Site icon هاشتاغ

غرق سفينة بريطانية في البحر الأحمر بعد هجوم حوثي ومخاوف من كارثة بيئية

غرق سفينة بريطانية في البحر الأحمر بعد هجوم حوثي ومخاوف من كارثة بيئية

أعلن الجيش الأمريكي أن سفينة شحن بريطانية تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن غرقت في البحر الأحمر، محذراً من الآثار السلبية لحمولتها من الأسمدة على النظام البيئي للمنطقة.
وتعتبر هذه هي أول سفينة تغرق نتيجة الهجمات الحوثية على الملاحة البحرية، التي تراحها الولايات المتحدة الأمريكية تهدد الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

تفاصيل الحادث

وفقاً لبيان صادر عن القيادة المركزية الأمريكية، فإن السفينة “روبيمار” التي ترفع علم بليز، غرقت في جنوب البحر الأحمر في وقت متأخر من يوم الجمعة أو في وقت مبكر من يوم السبت.
وأضاف البيان أن السفينة كانت تحمل أكثر من 41 ألف طناً من سماد كبريتات فوسفات الأمونيوم، وأنها تسببت في تسريب بقعة نفط بطول 29 كيلومتراً.
وكانت السفينة قد تعرضت لهجوم بصاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقه الحوثيون في اليمن في 18 شباط/ فبراير الماضي، مما ألحق بها أضرارا كبيرة.
وهذا الهجوم هو جزء من سلسلة من الهجمات التي ينفذها الحوثيون على السفن التجارية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن منذ تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
وقد أعلنت الحكومة اليمنية، المعترف بها دولياً، عن غرق السفينة في منشور عبر منضة “إكس”، معربةً عن أسفها للكارثة البيئية التي ستنجم عن ذلك.
وقالت الحكومة إنها طالبت المجتمع الدولي بالتدخل لمنع الهجمات الحوثية على حرية الملاحة، ولكنها لم تجد أي تجاوب.

الآثار البيئية

وفي حين لم تتضح بعد حجم الأضرار البيئية الناجمة عن غرق السفينة، فإن خبراء في العلوم البحرية حذروا من أن إطلاق كمية كبيرة من الأسمدة في مياه البحر الأحمر قد يشكل تهديداً خطيراً للحياة البحرية.
وقال علي السوالمة، مدير محطة العلوم البحرية في الجامعة الأردنية، إن الأسمدة تحتوي على عناصر غذائية مثل النيتروجين والفوسفور، التي يمكن أن تزيد من النمو الزائد للطحالب، مما يقلل من مستوى الأكسجين في الماء ويؤثر على صحة الشعاب المرجانية والأسماك وغيرها من الكائنات البحرية وفقاً لقناة “سي إن بي سي”.
وأضاف السوالمة أن البحر الأحمر يعتبر من أغنى البحار بالتنوع البيولوجي في العالم، وأنه يضم أكثر من 1200 نوع من الأسماك و250 نوعا من الشعاب المرجانية، بالإضافة إلى أشجار المانجروف والأعشاب البحرية والسلاحف والدلافين والحيتان.
وشدد السوالمة على ضرورة تبني دول البحر الأحمر خطة عاجلة لوضع أجندة مراقبة للمناطق الملوثة في البحر الأحمر واعتماد استراتيجية للتطهير.
من جانبه، قال شينجتشن توني وانج، الأستاذ المساعد في قسم علوم الأرض والبيئة في كلية بوسطن، إن التأثير الإجمالي للتلوث يعتمد على كيفية استنفاد التيارات المائية للأسمدة وكيفية إطلاقها من السفينة المنكوبة.
وقال وانج إن الأسمدة قد تنتشر في مناطق واسعة من البحر الأحمر، أو قد تتركز في مناطق محدودة، مما يزيد من خطر حدوث ظاهرة الازدهار الطحالبي، وهي حالة تتسم بتكاثر الطحالب بشكل غير طبيعي وتغيير لون الماء.
وأضاف وانج أن الازدهار الطحالبي يمكن أن يسبب مشاكل صحية للإنسان والحيوان، مثل التسمم والتهاب الجلد والتهاب العينين، كما يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الأكسجين وانبعاث الغازات السامة، مما يقتل الحياة البحرية.
وأشار وانج إلى أن البحر الأحمر يعاني بالفعل من ضغوط بيبيئية في البحر الأحمر، بسبب الضغط السكاني والتلوث الصناعي والزراعي والتغير المناخي.
وأشار وانج إلى أن البحر الأحمر يحتاج إلى حماية دولية وإقليمية للحفاظ على تراثه الطبيعي والثقافي، وأنه يجب على الدول المطلة على البحر الأحمر والمجتمع الدولي أن يتعاونوا لمنع الهجمات الحوثية على السفن والموانئ والمنشآت النفطية في المنطقة.

الآثار السياسية والأمنية

وفي السياق السياسي والأمني، فإن هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر تعكس تصعيداً في الصراع اليمني، الذي يدخل عامه السابع دون أفق للحل السلمي.
وتشير هذه الهجمات إلى قدرة الحوثيين على توسيع نطاق عملياتهم العسكرية خارج اليمن، وتهديدهم للمصالح الإقليمية والدولية في المنطقة.
وتأتي هجمات الحوثيين في ظل تصاعد التوتر بين “إسرائيل” وحركة “حماس” في قطاع غزة، والتي تشهد تبادلاً للقصف والصواريخ منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأعلن الحوثيون أن هجماتهم على السفن تأتي “دعما لقطاع غزة”، وأنهم يستهدفون السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بها.
وفي هذا الإطار، تقود الولايات المتحدة تحالفاً بحرياً دولياً يضم بريطانيا وفرنسا وألمانيا والسعودية والإمارات والبحرين وأستراليا واليابان والهند وكوريا الجنوبية وغيرها، بهدف “حماية” الملاحة البحرية في المنطقة الاستراتيجية التي تمر عبرها 12 بالمئة من التجارة العالمية.
ومنذ 12 كانون الثاني/ يناير الماضي، تشن القوات الأميركية والبريطانية ضربات على مواقع تابعة للحوثيين داخل اليمن، رداً على هجمات الجماعة على حركة الشحن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن.
وتهدف هذه الضربات إلى تقويض قدرة الحوثيين على شن هجمات عبر الحدود، وإلى دعم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، وإلى دفع الطرفين إلى العودة إلى طاولة المفاوضات.
وفي هذا السياق، تشير صحيفة “لوموند” الفرنسية إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى إحياء مبادرة السلام الأممية لليمن، التي تقضي بوقف إطلاق النار وإعادة فتح المطارات والموانئ وإطلاق الأسرى وبدء حوار سياسي شامل.
وتقول الصحيفة إن الولايات المتحدة تواجه صعوبات في إقناع الحوثيين بالمشاركة في العملية السياسية، بسبب تصنيفهم كمنظمة إرهابية من قبل الإدارة الأميركية السابقة، وبسبب تحالفهم مع إيران.
وتخشى الولايات المتحدة أن يستغل الحوثيون الفراغ الأمني في اليمن لتوسيع نفوذهم في المنطقة، ولتهديد أمن “إسرائيل” وحلفائها العرب، ولتعطيل المصالح الأميركية والغربية في البحر الأحمر.
Exit mobile version