Site icon هاشتاغ

سورية تصوت ضد القرار : كيف جاء تصويت الدول العربية على إدانة الأمم المتحدة للهجوم الروسي ضد أوكرانيا؟

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في ختام جلستها الطارئة، الأربعاء، قرارا “يدين بأشد العبارات العدوان الروسي على أوكرانيا“، ويطالب روسيا بـ”الكف فورا عن استخدامها للقوة ضد أوكرانيا والامتناع عن أي تهديد أو استخدام غير قانوني للقوة ضد أي دولة عضو”، بحسب بيان نشر على موقع الأمم المتحدة.

 

وصوتت لصالح القرار 141 دولة فيما صوتت 5 دول ضد القرار وامتنعت 35 دولة أخرى، وكان القرار بحاجة إلى ثلثي الأصوات لاعتماده.

 

وأوضح البيان أن الدول التي صوتت ضد القرار هي “روسيا، بيلاروسيا، أرتيريا، كوريا الشمالية وكانت سورية الدولة العربية الوحيدة التي رفضت القرار”، أما الدول العربية التي امتنعت عن التصويت فهي العراق، الجزائر، السودان.

 

والدول العربية المؤيدة للقرار: “الأردن والبحرين ومصر والإمارات وجيبوتي وجزر القمر والكويت ولبنان وليبيا وتونس وموريتانيا وسلطنة عمان وقطر والسعودية والصومال واليمن”.

 

وقال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بسام صباغ في كلمته: إن مشروع القرار المعروض أمامنا اليوم يعبر عن نهج منحاز يستند إلى دعاية سياسية ويمثل أداة من أدوات الضغط والابتزاز السياسي.

 

وأضاف السفير صباغ: إن مشروع القرار يمثل نفاقاً سياسياً مفضوحاً، فلو كانت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤءها الغربيون جادين فعلا في نزع فتيل التوتر في تلك المنطقة لكانوا أوفوا بالوعود التي قطعوها للاتحاد الروسي قبل ثلاثة عقود بعدم توسيع نطاق حلف الناتو شرقا وعدم تحويل أوكرانيا إلى مصدر تهديد مباشر وحقيقي للاتحاد الروسي.

 

وتابع صباغ: ولكانوا ضغطوا على سلطات كييف للالتزام باتفاقات مينسك ووقف انتهاكاتها الجسيمة بحق المدنيين في دونباس ناهيك عن مسارعة تلك الدول إلى مد أوكرانيا بالأسلحة الثقيلة والصواريخ ما يشير إلى رغبتها في الاستفزاز والتصعيد وليس في التهدئة والاحتواء.

 

وقال السفير صباغ: إن الذين يثيرون الحماسة اليوم بشأن الدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة كان عليهم أن يظهروا الحماس نفسه ضد استمرار “إسرائيل” باحتلال الأراضي العربية وضد انتهاك القوات التركية لسيادة الأراضي السورية، وانتهاك قوات الولايات المتحدة الأمريكية للسيادة السورية.

 

ووصفت مندوبة دولة الإمارات العربية لدى الأمم المتحدة، لانا زكي نسيبة، اعتماد القرار بأنه “إشارة ضرورية في سبيل المضي قدما، ولكن لا يمكن أن نقبل بالعنف والجزاءات المستمرة، فهذا يؤثر في المدنيين ويعرقل جهودنا جميعا”، بحسب بيان الأمم المتحدة.

 

وقالت إن بلادها انضمت للدول الأعضاء “لتوجيه هذا النداء من أجل السلام العادل الذي يستمر من خلال الاعتراف بالمخاوف المشروعة للجميع مع الامتثال لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة ولا سيما مبدأ الاستقلال والسلامة الإقليمية وسيادة الدول.”

 

وأشارت إلى أن “مشروع القرار ليس بكافٍ من أجل تحقيق السلام المستدام”، مشيرة إلى أن تسوية الحوار تستوجب الدبلوماسية الفعالة.

وتابعت: “هذا النص يعكس عزم الدول على تسوية النزاع اليوم في أوكرانيا. هذا ما نفهمه من هذا الاجتماع، والآن ينبغي أن نجد السبل الملائمة لتحقيق التسوية السلمية مع احترام كامل لدبلوماسية حقيقية.”

 

ورفضت مصر “منهج توظيف العقوبات الاقتصادية خارج إطار آليات النظام الدولي متعدد الأطراف”، وأكد ممثلها عددا من النقاط: “أولها، ضرورة البحث عن حل سياسي سريع لإنهاء الأزمة عبر الحوار وبالطرق السلمية ومن خلال الدبلوماسية النشطة، والتأكيد على عدم غض الطرف عن البحث في جذور ومسببات الأزمة الراهنة، رفض منهج توظيف العقوبات الاقتصادية خارج إطار آليات النظام الدولي متعدد الأطراف”.

 

وأكدت ممثلة لبنان إيمان بلادها بمقاصد وبمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ولاسيما “عدم التهديد أو استخدام القوة في العلاقات الدولية”، وقالت: “لقد خبرنا الاجتياحات والاحتلال والتدخل في شؤوننا الداخلية والخسارة والمعاناة التي ما زلنا نشهدها إلى يومنا هذا، لا أتمنى لأحد أن يعيش ما عشناه نحن في لبنان”.

 

وقالت إن “لبنان يتمتع بعلاقات جيدة مع طرفي النزاع، روسيا وأوكرانيا”، داعية إلى “العودة إلى منطق السلام”، مشيرة إلى أنه “حان الوقت للدبلوماسية والحوار والتسوية السلمية لهذا النزاع”.

 

وحذر ممثل العراق من “إمكانية استغلال الإرهابيين” لحالة الانقسام في المجتمع الدولي وعبر عن قلق بالغ من “إمكانية استغلال الإرهابيين” لهذه الأزمة وحالة الانقسام المتوقعة في المجتمع الدولي بما يعطل ويعيق الجهود الدولية المشتركة الرامية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.

 

وقال إن امتناع بلاده عن التصويت لصالح مشروع القرار “إنما جاء من الخلفية التاريخية التي مرّ بها العراق والمعاناة من الحروب المستمرة التي تعرضت لها الأجيال، حيث إن العراق وبشكل مبدئي لا يؤيد الحروب كحل للأزمات.”

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

 

Exit mobile version