Site icon هاشتاغ

“زكاتك حطلنا هالإسم” والمقابل حلويات وأقلام فاخرة.. الصحيفة الناطقة باسم حزب البعث تنتقد سير عملية الاستئناس الخاصة باختيار مرشحي البعث لانتخابات مجلس الشعب 2020

وجهت صحيفة “البعث” الناطقة باسم حزب البعث العربي الاشتراكي انتقادات لاذعة للانتخابات التمهيدية (الاستئناس الداخلي) التي أجريت في فروع الحزب بالمحافظات السورية، كخطوة أولى لاختيار المرشحين الذين سيعتمدهم ضمن قوائمه الانتخابية خلال انتخابات مجلس الشعب السوري المزمع إقامتها في 19 تموز القادم.

وأوردت صحيفة “البعث” سلسلة من التقارير التي تناولت مجريات عملية (الاستئناس) والممارسات التي جرت خلالها مشيرة إلى ما شابه من أخطاء وتجاوزات كثيرة.

وتناولت الصحيفة ما وصفته بـ”تشويش كبير انعكس في نتائج الاستئناس”، مشيرة إلى أنه في بعض المراكز تم إلغاء نحو ثلث أوراق المقترعين، مشيرة بشيء من السخرية إلى وقوف بعض مندوبي المرشحين أمام قاعات الاقتراع وهم (يحملون في أيديهم علب الحلويات الفاخرة وأقلاما تذكارية عالية الجودة مرفقة ببطاقة عليها اسم المرشح، وعبارات “زكاتك حطلنا هالإسم”… أو “اوعك تنسى فلان”، أي لا تنسى أن تنتخب فلانا في إشارة إلى مرشحيهم.

وتجري الاقتراعات التمهيدية لاختيار المندوبين إلى البرلمان بطريقة مفتوحة لأول مرة في تاريخ حزب البعث العربي الاشتراكي منذ تأسيسه في العام 1974.

وكانت عملية ترشيح أعضاء كتلة البعث في مجلس الشعب السوري تتم سابقا من خلال التعيين، وليس عبر عملية اقتراع داخلية كما جرى عليه الأمر هذه المرة.

ومن المرجح أن الأجواء الجديدة جاءت بتوجيهات مباشرة من الرئيس السوري بشار الأسد، وبعد كلمة وجهها إلى كوادر حزبه قبل بدء عمليات الاسئناس، وشعوره بالاستياء بعد ورود أنباء عن تجاوزات وتحالفات في الكواليس ومن تحت الطاولة في بعض فروع حزب البعث في المحافظات، وخاصة في طرطوس.

وأشارت الصحيفة إلى اختلاط الحابل بالنابل في غرف الاقتراع وعدم وجود “الغرف السرية” التي استعيض عنها بطاولات مكشوفة أمام المقترعين ما يوحي للناخبين أنهم مراقبون، ملمحة إلى قيام (البعض بتصحيح أخطاء وقع فيها الناخبون أثناء الاقتراع ما عزز الإحساس بالمراقبة، ونسف سرية الاقتراع وجاء مناقضاً صراحة لما جاء في بيان القيادة المركزية للحزب، والذي أكد أن (عملية الاستئناس الحزبي تتم عبر آلية الاقتراع الحر، وفي غرف مغلقة، يحدد فيها كل رفيق أسماء من يرى فيهم الجدارة لتمثيل الحزب في هذا الاستحقاق).

كما انتقدت الصحيفة تواجد الناخبين والمرشحين والمندوبين داخل صالات الاقتراع، مشيرة إلى استغراب الناخبين من النتائج المسجلة لكونها جاءت نتاج سلسلة من الانتخابات الحزبية التي لم تكن على مستوى طموحهم وتطلعاتهم للتغيير، معتبرة أن الاستئناس كان فرصة لكوادر حزب البعث لاختيار مرشحيهم الأكفأ إلى انتخابات مجلس الشعب السوري.

كما عبر أحد مقالات الصحيفة عن الخيبة من نتائج الاستئناس الذي لم تفرز نتائجه “في معظم فروع الحزب في المحافظات الأفضل لتحمّل المسؤولية الوطنية في مجلس الشعب للدور التشريعي الثالث”، مشيرا إلى أن “خيبة أمل كبيرة من فوز الأسماء والأشخاص ذاتها التي تحترف وتمتهن اللعبة الانتخابية ما يؤكد أن العقلية ذاتها مورست في عملية الاستئناس التي لم تغب عنها التحالفات والتكتلات والشللية والمناطقية فيما الخاسر الأكبر هو الوطن والحزب والمواطن على السواء”.

وذهبت الصحيفة إلى أن “المثير للتساؤل في خضم هذه المعركة الانتخابية الديمقراطية في معانيها ودلالاتها هو أن البعض انحرف عن مسار عملية الاستئناس، وغلّب منافعه ومصالحه الضيقة على المنفعة والمصلحة العامة، بأن أعاد تكرار المشهد ذاته، وصوّت لمرشّحين لم يتركوا أية بصمة تذكر في مسيرتهم المهنية والتشريعية والحزبية، بل على العكس كانوا ومازالوا موضع تساؤلات وإشارات استفهام عريضة”، مطالبة بـ “العمل على تلافي الأخطاء، وإقصاء المنتفعين والمتسلّقين لاحقاً”.

ولم تكتف الصحيفة بالمقالات النقدية بل ذهبت إلى طرح استبيان رأي حول ما إذا كانت (الشوائب التي شابت الاستئناس الحزبي لاختيار مرشحي البعث إلى مجلس الشعب تكمن في عملية فرز الأصوات أم أن هناك شوائب أخرى).

وجاءت الردود صارمة على الاستبيان، معتبرة أن الاستئناس (هو إعادة تدوير لأغلب الرفاق)، فيما ذهب آخرون إلى اعتبار المشكلة (بتكرار بعض الأسماء دائما عند أي انتخابات حزبية وهذه الشخصيات ملت الدنيا من فسادهم فكان من المجدي محاسبتهم قبل قبول ترشحهم).

Exit mobile version