جولات الدستورية طلب “الصبر”، بعد أن تأمل بعقد الجولة الجديدة من المباحثات الشهر المقبل، وآخر التوقعات تشير إلى أن الجولة “ربما تعقد نهاية العام الحالي دون تحديد موعد رسمي حتى اليوم”.

وأشارت كريدي إلى أن السبب في ذلك يعود إلى مجموعة عوامل لوجستية، وتؤكد أنه في ختام اجتماعات اليوم الخامس والأخير من جنيف، كان من المفترض أن تتم إعادة جدولة سريعة دون الدخول بنقاشات تدراكاً للوقت، لكن، ما حصل أن “هيئة تفاوض الرياض” حاولت تقديم المزيد من الأوراق على أنها تعديلات ليتضح في النهاية أنها غير ذلك.

وتضرب كريدي مثالاً على ذلك بأن “وفد الرياض” رفض تسمية التنظيمات الإرهابية بمسمياتها ضمن ورقة الوفد الحكومي، لا بل حاولوا تقزيم المبدأ بشكل لافت للنظر، كما حاولوا تمرير بعض النقاط على أنها شكل من أشكال التعديل، خاصةً عند مناقشة مواضيع الجيش والأمن.

وتضيف كريدي :”أعتقد أن هناك خروجاً كبيراً عن جدول الأعمال، وقد حاولوا أن يتوسعوا بالمبدأ ويضعوا مقترح يتعلق بصلاحيات السلطة التنفيذية”.

كما أن معظم الصياغات التي تم تقديمها من قبل الوفود عدا الوفد الحكومي يغلب عليها قالب المقالات السياسية والصحفية، ومحاولات الالتفاف على السيادة لإفراغ المفهوم من معناه، ومع هذا، فإن هذا “الكلام كله لا يؤثر على وضع الجلسات، وهو وضع طبيعي لبلد عاش عشر سنوات من الحرب والإرهاب”.

وتختم عضو اللجنة المصغرة لمناقشة الدستور عن وفد المجتمع المدني:”نحن في أزمة واقعية من قبل “معارضة الرياض” التي لا تتمتع بأي واقعية لتواكب المتغيرات على الأرض، وكل ما قدّموه هو محاولة لنسف السيادة، كما تم ملاحظة أن هناك عملية استقواء بالخارج، وهذا الأمر واضح من خلال الاعتماد على وجود الاحتلال الأمريكي والتركي، وبالتالي يبعد كل البعد عن أي مفهوم وطني”.

النية وحدها.. لا تكفي!
الدكتور أحمد الكزبري، رئيس الوفد الوطني إلى اجتماعات لجنة مناقشة الدستور في جنيف، أوضح أن الوفد طرح خلال الجولة السادسة مبادئ تعكس طموحات الشعب السوري وهواجسه، وجاء برغبة صادقة وروح إيجابية لعمل كل ما يمكن من أجل إنجاح هذه الجولة.

وقال الكزبري :”كان بودنا أن تنعقد الجلسات قبل ذلك، لكننا لن ندخل في أسباب عدم انعقادها مبكراً حتى لا نعكر الأجواء ولا ندخل في تحميل المسؤولية لأطراف أخرى”.

وأضاف الكزبري “بما أن الوفد الوطني كان دائماً حريصاً على مناقشة الدستور بين السوريين بعيداً عن الأجندات التدخلية الخارجية، فقد جاء برغبة صادقة وروح إيجابية لعمل كل ما يمكن من أجل إنجاح هذه الجولة، وعلى هذا الأساس قدم ورقة حول “سيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدة أراضيها” وورقة أخرى حول “الإرهاب والتطرف” حيث شرحنا مفهومنا لمضمونهما وأجبنا عن التساؤلات التي أثارها البعض حولهما.

وأشار الكزبري إلى أن الوفد دخل مع الأطراف الأخرى خلال الجولة الحالية في نقاش مفاهيمي جدي وبشكل منفتح، مبيناً أنه تم الاستماع إلى الطروحات التي قدمها بعض المشاركين والتي كانت للأسف منفصلة عن الواقع، بل أنها كانت تعكس في بعض جوانبها أفكاراً خبيثة وأجندات معادية، إلى أن وصل الأمر بالبعض إلى تشريع كيان الاحتلال الصهيوني وتبرير ودعم الإجراءات القسرية أحادية الجانب غير المشروعة التي أدت إلى إفقار الشعب السوري وتعميق معاناته إضافة إلى تشريع الاحتلالين التركي والأمريكي.

وأوضح الكزبري أن الوفد الوطني لاحظ منذ بداية الجولة إصرار الوفد الآخر ومحاولاته التي لم تتوقف لإفشال هذه الجولة وعدم تمكينها من الخروج بأي نتيجة رغم العمل الحثيث والمساهمة الفعالة لإنجاحها من قبل الوفد الوطني.

الأطراف الثلاثة.. موجودة؟!
بدوره، قال رئيس الوفد المعارض، هادي البحرة، إن الوصول إلى نتائج يقتضي أن تكون الأطراف الثلاثة موجودة، وتملك الرغبة بالوصول إلى تفاهمات.

وأضاف أن الطرف الممثل للحكومة السورية، لم يقدم أي ورقة للتوافق، وأصر على أنه “لا يرى أي حرف في تلك الأوراق للتوافق بخصوصه، على الرغم من الحقيقة بأنّا وضعنا ضمن الأوراق التي أعددناها، بعض المقترحات التي وردت في أوراقهم والتي اعتقدنا أنه من الممكن أن يتم البناء عليها”.

من جانبه؛ اعتبر ألكسندر لافرنتييف الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى سورية أن الهجوم الإرهابي في دمشق أثار قلق الأطراف في مناقشات اللجنة الدستورية السورية في جنيف، لكن تم تذليل العقبات.

وقال: “كانت هناك مخاوف معينة الأربعاء الماضي، على الأرجح إثر الهجوم الإرهابي الذي وقع في دمشق وقتل 17 سورياً”.

وأضاف: “لذا عادت الأطراف يوم الأربعاء إلى لغة الاتهامات المتبادلة، ولكن مع ذلك بفضل عمل المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسن ومكتبه، تم التغلب على هذا الاتجاه السلبي وعادت اللجنة الدستورية يوم الخميس إلى المسار البناء”.

وأكد لافرنتييف أن “مواقف أطراف اللجنة الدستورية السورية ما زالت متضاربة في كثير من القضايا”.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version