Site icon هاشتاغ

“رتق السبيل الهضمي”.. عيب ولادي يحتاج إلى عمل جراحي عاجل

هاشتاغ _ ياراصقر

هناك العديد من العيوب الولادية عند حديثي الولادة والتي قد تؤدي إلى الوفاة، في حال تأخر التشخيص والعلاج المناسب ومنها رتوق السبيل الهضمي، من المري وحتى الشرج.

يقول الدكتور وسيم شاطر اختصاصي جراحة أطفال وحديثي ولادة بهذا الصدد عن حالة رتق المري: ” كلمة رتق تعني انسداد و غياب لمعة المري، وهو عيب ولادي (خلقي) يحدث في المرحلة الجنينية أثناء تشكل الأنبوب المعوي وانفصاله عن القصبات التنفسية ونسبة حدوثة ١/٣٥٠٠ ولادة”.

ويوضح شاطر في حديث ل”هاشتاغ” أن هناك عدة أشكال لرتق المري، أكثرها شيوعاً هو رتق المري مع وجود ناسور (اتصال) رغامي مريئي، حيث تكون نهاية المري العلوية مسدودة، والنهاية السفلية متصلة مع الرغامى.

الأعراض المرافقة للحالة

يلفت شاطر الى أن تشخيص رتق المري يتم من قبل طبيب الأطفال أثناء فحصه للطفل بعد الولادة مباشرة، حيث يتم وضع أنبوب بلاستيكي صغير (أنفي معدي) من الأنف إلى المعدة، فلا يصل الأنبوب للمعدة ويشير لوجود انسداد.

عندها يطلب صورة شعاعية للتأكد من شكوكه.

ويقول شاطر: “قد يتظاهر أثناء الإيكو الجنيني، بزيادة السائل السلوي حيث أن الجنين غير قادر على ابتلاع السائل، لكن هناك عدة عيوب قد تسبب هذه الزيادة، ويبقى رتق المري أحدها”.

ويضيف شاطر في حال اضطرت المرأة الى الولادة عند قابلة وبالتالي عدم عرض الطفل على طبيب أطفال، ستلاحظ الأم حين تحاول إرضاع الطفل ، إقياء حليبي، ورفض الرضاعة، شردقة، إزرقاق الطفل، زلة وإنتانات تنفسية، أما خارج أوقات الرضاعة زيادة اللعاب، وخروجة من الفم.

وهذا ما يدفعها لزيارة طبيب أطفال، فيتأكد من التشخيص بالفحص، و إجراء صور شعاعية مناسبة لتحديد نوع الرتق بالضبط. وفقاً للأخصائي.

عمل جراحي سريع

ويرى شاطرأنه في حال تم تأكيد التشخيص بعد ولادة الطفل مباشرة، يتم العمل الجراحي بأقرب وقت، بعد تحضير الطفل عبر تحاليل مخبرية، والبحث عن غياب أو وجود عيوب ولادية (تشوهات) مرافقة لهذا العيب قد تعيق التخدير أو العمل الجراحي أو تهدد حياة الطفل.

وهذا يتم غالبأ خلال ٣ ساعات فيكون العمل الجراحي بين الساعتين إلى ٦ ساعات من عمر الطفل.

ويكمل أخصائي جراحة الأطفال “يتم العمل الجراحي عبر فتح صدر الطفل من الجهة اليمنى لوجود القلب وقوس الشريان الأبهر في الجهة اليسرى”.

ونحاول الوصول إلى المري، وتحديد النهايتين المسدودتين أو المنفصلتين ونقوم بإعادة الإتصال بينهما وإعادة تشكيل المري. على حد تعبيره.

ومدة العمل الجراحي تتراوح بين ساعتين إلى ٣ ساعات.

ويوضح شاطر، أن هذه العملية تمتاز بحاجتها إلى دقة جراحية عالية، ومساعد جراح جيد وطبيب تخدير جيد لصغر حجم الطفل وساحة العمل الجراحي والحاجة لعزل الرئة اليمنى أثناء التخدير.

ويؤكد على أنه يجب مراقبة الطفل بعد العمل الجراحي ضمن حاضنة في المشتشفى وقد يبدأ بالتغذية خلال ٣ إلى ٧ أيام تبعًا لحالة كل طفل.

صعوبات قد تواجه الجراح

يشرح شاطر “في بعض أنماط رتق المري تكون النهايتات المسدودتان بعيدتان، ويصعب إعادة اتصالهما، هنا نجري عمل جراحي آخر بوضع أنبوب ضمن معدة الطفل لتغذيته، ووصل النهاية العلوية للمري إلى جلد العنق لإخراج اللعاب، ومنع الإختناق باللعاب وحصول الانتانات التنفسية”.

ويتابع “بعد زيادة وزن الطفل، وتقدم عمره نقرر صنع بديل للمري، بما يسمى استبدال المري سواء من المعدة أو الأمعاء”.

ويقول شاطر: “حالات مميزة حصلت معنا كجراحين أثناء الفحوص التشخيصية؛ كان لدى الطفل انقلاب أحشاء والقلب وقوس الشريان الأبهر في الجهى اليمنى من الصدر، هنا نقوم بالجراحة من الجهة اليسرى”.

ويضيف “أيضا هناك حالات لأطفال خدج ناقصي الوزن أقل من ٢ كيلو وهذا العامل يشكل عامل خطورة على حياة الطفل رغم نجاح العمل الجراحي”.

ويختم شاطر، أن هذه الحالة من الحالات النادرة ولكنها موجودة والسرعة في العمل الجراحي ينقذ الطفل من الموت ويعيده لحياته الطبيعية.

http://لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version