هاشتاغ- رأي- وسام كنعان
“بهدف حماية الصحافيين، أقدمت الحكومة على طرح أول خطة عمل، بدعم من الشرطة وقادة النقابات، لتجنّب سوء المعاملة والمضايقة التي يتعرض إليها الطاقم الإعلامي.
الوزارة المختصة، كشفت أنّ المراسلين تحدثوا عن معاناتهم من سوء المعاملة والهجمات التي يتعرضون لها مثل الضرب والتهديد بالسكاكين والاعتقال القسري والتهديد بالقتل. وتشمل الالتزامات الواردة في خطة العمل تدريب ضباط الشرطة والصحافيين، في وقت أكدت فيه أجهزة النيابة العامة، التزامها اتباع نهج صارم في التعامل مع الجرائم ضد المراسلين.
وكانت دراسة استقصائية نشرت في تشرين الثاني الماضي، خلصت إلى اعتبار أن أكثر من نصف الصحافيين قد تعرضوا للإساءة عبر الإنترنت، وأن ما يقارب ربعهم تعرضوا للاعتداء الجسدي!”
انتهى نص الخبر الحلم! شيئ بسيط يجعلنا نشيّد عداءً جذرياً مع ما سبق، رغم أن الخبر حدث فعلا، ولم يكن مجرد حلم، لكن ليس في مضاربنا السورية ، إنما في بريطانيا؟! وبيننا وبين المملكة المتحدة ما صنع الحداد من شقاق!
لن نكون طامعين بحد أدنى مما تنتهجه الدول المتقدمة، لكننا فقط نطمح أن نكتب مقالاتنا من دون أن نرمى في السجن رمية الكلاب التي لا يسأل فيها أحد!
تخيّلوا حجم الوقاحة بأن يتم توقيف الصحافي السوري كنان وقاف قبل بضعة أشهر، وهو العامل في واحدة من المغفور لهم، أي الصحف الرسمية واسمها “الوحدة”، بالرغم من أن قانون الإعلام يمنع اعتقال، أو استجواب الصحافيين لحين حضور ممثل من اتحاد الصحافيين!
ولأن الأخير يغط في سباتٍ عميق، استمر اعتقال الإعلاميين، وطالت سابقاً المذيعة في التلفزيون السوري هالة الجرف بحجة أنها تتواصل مع صفحات مشبوهة، ثم اعتقل مرة جديدة قبل بضعة أيام الصحافي نفسه؛ كنان وقاف، إثر مقال كتبه عن تجاوزات أحد المحافظين، وما يزال توقيفه قائماً!
الخسارة فادحة إذاً، ليس لتوقيف صحافي جرب مقارعة الفساد في وسيلة إعلامية حكومية، وتحت سقف المهنية القانونية، فنحن نعيش في غابة، من المعيب أن يسمي أحد نفسه مسؤولاً، ويطل عبر شاشات البلاد المتخشبة ليصم آذاننا بوعود لا يمكن له أن يكون على مقاسها، الخسارة فادحة بالهواء الذي يخصص لمعالي السادة الوزراء والمسؤولين دون قدرتهم على التخفيف ولو بشكل بسيط مما يعانيه الصحافيون السوريون، من إقصاء واعتقال وتهديد ووعيد…
أخيراً، للصحافيين السوريين المعتقلين رحمة السماء الواسعة، ولهذه البلاد المكلومة التي يتصدر مشهدها المخزي بعض المسؤولين، ممن يقولون ما لا يفعلون، فيجسدون معاني النفاق والجبن بأبهى حالاتهما!
لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام :https://t.me/hashtagsy